وقَّع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت اتفاقاً للسلام، الأربعاء، يُنهي صراعاً مستمراً منذ 20 شهراً مع المتمردين. وقال خلال مراسم التوقيع التي جرت في العاصمة جوبا، إن "حكومته توقّع اتفاق السلام، رغم تحفظاتها عليه". وحضر مراسم التوقيع رئيسا كينيا ويوغندا ورئيس وزراء إثيوبيا، والنائب الأول للرئيس السوداني الفريق اول ركن بكري حسن صالح. وكان زعيم المتمردين رياك مشار قد وقَّع على الاتفاق في العاصمة الإثيوبية الأسبوع الماضي، وأضاف "يجب وضع تحفظاتنا في الاعتبار، إذا طرأت أي مشكلة في تنفيذ الاتفاق، وإذا تم التعامل مع تحفظاتنا بعدم جدية، فستكون الأضرار على الجميع في جنوب السودان، وليس علينا وحدنا". وسلم كير الوسطاء وقادة دول من المنطقة وثيقة تقع في 12 صفحة تتضمن تحفظات حكومته، ولم يوضح أي نقاط يتحفظ عليها، لكنه أكد أنها ستنشر لاحقاً، وقال إن لديه خيارين، إما السلام وإما الحرب، وإنه جاء من أجل السلام، وشار إلى أن "قوات ريك مشار هاجمت قواتنا بولاية الوحدة، وقامت قواتنا بدحرهم ولا يزال القتال مستمراً". ودعا الرئيس كير قادة الإقليم إلى تقديم المزيد من الدعم لتنفيذ الاتفاق، محذراً من "أنه سيتعرض لصعوبات في حال تركه لنا". جدير بالذكر ان البنود الأساسية التي كانت موضع خلاف تشمل تفاصيل حول مقترحات تقاسم السلطة بين الحكومة والمتمردين، يمكن أن تؤدي إلى عودة مشار نائباً للرئيس. من جانبه قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، "نحن في الإقليم التزمنا منذ بداية الأزمة بالعمل معكم من أجل إيجاد حلول نهائية تقود إلى تحقيق السلام في جنوب السودان". وأشار إلى أنه مر وقت طويل. وأضاف" لكن علينا أن نتجاوز الجراحات بروح التفاهم، ولا يمكننا العيش في الماضي بل يجب النظر إلى المستقبل". ودعا كيناتا فرقاء جنوب السودان إلى تجاوز تحفظاتهم على الاتفاق والتركيز على مسائل السلام. من جانبه ناشد الرئيس اليوغندي يوري موسفيني أطراف الصراع في جنوب السودان تجاوز مرحلة الحرب والتفرغ لبناء البلاد. وقال إن هذه حرب خاطئة في توقيت خاطئ، وإنه "علينا نحن الثوريين أن نميز بين الحروب المبررة وغير المبررة"، وأضاف "حربكم من أجل الاستقلال كانت مبررة، لذلك وقفنا معكم، أما الحرب الأخيرة كانت في المكان والزمان الخطأ".