لجنة (7+7) ما زالت مكانك سر تجتمع وتنفض لتكرر نفسها عبر بيانات وتصريحات لا تختلف كثيراً عما ورد في السابق، حيث ما زالت تتحدث عن خارطة الطريق بدون خطوات جديدة سوى الحديث عن تهيئة الأجواء السياسية وضمانات تؤسس لمشاركة الحركات المسلحة في الحوار داخل الخرطوم وحتى الجدول الزمني ظل بلا عنوان، بل متروك إلى حين فراغ اللجان المتخصصة من إعداد أوراقها إضافة إلى المشروعات السياسية وما يتمخض عنه المؤتمر المجتمعي من انجازات تدعم وتساند الحوار الأساسي ما بين القوى السياسية والحركات المسلحة، ومما لا شك فيه أن لجنة (7+7) قد حققت بعض النجاحات والانجازات في الأونة الأخيرة عبر اكتمال خارطة الطريق التي أجمعت عليها الحكومة والمعارضة الداخلية بجانب إعلان بتوقيعات أحمد سعد عمر والدكتور غازي صلاح الدين وبرعاية كاملة من لجنة الوساطة الأفريقية، ويعتبر ذلك في حد ذاته خطوة كبيرة جداً في اتجاه الاجتماع التحضيري المزمع عقده في الأسابيع القادمة، حيث الاتفاق النهائي حول الإجراءات المتعلقة بالحوار ووضع الأجندة بشكل نهائي، ولكنني أعيب على لجنة (7+7) البطء في الحركة وضعف الإعلام والترويج للحوار الوطني على الصعيدين المحلي والخارجي مما يستوجب لتهيئة المناخ لعقد الاجتماع التحضيري الذي تشرف عليه الآلية الأفريقية، فكسر حاجر الصمت ما بين اللجنة والحركات يتطلب لقاءات ودية في الخارج يشارك فيها من داخل السودان الشخصيات التي لها قبول عند الحركات والتي تربطها بعض الصداقات مع بعض القادة هناك لتجاوز الاحتقان وتأسيس نوع من الثقة التي تسهم في تقريب وجهات النظر وتساعد على التفاهم في القضايا الوطنية مع التركيز بأن السودان وطن يسع الجميع وأن الحروب لا يمكن أن تحقق فيه استقراراً، بل قد تزيد الأمر تعقيداً وأن السبيل الوحيد لتجاوز كافة أزماته لن يتم إلا عبر الحوار والتفاوض السلمي بالإضافة إلى ذلك هناك الإعلام الذي لم يجد خطة بصورة إيجابية في الترويج للحوار الوطني في المدارس والجامعات والساحات الشعبية وسط الأحياء في كل ولايات السودان، كما أن الإعلام الخارجي ما زال ضعيفاً جداً ويكاد أني كون لا وجود له في العالم الخارجي ولا حتى وسط الجاليات السودانية في الخارج، وهذا يتطلب التحرك الفوري لوفود منظمات المجتمع المدني وممثلين للجنة (7+7) في زيارات ميدانية خارجية، دعماً للحوار وتمليك المجتمعات الخارجية من منظمات ودول مؤثرة الخطوط العريضة لأجندة الحوار التي على رأسها وقف الحرب وإحلال السلام وبناء الدولة السودانية الديمقراطية الجديدة القائمة على احترام حقوق الإنسان والالتزام بكل المواثيق الدولية المتعلقة بالحريات ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله وبالتالي فإن التمهيد الحقيقي للحوار الوطني يتأسس على الرسالة الإعلامية داخلياً وخارجياً وليس بتلك الاجتماعات المحدودة النشر والتي لا يعلم عنها إلا القليل من المتابعين لمسيرة الحوار. نقلا عن صحيفة التيار 12/5/2015م