السيد محمد عثمان الميرغني مرة أخري (اعتصم بالبعد عنا) بقاهرة المعز.نفس السيناريو السابق يتكرر مرة أخري ،وبات الجميع فى ترقب عودته الى الوطن عبر تصريحات قيادات الحزب ..فهل يا تري يئس مولانا من عودة أمجاد الحزب الاتحادي الديمقراطي مرة أخري؟ أم أنه رأي ان ادارة الحزب بالريموت كنترول اسهل من إدارته عن قرب ..على الرغم من انه خلال تواجده بالبلاد الايام القليلة الماضية استطاع ان يعيد جزءاً لا بأس به من الايام الخوالي ( نحن نؤيد حزب السيد) . و استطاع ان ينشئ علاقات طيبة مع الحزب الحاكم ، فى وقت استمرت فيه أجهزة الاعلام تنقل لقاءاته مع قيادات المؤتمر الوطني وكانت نظراته النافذة تنطق بالكثير حتى ظننا أنه سيورثه ..أم ان الوقار الذى يطل من عينيه فضلة الإرث من سحيق الدهور . ادري لماذا لم يستفد مولانا الميرغني من الدرس السابق نتيجة غيبته عن الحزب ؟ و لماذا لم يستثمر الأجواء الطيبة التى عطرت عودته للبلاد و للحزب بصورة نفسه لم يكن يتخيلها؟ فبعودته انتعش الحزب مرة اخري و بدأت تدب فيه الحياة ..كما ان تشكيل الحكومة الجديدة حسب التصريحات من المؤتمر الوطني ستكون حكومة قومية موسعة تتسع فيها المشاركة..و مهما كانت جدوي هذه المشاركة من عدمه، فان وجود مولانا خلال هذه الفترة داخل البلاد و مشاركته فى الحكومة مكسب كبير للحزب يثبت وجوده فى المقمام الاول ،و يؤسس لحقب جديدة يعاد فيها بناء الحزب المتهالك فى ظل حكم ديمقراطي تعطشت له البلاد ربع قرن من الزمان..صحيح ان الحكومة تلعب هذه المرة ايضاً بنفس التشكيلة السابقة ،وصحيح ايضاً ان الانتخابات السابقة تركت حسرة فى النفوس مع تنسم عبق الديمقراطية ،و لكن بالرغم من عودة المؤتمر الوطني مرة اخري ، بل عودته هذه المرة بقوة اكبر (سألنا الله السلامة) و لكنا نعلم جديدا أن عهداً ديمقراطياً بدأ .. و ان لم تكن هذه الجولة مرضية فهناك جولات أُخر يتعلم فيها الناخبون الممارسة الديمقراطية بفهم و وعي اكبر ينعكس على صناديق الاقتراع ..وتستعيد فيه الاحزاب لياقتها بالتنفس فى جو ديمقراطي ... فقط نتمني ان يطيل الله عمر الديمقراطية هذه المرة لتؤسس لوعي ديمقراطي يكمل فيه الناخبون كل مراحله .. دون ان تحدث طامة اخري تطيح بالديمقراطية و الاحلام الوردية التى ننام ونصحو عليها، الاحزاب الاخري ايضاً ينتظر منها ان تطل علينا ب( نيو لوك ) ،فالحق يُنتزع و لا يمنح فى هذه الازمان، و اذا لم تسرع لتنظيم صفوفها تفتح عينها غداً على موعد الانتخابات القادمة ، و تجد وضعها لا يسمح لها بالوقوف امام المؤتمر الوطني .. و نعيش ذات التجربة التى عشناها فى الانتخابات السابقة ولن نجد غير الحوائط نسند عليها ظهورنا، أتمني ان لا ترهق عودة مولانا الى الوطن هذه المرة حزبه. نقلا عن التيار 4/5/2010