الجميع يعلم ان النوبة من أشجع القبائل السودانية ان لم يكونوا أشجعها ، كما ان جبال النوبة أنجبت من الفرسان و القادة العسكريين من يشار اليهم بالبنان. لا يوجد من لا يعرف البطل حمدان ابو عنجة الذى هزم هكس فى شيكان و ملك اثيوبيا فى القلابات. ابو عنجة بطل و فارس من فرسان المهدية وقادتها ، و هو قائد الدفاع الشعبي فى المهدية ، ان كانت الانقاذ قد كرمت عبيد ختم و إخوته كان لزاماً عليها ان تمجد حمدان ابو عنجة بما يليق بمكانته كقائد فذ و جندي لا يشق له غبار . حمدان هو قائد الدفاع الشعبي فى المهدية ، كان قائد الجهدية ( الجهادية) و هم الدفاع الشعبي للثورة المهدية و ما قاله جند هكس عندما حاقت بهم الهزيمة النكراء شهادة فى حق الرجل ، عندما أمطر الانصار جنود هكس بالحراب من فوقهم ومن امامهم ومن خلفهم و انهالت عليهم (الكواكيب) صاحوا: ألحقينا يا ست زينب ..دا حمدان ابو عنقة ! بس أمال المهدي حيعمل ايه؟ من ابطال النوبة فى المهدية النور عنقرة و تكفي فيه شهادة الخليفة المهدي التى قال فيها: النور عنقرة لا بخاف مني ولا بخاف من...! و الكل يعلم خوف الجميع من خليفة المهدي لتشدده فى أمور الدين و ادارة الدولة. النور عنقرة فارس آخر مقدام عند اللقاء و يعتمد عليه الصديق و يهابه العدو ، و فى التاريخ الحديث من منكم لم يسمع بالفكي على الميراوي الذى حارب الانجليز و هو من كادقلي ،و من ذا الذى درس التاريخ و لم يسمع بالنيمانق (ألمان الجبل) كما يحلو ان نسميهم ؟ فالنيمانق و غيرهم من قبائل شمال الجبال مشهود لهم بالشجاعة والإقدام ،ولن أذيع سراً اذا قلت ان الحركة الشعبية اعتمدت عليهم فى معظم حروبها ضد الشمال . هذا فى مجال الحرب و الدواس فى الماضي البعيد و القريب . ما أوردناه قيض من فيض و فى العسكرية الحديثة لهم أدوار مشهودة لا ينكرها الى مكابر . ان ثورات النوبة ضد الاستعمار بلغت 11 ثورة ما بين عام 1904 فى جبل الدائر و شاة ، انتفاضة تلةدي 1906 و ثورة النيمانق 1908 و ثورة الدلنج 1909 و ثورة الجبل تقوي و مورو 1910 و ثورة تيرا نوبة 1914 و ثورة جبال ميري 1915 و ثورة جبل نيمانق 1918 و ثورة تيرا الخدار 1922 و الكواليب 1923 و ثورة تلوشي 1926. أحدي عشر ثورة فى خلال 22 عاماً أى بمعدل ثورة كل عامين ضد الانجليز .دلوني على جهة فى السودان ثار سكانها قدر أجدادي فى جبال النوبة ضد الانجليز ،و لكن كتاب الغفلة لم يذكروا حسنة واحدة حسبنا الله ونعم الوكيل . هذا لا يعني انهم فقيرون فى المجالات الاخري ، ففي الرياضة أبدأ بسبت دود ولن انتهي بحامد بريمة ،ونظرة لآخر فريق قومي سوداني نجد ثمانية لاعبين أساسيين من جبال النوبة بعضهم من (المخرتمين) – يعني عيال خرطوم – ولو تمددت اللجنة الاولمبية جوب غرب و بحثت عن الغزلان التى تصطاد الارانب فى الوديان لحصدوا الميداليات الذهبية دون عدد ..