جددت دول جوار ليبيا خلال اجتماعها السابع أول أمس الثلاثاء في الجزائر تأكيدها أن «الحل السياسي»على النحو الذي اقترحته الأممالمتحدة يمثل «قاعدة» تضمن تسوية دائمة للأزمة الليبية وتمكن من الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، معربة عن قلقها البالغ من تنامي النشاط الإرهابي لتنظيم «داعش»الإرهابي والقاعدة وأنصار الشريعة، فيما كشفت وسائل إعلام بريطانية أمس الأربعاء ان قوات بريطانية وأمريكية خاصة تم نشرها في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية عن التنظيم الإرهابي. وأعربت دول الجوار في البيان الختامي للاجتماع عن قلقها البالغ إزاء تنامي النشاط الإرهابي في ليبيا لاسيما التنظيم الإرهابي والقاعدة وأنصار الشريعة، داعية إلى تكثيف وتنسيق الجهود للتصدي لهذه الظاهرة. وترى دول جوار ليبيا أن غياب أي حل للأزمة بهذا البلد يصب في مصلحة الإرهاب بمختلف شبكاته ذات الصلة بالجريمة المنظمة وجميع أشكال التهريب العابر للحدود خاصة تلك المتعلقة بالمخدرات والأسلحة والمقاتلين الأجانب والهجرة غير الشرعية والتي تشكل تهديداً لأمن واستقرار ليبيا ودول الجوار. وعبر الوزراء المشاركون في الاجتماع لرئيس بعثة الدعم للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، عن دعمهم التام لمهمته في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا منوهين بالجهود التي بذلها سلفه برناردينو ليون. كما شددوا على أن تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا تتطلب مساعدة المجموعة الدولية ودعمها في مجابهة التحديات المتعددة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي التي تواجهها ليبيا. وناشد المجتمعون أطراف الحوار الليبي المصادقة على الاتفاق السياسي المقترح من طرف المبعوث الأممي واغتنام فرصة هذا المنعطف لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الليبي. وعلى هامش الاجتماع أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الحل السياسي الجاري يجب أن يرافقه دعم المجموعة الدولية للجيش الوطني الليبي لدحر الإرهاب. إلى ذلك قال المبعوث الأممي كوبلر إن الأطراف الليبية قريبة جدا من التوصل لاتفاق طال انتظاره لتشكيل حكومة وحدة وإنها قد توقعه خلال شهر. وقال كوبلر «نحن قريبون للغاية من اتفاق رغم بقاء بعض العقبات. أعتقد أننا يمكن أن نوقع خلال شهر. المحادثات استمرت عاما وحان وقت التوقيع». وقال إنه لا يوجد حديث في هذه اللحظة عن فرض عقوبات على أي طرف يرفض الاتفاق بل تبذل جهود «لتشجيع الليبيين على التوصل إلى حل». يذكر أن لقاء عقد بمقر الأممالمتحدة بنيويورك اجتماعاً وزارياً رفيع المستوى لمناقشة آخر تطورات الملف الليبي وما تمخضت عنه جولات الحوار المتتالية. وكشف عضو البرلمان الليبي أبو بكر سعيد عن مبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية مكتفياً بالقول: «سيكون خلال الأيام القادمة مسار آخر للحوار السياسي المباشر برعاية أطراف ليبية أمريكية تستضيفه الولاياتالمتحدةالأمريكية». على صعيد آخر كشفت وسائل إعلام بريطانية أمس أن قوات بريطانية وأمريكية خاصة تم نشرها في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية عن التنظيم الإرهابي خوفا من نقل التنظيم لقاعدته الأساسية إلى هناك في حال خسارته للأراضي السورية والعراقية. وقالت صحيفة «تايمز» إن التنظيم لديه السيطرة الكاملة على سرت كما يسيطر على مساحة تتراوح بين 150 و200 كلم من المناطق الساحلية التي تبعد بضعة أميال عن ايطاليا. وأضافت أن عناصر التنظيم في سرت تدير معسكرات تدريب في المنطقة لتدريب «الإرهابيين قبل توجههم إلى سوريا» إضافة إلى تدريب الأطفال الصغار ممن تقل أعمارهم عن 14 عاماً. وقال تقرير لخبراء الأممالمتحدة إن محاولة التنظيم الإرهابي توسيع سيطرته على أراض في ليبيا يعوقها نقص المقاتلين وإن التنظيم المتشدد يجد صعوبة في كسب تأييد السكان المحليين لأنهم ينظرون إليه على أنه «دخيل» عليهم. وكان مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الشرعية قال ان التنظيم الإرهابي يحاول التمدد نحو مدينة أجدابيا شرقي البلاد، وان الجيش يحاول منعه عبر شن غارات جوية ضد أهداف له. ميدانيا، قتل قائد بارز في القوات الموالية للحكومة الليبية الشرعية أمس، وأصيب خمسة آخرون إثر استهدافهم بصاروخ في بنغازي. وقال ناصر الحاسي المتحدث باسم قاعدة بنينا الجوية «لقي آمر غرفة عمليات الجيش العقيد علي الثمن مصرعه أمس في محور سيدي فرج في شرق بنغازي». وأضاف ان الثمن «قتل إثر استهدافه بقذيفة صاروخية أثناء محاولة قوات الجيش التقدم باتجاه معاقل الجماعات المتطرفة». المصدر: الخليج 3/12/2015م