في نهايات الأسبوع المنصرم ضرب انقسام حاد صفوف ما يسمى بتحالف قوى الاجماع المعارض وقع نتيجة الموقف من التسوية السياسية والمشاركة في مؤتمر باريس، فإجتماع المعارضة العاصف سبقه اجتماع قام فيه التحالف بفصل أحزاب البعث الأصل وحشد، والتغيير الديمقراطي، عن جسد التحالف نسبة لمواقفهم المعارضة للتسوية عن طريق الخارج وما أسموه استدعاء الأجانب واللجوء إلى المجتمع الدولي وكذلك تلك الرحلات الماكوكية في العواصم الأوروبية والتي من المتوقع أن تكون محطتها القادمة باريس، وقالت تسريبا من داخل الاجتماع العاصف أن الجميع أقر ذلك القرار بينما تحفظ عليه الحزب الشيوعي. وأوضحت التسريبات أن مخاشنات كبيرة شهدها الاجتماع وصوبت انتقادات حادة تجاه رئيس التحالف فاروق أبو عيسي المحامي، وكانت تلك الأحداث بدأت في اجتماع سابق، ووصلت ذروتها منتصف الاسبوع المنصرم ، وكان الصراع منصباً بشكل أساسي حول الموقف من الحوار، وكيفيته، وخيار التسوية السياسية، فالاجتماع الأول – بحسب المصدر الزميل- كاد أن يطيح بفاروق أبو عيسي بينما نجح الاجتماع الثاني في الإطاحة بالأحزاب الثلاثة. ويقول المصدر أن أبو عيسى رئيس التحالف قد لوح باستقالته فكان رد المجموعة المناوئة له ب "مقبولة" وتمت مواجهته خاصة من قبل حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة علي الريح السنهوري بكونه شيوعياً وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وشهدت أجواء النقاش توترا وحدة في النقاش ومهاترات في الحديث، وكانت البنود الأساسية التي طرحت مناقشة الوفد الذي سيذهب إلى باريس، وأخذت تلك المجموعات المناوئة لأبي عيسي كونه قد اختار تلك المجموعة بشكل سري ومن جهة، وحزب معين بعيداً عن الهيئة العامة واجتماع الرؤساء: مما يعني لهم أن القصة مرتبة، ويقول محدثي، إن المجموعة التي تم فصلها قال: إنها ضد نداء السودان، وبرز تيار يري أن المجموعة التي ستسافر إلى باريس من أجل اجتماع "نداء السودان" أمام خيارين إما أن تمثل نفسها أو إلا تذهب، ويقول: إن المسافرون دافعوا عن أنفسهم، وقالوا: إن اختيارهم قد تم عن طريق لجنة، غير أن محدثي نفي ذاك، وقال: إن فاروق أبو عيسي سارع إلى إنهاء الاجتماع دون قرار، حتى يتمكن المسافرون من السفر، ويضع الناس أمام الأمر الواقع. ويواصل المصدر تسريباته للاجتماع العاصف قائلاً: إن الدعوة إلى عقد اجتماع يوم السبت الماضي من قبل حزب المؤتمر السوداني الذي دعا إلى اجتماع الرؤساء، لمناقشة قضية المجموعة التي تقف ضد نداء السودان، ويضيف: إنه قد رفض الدعوة، وقال لهم، إن قضية رافضي نداء السودان ليست بالجديدة، وإنهم ظلوا على موقفهم منذ فترة طويلة، مضيفاً أن هنالك من يقفون ظاهراً مع نداء السودان لكنهم في الواقع يعرقلون "نداء السودان" متهماً بذلك فاروق أبو عيسي والحزب الشيوعي والناصريين، ويضيف أن الوفد الذي يريد أن يسافر إلى باريس يهدف إلى عرقلة قضيتين الأولي الهيكلة والثانية تطوير نداء السودان، متهماً إياهم بأنهم لا يريدون الأمرين لأنهم – حسب إفادته. وهم لا يريدون ذلك ولا يريدون "نداء السودان" لأنه يضم أجساماً أكبر منهم مثل حزب الأمة، والجبهة الثورية، لذلك يسعون للسيطرة على تحالف قوى الإجماع الوطني، وذكر محدثي أنه رفض اجتماع السبت ووصفه بالانقسامي والتآمري، وأنه قد ذكر لهم أن الحل يكون في اجتماع نظامي، واصفاً اجتماع السبت بالورطة، لأن المجتمعين توصلوا إلى طرد الأحزاب الثلاثة، لكونهم قد أساءوا إلى رئيس التحالف "فاروق أبو عيسي" وعرقلة "لندار السودان". عموما فالاجتماع العاصف لما يسمى بقوى الاجماع أثبت عمليا عدم ايمان هؤلاء المتشدقون بالديمقراطية بقيمها وأنهم أبعد الناس من الممارسة الفعلية لها حين قام قادته بطرد ثلاثة أحزاب أعضاء وهي (حزب البعث الأصل) التغيير الديمقراطي؛ حشد) .. القرار قضي بفصل (طرد).. فالقرار صدر في غياب هذه الأحزاب المبعدة ودون علمها.. فهذا القرار يمثل مرحلة خطيرة في تطور حالة الانقسام في تحالف المعارضة. وهو عمل غير ديمقراطي فلا يمكن أن يتم التقرير في شأن أي عضو في غيابه، ويتم الأمر دون مساءلة أو محاسبة، في إهدار تام لأبسط قواعد الممارسة الديمقراطية .