تبنى مؤتمر الرياض «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية» في جلسته الختامية، أمس، «إعلان الرياض» الذي ينص على إقامة دول اتحادية في اليمن، يكون التمثيل فيها بالمناصفة بين الشمال والجنوب. وحضر الجلسة الختامية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وعدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية. وأكد المؤتمر في «إعلان الرياض» دعم الشرعية في اليمن ومبدأ الشراكة الوطنية، مشددا على ضرورة استئناف العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار، وأعلن رفضه الإجراءات الانقلابية، وطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن. ودعا المؤتمر الى الالتزام بقرار مجلس الأمن 2216، واعتبار «إعلان الرياض» مرجعية في المرحلة المقبلة، ووقف التعامل المالي والديبلوماسي مع الانقلابين الحوثيين في صنعاء، والعمل مع مجلس التعاون الخليجي لتأهيل اليمن اقتصاديا. وأكد «إعلان الرياض» ضرورة إعادة الإعمار في المناطق خاصة المتضررة منها، وجدولة القضايا اليمنية كافة وخاصة الجنوبية، والشروع في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، والإسراع في مناقشة مسودة الدستور وطرحها للاستفتاء. وشدد على ضرورة إعادة المهجرين وتعويض المتضررين، ومحاكمة المتورطين في الانقلاب، ومساءلة القيادات المتورطة في الانقلاب، كما تضمن الإعلان، تقديم الإغاثة للنازحين، ودعم المقاومة الشعبية. ودعا «إعلان الرياض» إلى محاسبة منتهكي حقوق الإنسان، والالتزام بمبدأ الشراكة الوطنية. واتهم الإعلان إيران بالمساهمة في زعزعة الاستقرار باليمن، مؤكدا أن الفساد وسوء الإدارة خلال حكم علي عبدالله صالح أديا إلى تدهور الوضع في اليمن. وفي كلمة اختتام المؤتمر ألقاها نيابة عنه الزياني، قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «إننا حريصون على ألا يكون اليمن مرتعاً للمنظمات الإرهابية، ونتطلع إلى أن تسهم عملية إعادة الأمل في استقرار اليمن». وأضاف: «سنستمر بتقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين، وباقون إلى جانب اليمن ليستعيد موقعه الطبيعي. ومؤتمر الرياض يأتي في منعطف تاريخي للمنطقة بأكملها، ونهنئ الشعب اليمني على مخرجات هذا المؤتمر». من جهته، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أنه «لا بد للحق أن ينتصر»، مشدداً على أنه وحكومته الشرعية سيعودان إلى اليمن. وبدأ هادي كلمته بالتشديد على أن «إنقاذ اليمن اكتسب شرعية وطنية ودولية»، مضيفاً: «ليس لدينا خيار إلا بإنجاح مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض». ووجه هادي التحية ل«المقاومة الشعبية الصادقة»، ودعاها ل «الثبات». كما أكد دعمه «أي جهد دولي يلتزم بالمرجعيات التي يجمع عليها اليمنيون»، إلا أنه استطرد أن «الأولوية اليوم هي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216». وفي هذا السياق، أكد أن «ميليشيات الحوثي وصالح قرأت الهدنة بشكل خاطئ. نحمل ميليشيات صالح والحوثي مسؤولية أعمال القتل». وثمّن هادي «دور السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم اليمن». وشدد على أنه «رغم كل التحديات سنمضي بجد لاستعادة الدولة اليمنية. سنعمل على بناء وطن جديد، وسنعيد بناء ما دمره الحوثيون». وقال ان «الحوثي لا يمثل سوى 10 في المئة من محافظة صعدة». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «استمرار الحوثيين في عملياتهم العسكرية واعتداءاتهم على المحافظات والمدن لن يقابل بالصمت». وقال على حسابه على «تويتر» ان دول التحالف العربي ما زالت ملتزمة بتوفير الدعم الإنساني لليمن، وشدد على أن «الحوثيين ينتهكون الهدنة بشكل مستمر». وعلى صعيد التحركات الديبلوماسية، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد الأوضاع في اليمن في ظل التطورات الأخيرة ومؤتمر الرياض. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أن المبعوث الأممي عرض على شكري شرحا مفصلا للأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية باليمن في ضوء زيارته الأخيرة لليمن ومشاركته في مؤتمر الرياض، مؤكدا أنه كان يأمل في تمديد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام أخرى غير أن حدوث انتهاكات للهدنة من جانب الطرف الآخر المناوئ للشرعية قد عرقل حدوث ذلك. المصدر: الرأي العام الكويتية 20/5/2015م