في العام 1983م قطع السودان علاقته بإيران وتلى ذلك تسريبات قوية مفادها أن الحكومة السودانية سترسل قوات الى العراق تسانده في الحرب التي يخوضها في مواجهة إيران، مما استدعى حزب الأمة وقتها الإعلان عن رفضه لهذه الخطوة من جانب الحكومة السودانية، وقد اتضح لاحقاً أنها مجرد تسريبات ولكنها ساهمت في الكشف عن موقف أصيل لحزب الأمة السوداني منذ ذلك التاريخ. العلاقة مع ايران أعادتها حكومة السيد الصادق المهدي قبل أن يستكمل عاماً من وصوله الى سدة الحكم في العام 1986م، وفي العام 1988م أنشأت إيران أول مركز ثقافي لها، وهو ذات المركز الثقافي الإيراني الذي أغلقته الحكومة السودانية في الثاني من سبتمبر 2014م و أمهلت بعثته (72) ساعة لمغادرة السودان. حزب الأمة القومي في الأربعاء 21/10/2015م أصدر بياناً صحفياً يرفض فيه مشاركة السودان في تحالف عاصفة الحزم وإرسال قوات سودانية لتقاتل إلى جانب القوات العربية والإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن. ونقتبس من البيان «لا نؤيد إقحام السودان عسكرياً في حرب لن تحقق سوى تعميق النزاع الطائفي وتدمير البلاد». تعميق النزاع الطائفي نتاج لما تقوم به إيران في المنطقة، وليس ما تقوم به قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي تتصدى لتوسع شيعي ينتهي بما يسمى بالهلال الشيعي الذي يتمدد من لبنان الى اليمن في مرحلته الأولى، ومن ثم يواصل تمدده حتى يكتمل بدراً شيعياً يغطي كل أرض الإسلام. نواصل الاقتباس، وهذه المرة من مقالة مطولة تسرد مسيرة السيد الصادق المهدي نشرت ببوابة الحركات الإسلامية، وهي ترصد مواقف الرجل نشرت في 14/6/2015م «فبدلاً من تعزيز علاقات بلاده وحكومته مع جيرانه الأهم، فوجئت الدول العربية وقتها أن الصادق المهدي ينخرط في علاقات تتعارض مع مصالح السودان. فتح خطوطاً مع إيران وترك مساعديه يبشرون بعهد جديد من العلاقات الإقليمية، توحي بالعداء لمصر والخليج والعراق، في ذروة نزاعه مع إيران. الصادق اختار تعزيز العلاقة مع نظام الخميني دون مراعاة لمصالح بلاده في مصر والسعودية، وفي عهده أنشأ الإيرانيون أول مركز ثقافي لهم في الخرطوم عام 1988م. ورغم هذا الانحياز المستفز لحلفاء السودان العرب وفوق انفتاحه على إيران ألغى الصادق اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر، وهذه كانت رسالة خطيرة إلى أهم بلد يرتبط به السودان». مواقف حزب الأمة و بالذات السيد الصادق المهدي نجدها تتماهى مع المواقف الإيرانية وتخدم مصالح إيران ومشروعاتها في المنطقة لا سيما وأن المعطيات التي تؤكد ذلك كثيرة لم نرصد منها في هذا العمود إلا اليسير من النماذج التي أوردناها. قد تعجز في التحليل من أن تصل الى قاعدة ضابطة تحاكم على إثرها مواقف السيد الصادق والتي هي بالتأكيد مواقف الحزب وتردها الى حسابات ومنطق تستطيع من خلاله أن تتوقع النتائج ولكن ومن المؤكد أنك ستخلص الى نتيجة واحدة هي التناقض الذي يحسبه الأمام حكمته وخلاصة فكره وتجاربه في ساس يسوس. عموماً كنا نتذكر جيداً في فترة حكم السيد الصادق المهدي في خواتيم الثمانينات أن الرأي العام وقتها ينبئك عن علاقات الرجل الخارجية والتي كانت تنحصر في معمر ليبيا وخميني إيران. أرجو ألا يفوت على السيد الصادق المهدي أن إيران تشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة وهي لن تتنازل عن مشروعها الطائفي وستظل تكد وتصبر عليه بنفس طويل حتى تبلغ هدفه، وهدفه تشييع العالم الإسلامي.. نقلا عن صحيفة الانتباهة 2/2/2016م