لماذا كل هذه المقدمة ؟.. أوردت هذا من شدة غيظي على أناس بكل هذا الزخم التاريخي القتالي يسيرون خلف من لا تاريخ لهم فى الحروب و الفروسية ، كيف يرضي ابن الجبال ان يصبح(سكندهاند) فى الحركة الشعبية التى تبوأ مقاعد الحكم فيها عدد غير قليل من بابناء قبيلة واحدة و اضافت بقية القبائل كتمومة جرتق ؟ نحن كمواطنين من جبال النوبة ولسنا بنوبة لا نرضي لإخوتنا فى الجهة و الموطن ان يكونوا تحت رحمة من لا يرحم ولا يقدر ، فنحن جهويون مع ابناء مديرية جبال النوبة .. المناطق المقفولة ..أحفاد دافعي ضريبة الدقنية ، لن نقبل لهما بداً ان يكونوا فى الصفوف الخلفية و هم اهل لتقدم الصفوف ، بل هم أهل القيادة و الريادة وما قدمنا من أمثلة يكفي و لدينا المزيد . كيف وافق ابناء النوبة فى الحركة على ان يكون لقبيلة واحدة 66ممثلاً دستورياً فى السودان و حكومة الجنوب؟ بل الادهي ان يتبوأ ابناء رجل واحد 16 موقعاً دستورياً فى الشمال و الجنوب ولا يجد أبناء النوبة ربع هذا العدد ؟ هل ابناء النوبة تمومة جرتق لدهاقنة الحركة؟ أجزم ان الاجابة لا و ألف لا وذلك لمعرفتي بأبناء النوبة لمدة نصف قرن. إنها الطيبة الزائدة و نكران الذات و يؤثرون على انفسهم ولو بهم خصاصة . هكذا ابناء النوبة لا تمميز ، فهم ليس لهم فى الخباثة التى يستغلها ضعاف النفوس و يغرروا بالبقية المؤمنة الصامدة من ابناء النوبة الذى وضعوا ثقتهم فى من لا يستحق . فان كان لابد من ما ليس منه بد فلتكن (جمهورية جبال النوبة) لكن ان تكون جبال النوبة جزء بل اصل من السودان الكبير فهو الصواب بعينه. أنتم اصلاء فى السودان مشاركين فيه قبل عصور ما قبل التايخ ولكم الريادة فى تكوين السودان الحديث و ما دور المك آدم أم دبالو ببعيد ، كيف تتركون هذا الارث و هذا التاريخ اتليد و الذىسطره اجدادك وسقوه دماءهم الطاهرة وبللوه بعرقهم الغالي ، كيف تتركونه لغيركم يمرح و يسرح و تذهبون من طوع لتكونوا مواطنين من الدرجة الثانية فى دولة لا يرعي أهلها إلاً ولا ذمة فيكم ، بل و فى أهلكم ايضاً ؟ ان الثورة المهدية التى أسست السودن اليوم انطلقت شراراتها من قدير فى الجبال الشرقية وروتها رابحة الكنانية من جبل فنقر وبعرقها و دمها ،و التى لم يصنفها كتاب تاريخ الغفلة _، حيث جرت الليل بطوله من جبل فنقر وحتى قدير لتخطر الامام المهدي بقدوم الكفار . واستشهدت البطلة بعد نقل الرسالة وكانت الهزيمة من نصيب جردة الشلالي فى معركة الجرادة المشهورة. هل يود أخوتي من ابناء النوبة ترك كل هذا الارث التاريخي الناصع و البدء من المربع الاول حيث لا مكان لهم؟ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، ففي نيفاشا ظلمتهم ظلم الحسن والحسين وأخرجتهم خاليي الوفاض من فتات مائدة اللئام و انتم لا تستحقون تلك الاهانة .الآن تريدون الذهاب الى دولة الجنوب بمحض إرادتكم طائعين ؟ عندها سينطبق عليكم المثل الدرافوري الشهير (نملة ولا خاتي ..خاتي بني لي فى بيتو) و تكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار . نقلا عن التيار 13/5/20210