في اليوم الثالث والعشرين منذ بدء دوران عجلة مؤتمر الحوار الوطني الجاري بقاعة الصداقة حالياً، عكفت لجان الحوار الوطني على مزاولة أعمالها من خلال جلساتها الراتبة التي تتم ثلاث مرات أسبوعياً (الأحد، الثلاثاء والخميس) مع تقديم إيجاز صحفي يومي في نهاية اجتماعات اللجان، وسط حضور واسع من الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة، وقد شهد أمس جدلاً كثيفاً داخل لجنة العلاقات الخارجية، بجانب عمل مكثف من أعضاء لجنة الهوية وحوارات ساخنة حول القضايا المطروحة. علاقات خارجية متوازنة ودار كثير من النقاشات والجدل داخل اعمال اللجان، وكشف د. محمد عبد الله عضو لجنة العلاقات الخارجية عن خلاف داخل اللجنة بسبب السياسة الخارجية، وأشار إلى تقديم أوراق من بعض الأحزاب تطالب بتطبيع العلاقات مع جميع دول العالم بما فيها اسرائيل، الامر الذي وجد استهجاناً من مشاركين آخرين. ولفت في تصريحات للمركز الاعلامي للمؤتمر بقاعة الصداقة أمس إلى المطالبة ببناء علاقات متوازنة تقوم على المصالح المشتركة، وقال إن اللجنة في اجتماعها أمنت على ضرورة خلق علاقات جيدة ومبنية على المصالح المشتركة بين السودان ودول الجوار الافريقي والدول العربية والاسلامية، واضاف بأن معظم اعضاء اللجنة متفقون على العلاقات المفتوحة للسودان مع كل الدول، وأبان أن اللجنة ستستمع إلى كل آراء الاحزاب والقوى المشاركة وصولاً الى بلورة الافكار ومن ثم اجازتها لتصبح من مخرجات الحوار. خيارات الهوية ومن جهته، أوضح نائب رئيس لجنة الهوية البروفيسور علي عثمان محمد صالح أنهم استمعوا إلى ستة خيارات عن الهوية وخلصت الى ثلاثة خيارات أمامهم ستتم مناقشتها وهي الهوية السودانية والهوية القطرية والهوية الوطنية، وقدم صالح تعريفاً شاملاً للهوية السودانية والوطنية والقطرية، وأبان أن الهوية السودانية ترمز للانتماء الى السودان تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً. وأشار رئيس لجنة الهوية إلى أن قيام لجنة للهوية لأول مرة يؤكد التطور الملحوظ في الفكر السياسي السوداني، وقال إن وجود الشباب يمثل اضافة وتفكيراً معاصراً للهوية السودانية، ولفت إلى سودانوية كل من يحمل الرقم الوطني، ونوه إلى وجود فروع سودانية بالخارج لديها اصول بالداخل والعكس بالاضافة لمجموعة من دول الساحل والصحراء. ومن ناحيته، قال هواري محمد حسن ممثل حزب الحركة الشعبية للسلام بلجنة الهوية والثقافة، إن بعض التيارات الاسلامية بما فيها انصار السنة المحمدية يطالبون بهوية اسلامية، وانتقد هواري طرح الهوية الاسلامية، وقال : نحن نريد هوية جامعة تجمع أهل السودان بكل مكوناتهم الثقافية والدينية والعرقية والقبلية، بجانب أننا نريد تسامحاً دينياً. وأضاف بأن لجنة الهوية تسير بالصورة المطلوبة ولا توجد أية مشاكل تعيق حركة اللجنة. حركة "غائبة" العميد فتح الرحمن آدم قائد العمليات بالحركة الشعبية للسلام، وجه ايضاً انتقادات الى مكتب متابعة سلام دارفور، وقال إن الحركة بدأت الحوار منذ العام 2008م وهذا الحوار وفر مطالبنا، واضاف : "نحن نمثل الناس الذين حملوا السلاح في حدود التماس بكردفان ودارفور وأعلنا في السابق دعمنا للحوار بألف جندي بكامل عتادهم العسكري، وقد طلبنا من الأجهزة المختصة أن تستلم هذه القوة وحتى اللحظة لم يتم الاستلام، وحول انتقاداتهم لمكتب سلام دارفور، قال آدم أن ممثلي الحركة في لجان الحوار الوطني موجودون بأسمائهم بقائمة الكشف للمشاركين في الحوار بالرقم (18) وتفاجأوا اليوم بأن ممثلينا لم يسمح لهم بدخول القاعة لمزاولة أعمالهم كممثلين للحركة وحمل مكتب متباعة سلام دارفور مسؤولية هذا الخطأ لأنه قال إن الحركة ليست مسجلة بمكتب متابعة سلام دارفور، بالإضافة إلى أنها ليس لديها وجود، ومتابع بأن الحركة كذبت هذا الحديث. وزاد : "إن حركتنا لديها قوات عددها أكثر من ألف". وأعلنت الحركة أن هذا الحديث تم رفعه الى آلية الحوار الوطني (7+7) لحل المشكلة مع مكتب متابعة سلام دارفور والسماح للحركة بالدخول إلى اعمال لجان الحوار الوطني الست، وأشار إلى أن الحركة حددت يوم الخميس للوصول إلى حل للمشكلة، وقال إنها حال لم تحل فإنهم سينسحبون من الحوار الوطني. نقلاً عن صحيفة الرأي العام 4/11/2015م