مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي يعطي ملخصاً شاملاً لأثر الإرهاب في 162 بلداً، تغطي ما نسبته 99 في المائة من سكان العالم، من حيث الخسائر في الأرواح والإصابات والأضرار في الممتلكات والحوادث المرتبطة به، إذ يبحث المؤشر في أنماط الإرهاب بحسب النشاط الجغرافي، وأساليب الهجوم، والمنظمات المعنية. التقرير الدوري ظل يصنف السودان في موقع متقدم عالمياً ضمن العشرين دولة الأكثر تعرضاً لخطر الإرهاب (في المرتبة رقم 16) على مستوى العالم حسب النسخة الأخيرة من التقرير الصادر بداية هذا الأسبوع، الذي صنف السودان في المرتبة السابعة عربياً بعد أن كان في المرتبة الثامنة العام الماضي. هذا التقرير يعطي مؤشراً بتصنيف الدول المعرضة لخطر الإرهاب ومؤشرا آخر خاصا بالدول المصدرة للعناصر الإرهابية. أما بالنسبة لتصنيف الدول المصدرة للدواعش إلى سورياوالعراق فالتقرير يشهد من خلال المخطط البياني للدول المصدرة للمقاتلين للعراق وسوريا أنه ومن ضمن 27 دولة صدرت دواعش إلى سورياوالعراق كانت نسبة السودان ضئيلة جداً حيث جاء في المرتبة العشرين سبقته من الدول العربية مصر والسعودية وتونس والأردن وتركيا وليبيا والمغرب والجزائر واليمن وبعض الدول الآسيوية. المؤشر يصنف البلدان الأكثر عرضة للتهديد الإرهابي، إذ يعطي تصنيفًا عن الدول المتأثرة من الإرهاب ويقوم بتحليل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن ذلك ويستند في بياناته إلى قاعدة البيانات العالمية لرصد الإرهاب. لكن المحير في الأمر هو وجود السودان في موقع متقدم من حيث تصنيف الدول الأكثر تعرضاً لخطر الإرهاب في الوقت الذي لم تشهد فيه العاصمة السودانية ما شهدته باريس أو كاليفورنيا أو تونس أو الكويت أو السعودية أو مصر أو ليبيا والعراقوسوريا واليمن وغيرها. كيف يكون تصنيف السودان السابع عربياً من حيث درجة التعرض لخطر الإرهاب التي يتم حساب مؤشرها من 10 نقاط حيث تسجل العراق مثلاً 10 من 10 أي درجة خطورة كاملة، تليها (سوريا، اليمن، الصومال، ليبيا، مصر) ثم السودان بدرجة خطر إرهابي عليه أكثر من السعودية والكويتوتونس وغيرها من الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية من قبل.. وهذا فعلاً تصنيف محير وغريب. هناك احتمال وحيد لتبرير هذا التصنيف وهو أن يكون مؤشر الإرهاب العالمي ومعهده الأمريكي يقر بأن ما تواجهه مدن وقرى السودان في دارفور وجنوب كردفان من هجمات تشنها مجموعات متمردة وحركات مسلحة هي أعمال إرهابية وهي فعلاً إرهابية.. أما دون ذلك فالخرطوم ولله الحمد لم تتدعش حتى الآن ولم تصب بهذا الفيروس الوبائي فيروس التفجيرات والإرهاب والأجساد المفخخة. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 10/12/2015م