من في محاولة للفهم، أحسب أنه من المهم للغاية أن نسال من يكون أرستيد (ARSTID)؟ ولماذا جاء أصلاً إلي السودان؟ المعلومات المتوافرة عن الرجل - إفريقي من دولة بنين – وأنه ليس خبيراً مستقلاً ولكنه مقرر خاص لحقوق الإنسان بالسودان، فمرحباً بك في الخرطوم يا أرستيد، فلعلك رأيت الإنسان السوداني آمن، فلا حقوقه منزوعة، ولا حرياته منتهكة، ولعلك ضربت كفاً بكف متسائلاً عن التقارير السابقة عن حقوق الإنسان في السودان. وقبل ذلك الخلط بين عمل الخبير المستقل والمقرر الخاص، ما هذا الكيد الذي يكاد، تنفعل قلوبنا بعمل شاندي، وتريج مشاعرنا لتقارير مشهود، وهي في ميزان العدل أثقل، وفي ميزان التاريخ أنكي وأفظع، ولعلنا يجدر بنا أن نشير إليك أيها الخبير المستقل، إلي أن الكلام سهل، وترديد ما يردده الآخرون أسهل ولكن تبقي الإنسانية واحترام المشاعر، بل والرقي بها، وما كل من ركب الحصان خيال، ولا كل من تولي حقوق الإنسان (إنساني).. أياً كان الأمر فقد كان للمقرر الخاص بالسودان حسابات حين قام بالزيارة، كما أن كان للخرطوم حساباتها المماثلة حين استقبلته بعقل مفتوح وصدر رحب، وفي هذا الصدد يتعين التنبيه إلي أن الوقت مازال مبكراً لتقدين أداء أفضل من السيد/ أرستيد في هذا الملف... وحين استوضح الأمر في لقاء أنعقد يوم 18/5 بدار نقابة المحامين السودانيين بالعمارات شارع الشهيد/ فتحي خليل، فقد كان نص رد المقرر الخاص علي استفسارات عدة بشأن طبيعة التكليف وجهها أعضاء مجلس النقابة (أنه سيكون شفافاً في تناول هذا الملف ومتعاوناً إلي ابعد الحدود وخاصة مع نقابة المحامين لما لمسه من وعي كبير بالحقوق من أعضائها، وعلي الرغم من إن البون الشاسع بين رويته ورؤية الخبراء السابقين، إلا أن لحديثه سنداً، ولقياسه أساس، ولحفاوة منطق، يسمح لما بالتفاؤل في أنه سيكون له وضع خاص، يسمح لي أن أصارحك قبل فوات الأوان.. كل شئ سيغفر في هذا الملف.. إلا أن تسئ إلي السودان وأهله.. تلك مسألة لا تحتاج إلي فتوى.. العقل فيها يكفي والمصلحة مقطوع بها... وإن كان لابد من نص فهو موجود!. نقلا عن صحيفة السوداني 21/5/2015م