امهل مجلس الامن الدولي الاربعاء رئيس جنوب السودان سلفا كير حتى الاول من ايلول/سبتمبر لتقديم تأييده الكامل لاتفاق السلام بعد ان ابدى تحفظات اثناء توقيعه عليه. وصرح السفير النيجيري جوي اوغو الذي يرأس المجلس لهذا الشهر امام الصحافيين ان «المهلة النهائية امامه (كير) هي حتى الاول من ايلول/سبتمبر (...) لديه ما يكفي من الوقت». وتحت تهديد فرض عقوبات دولية، وقع كير الاتفاق الذي يهدف الى انهاء 20 شهرا من الحرب الاهلية الشرسة، الا انه اعرب عن تحفظه. وقال كير اثناء مراسم التوقيع بحضور عدة قادة افارقة ودبلوماسيين وصحافيين «السلام الحالي الذي نوقعه اليوم يتضمن الكثير من الامور التي علينا رفضها». وطالب كير بتعديل الاتفاق قائلا «انه ليس الانجيل ولا القرآن، ولماذا لا يمكن اعادة النظر فيه؟». وقال «اعطونا بعض الوقت لكي نرى كيف يمكننا تصحيح هذه الامور» كان كير الذي يقود جنوب السودان منذ انفصاله عن السودان عام 2011 قد طلب مزيدا من الوقت لإجراء مشاورات الأسبوع الماضي الأمر الذي أثار تهديدات بفرض عقوبات من الأممالمتحدة إذا لم يوقع على الاتفاق في غضون مهلة مدتها أسبوعان. وعشية التوقيع على الاتفاق هدد مجلس الامن الدولي ب»التحرك الفوري» في حال لم يوقع كير على الاتفاق او وقعه بتحفظات. الا ان السفير النيجيري اوضح ان المجلس لن يتحرك قبل الثلاثاء. واضاف «امامه حتى الاول من ايلول/سبتمبر (...) سننتظر». ووقع زعيم المتمردين ريك مشار على اتفاق السلام في 17 اب/اغسطس، ولكن في ذلك الوقت اكتفى كير بالتوقيع المبدئي على جزء من الوثيقة، وامهل حتى الاول من ايلول/سبتمبر ليعود ويقبل بالاتفاق كاملا. كما رحب البيت الابيض الاربعاء بقرار رئيس جنوب السودان التوقيع على اتفاق السلام، الا انه قال ان موافقته على الاتفاق يجب ان تكون بلا تحفظات. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان «الرئيس كير اتخذ القرار الصائب بالتوقيع على اتفاق السلام». واضاف «ولكن علينا ان نوضح ان الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لا يعترفان بأي تحفظات او اضافات الى تلك الوثيقة». واندلع الصراع على السلطة في ديسمبر/ كانون الأول عام 2013 بين مشار وهو من قبائل النوير وكير وهو من قبائل الدنكا واستمر الصراع على أساس عرقي. وقتل الصراع الآلاف وشرد أكثر من مليونين. وأوقف القتال التنمية في البلد الفقير الذي يقطنه نحو 11 مليون نسمة وبالكاد توجد به طرق ممهدة ويعاني كثيرون من الجوع. يأتي الاتفاق بعد عدة أشهر من المفاوضات المتقطعة التي استضافتها أثيوبيا وبعد انهيار عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار. وقال المتمردون إنهم استولوا على بلدة إلى الجنوب من جوبا أمس الأربعاء بعد أن تعرضت قواتهم لهجوم وإن قتالا آخر اندلع مع القوات الحكومية. وقال كير خلال مراسم التوقيع على الاتفاق إن المتمردين شنوا غارة في شمال البلاد في وقت سابق من يوم أمس. وقال «الآن يمكنكم أن تروا من يريد السلام ومن يريد مواصلة الحرب.» وكان مشار نائبا لكير إلى أن أقاله في عام 2013. ووفقا للاتفاق من المتوقع أن يصبح مشار نائبا أول للرئيس. وأعطى كير وثيقة للزعماء الاقليميين تشمل أسباب قلقه. وقال وسطاء إن كير عبر عن مخاوفه بشأن مطلب بأن تصبح جوبا منطقة منزوعة السلاح وشروطا بأن يتشاور مع النائب الأول للرئيس بشأن السياسة. كما عبر مشار عن شكوك بشأن جوانب لاقتسام السلطة. وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي إن الولاياتالمتحدة ترحب بالاتفاق باعتباره «خطوة أولى» نحو إنهاء الصراع لكنها قالت إن تنفيذ الاتفاق سوف يحتاج «عملا شاقا». وأضافت في بيان «ومع ذلك فنحن لا نعترف بأي تحفظات على ذلك الاتفاق أو أي ملحقات به.» وتابعت تقول «سوف نعمل مع شركائنا الدوليين لتهميش من يقفون في طريق السلام معتمدين على كل أدواتنا متعددة الأطراف والثنائية.» كانت الولاياتالمتحدة قد اقترحت أن تفرض الأممالمتحدة حظر أسلحة وعقوبات أخرى اعتبارا من السادس من سبتمبر/ أيلول ما لم يتم التوقيع على الاتفاق في غضون مهلة الخمسة عشر يوما التي أعطيت لكير الأسبوع الماضي. وقال كير خلال المراسم إنه واجه ترهيبا أثناء عملية السلام وأضاف أن المفاوضات تم التعامل معها «بإهمال» من جانب زعماء بالمنطقة والعالم وأن أي اتفاق سيء يمكن أن يعود بنتائج عكسية على المنطقة. وقال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إنه «يوم سعيد لنا في المنطقة» أن تم التوقيع على الاتفاق وإنه ينبغي لزعماء جنوب السودان الآن التركيز على المستقبل. وكرر تعليقاته الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين. المصدر: القدس العربي 27/8/2015م