1- ادارت الولاياتالمتحدةالامريكية ظهرها لاعتراضات قوي المعارضة علي قايم الانتخابات وعزت الادارة موقفها المساند لقيام الانتخابات بالاستناد لمرجعيات اتفاق نيفاشا فيما قاد اصرار المؤتمر الوطني وحلفاءه المسنود ربما بدعم الادارة الامريكية الي تراجع المعارضة الي القبول بالامر الواقع والتسليم بقيام الانتخابات في موعدها ولكن ما اثار اعجاب واشنطن اكثر من اصرار المؤتمر الوطني علي اجراء الانتخابات وخروجها بنتيجة توقعتها دوائر الادارة الامريكية منذ اتفاق نيفاشا 2005م مما اثار اعجاب واشنطن حقاً هو مقدرة المؤتمر الوطني علي عبور نفق الانتخابات وتجاوز سيناريوهات السقوط التي برعت قوي المعارضة في حياكتها سراً وجهراً. 2- علي غير العادة تفاءلت اوساط الحكومة والمؤتمر الوطني بمبعوث الادارة الامريكية الجنرال اسكوت غرايشن وسعي الرجل منذ تعيينه الي تحريك ملف الحوار حول التطبيع ضمن اجندة الحوار حول ملف التعاون الامني والمخابراتي علي مكافحة الارهاب وسجلت الخرطوم حسب معايير الادارة الامريكية اعلي معدلات التعاون الامني بين الجانبين فيما يتعلق بملف الارهاب وغير ان ادارة اوباما وقبلها ادارة بوش وبضغوط من جماعات اليمين والمنظمات اليهودية المناوئة للسودان لم توقف حتي الان علي رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية للدول الداعمة للارهاب وحسب دكتور اسماعيل الحاج موسي رئيس لجنة الشؤون القانونية بالمجلس الوطني فان الادارات الامريكية المتعاقبة لا تختلف من حيث المضمون في تعاملها مع قضايا العالم الثالث. ويضيف دكتور اسماعيل بان ادارة اوباما لا تختلف كثيرا عن ادارة بوش في التعامل مع ملف السودن وبشر د. الحاج موسي الي ان الادارة تضم مجموعات ذات توجهات عدائية ضد الحكومة كسوزان رايس ممثلة امريكا في مجلس الامن. 3- ما الجدي لدي الادارة الامريكية في مرحلة ما بعد الانتخابات وبدأ العد التنازلي لقيام الاستفتاء علي تقرير المصير لجنوب السودان يناير 2011م والجنرال غرايشن يحط رحاله في الخرطوم للمرة العاشرة منذ تعيينه في منصب المبعوث الخاص يري مراقبون ان قبول واشنطن المتحفظ لنتائج الانتخابات والتسليم بفوز المؤتمر الوطني انما هو صفقة لتسريع انفصال الجنوب عبر اجراء استفتاء تحت رقابة وضمانات دولية ومن ثم مواجهة واقع الانفصال باجندة واضحة حول الموارد والنفط والمياه والحدود واصول الدولة وديونها. 4- دوائر المعارضة واحزابها الرئيسية الامة القومي والاتحادي الاصل والمؤتمر الشعبي است في نكرات مبكرا ما وصفته موالاة الادارة الامريكية لخط المؤتمر الوطني في ادارة الانتخابات ووصف الامام الصادق المهدي توجهات واشنطن بالعدائية والداعمة لتمزيق وحدة السودان ولم ينس الصادق تذكير الجميع بان فوز مرشح المؤتمر الوطني يعزز فرص انفصال الجنوب وتأزم الاوضاع في دارفور وفي السياق وصف فاروق ابو عيسي الناطق باسم تجمع احزاب جوبا الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ب(العجوز) علي خلفية تصريحات للاخير تؤكد خلو الانتخابات من عمليات التزوير. 5- اجندة زيارة غرايشن الحالية للخرطوم تشمل زيارة دارفور ولقاءات مسؤولي ملف التفاوض في منبر الدوحة وزيارة لجنوب السودان لحضور اجتماع مفوضية التقويم والتقدير لاتفاق نيفاشا التي يراسلها البريطاني سيرديك بلمبلي غير ان لا جديد يحمله غرايشن حسب مراقبون ولكن الحكومة غاضبة علي تصريحات غرايشن فيما يتعلق بعلم الادارة الامريكية المسبق بتزوير الانتخابات والذي استدركه غرايشن بحسب ما نقلته صحافة الخرطوم بالقول ان الادارة تقبل بنتائج العملية مع عملها المسبق بالتزويرمن اجل التسريع بانفصال الجنوب وهو اجراء لا يمكن ان يتم بمعزل عن وجود الشريكين في السلطة ولم تستبعد مصادر مطلعة ان تستجوب الحكومة عن ما نسب اليه من تصريحات. 6- يبقي ملف الاستفتاء ودارفور ومنطقة ابيي وترسم الحدود من الملفات دائمة الحضور ضمن اجندة حوار غرايشن مع مسؤولي الحكومة والمؤتمر الوطني ولكن ما هو الجديد علي وجه الدقة الذي يمكن ان يجمله غرايشن في زيارته الحالية ربما لا يمكنالاجابة لا ضمن نطاق التوقع والاستنتاج فالذي تريد امريكا من السودان يظل دائما قيد التوقع بيد ان دكتور حسن مكي الخبير في شؤون القرن الافريقي لم يتبعد ان يدير الغرب وامريكا ظهره للحكومة والشمال بعد ان يتحقق من انفصال الجنوب تماما ويضيف مكي بان الغرب لن يسكت وسيواصل توجهاته العدائية تجاه السودان ويشير. حسن مكي الي ان ملف السودان مختطف من وزارة الخارجية الامريكية وتديره جهات اخري. 7- تفويض المؤتمر الوطني لحكم السودان لخمس سنوات اخري يعزز فرص واشنطن في التعاطي مع اوضاع مستقرة بالقياس لدول الاقليم ولكن الي حين قيام الاستفتاء فالذي يمكن ان يحدثه انفصال الجنوب اذا تم بصورة مضطربة لا يمكن التنبوء بمالاته. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 6/5/2010م