تبدأ اليوم الخميس أعمال القمة الدولية للأمن النووي في العاصمة الأميركية واشنطن، وتستمر حتى مساء الجمعة، بحضور وفود ورؤساء وقادة 52 دولة، إضافة إلى ممثلين عن الأممالمتحدة والإتحاد الأوربي ووكالة الطاقة الذرية ومنظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول". وتأتي القمة الرابعة والأخيرة، في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وسط رفض روسي للحضور وعدم توجيه دعوة لإيران. وستناقش القمة، بحسب المصادر الرسمية الأميركية، أموراً عدة من بينها: خطر منظمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهجمات التنظيم الأخيرة والتطورات على هذا الصعيد. وتهدف القمة إلى التركيز على ضمان عدم حصول "منظمات إرهابية" على مواد ومعدات نووية مشعة، كما ستتم مناقشة الاجراءات الذي يجب اتخاذها دولياً، لحماية المنشآت النووية ومكافحة التهريب النووي، والعمل على إيجاد استراجيات ردع لمحاولات اللجوء إلى الإرهاب النووي. كما ستناقش القمة، آخر التطورات الحاصلة على صعيد الاتفاق النووي الإيراني، هذا وستتطرق إلى التهديدات النووية واستفزازاتها، مع التركيزعلى كوريا الشماليّة. وستوسع القمة كذلك إطار اتفاقات ومخارج المؤتمرات الثلاثة السابقة، فيما يخص القضاء على مخزونات اليورانيوم والبلوتونيوم عالية التخصيب، في محاولة لحث الدول على التخلص أو نقل مخزونها واستخدام اليورانيوم المتدني التخصيب. وتأتي هذه القمة، في سياق خطة متشعبة لرؤية أطلقها الرئيس باراك أوباما خلال خطابه في مؤتمر براغ عام 2009، وترنو إلى خلق عالم خال من الأسلحة النووية. وارتكزت الخطة على أربعة متعلقات وهي: نزع السلاح النووي، والحد من الانتشار والأمن النووي، والطاقة النووية. وعقد المؤتمر الأول في واشنطن عام 2010 تلته، عام 2012 قمة سيؤول عاصمة كورية الجنوبية، وثم قمة لاهاي بهولندا عام 2014. وأعرب مسؤولون أميركيون عن أسفهم لتغيب روسيا عن حضور قمة هذا العام، على الرغم من مشاركتها في القمم الثلاث الماضية. كما أن روسيا كانت أول دولة تستضيف قمة من هذا القبيل في العام 1996. وحاول مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، في مؤتمرات صحفية عدة عقدت في الأيام الأخيرة حول القمة، التركيز على الإنجازات التي تم تحقيقها منذ عقد المؤتمر الأول برعاية أميركية عام 2010. ومنذ عقد المؤتمر الأول برعاية إدارة أوباما، تم نصب أجهزة رصد لمواد مشعة لمكافحة التهريب في أكثر 300 مطار وميناء ومعبر حدودي حول العالم. وبحسب المصادر الأميركية الرسمية، فإن منظمات إرهابية عديدة حول العالم تحاول الحصول على اليورانيوم عالي التخصيب وغيره من المواد وتحويلها لأسلحة نووية. وتشير التقارير الأميركية، إلى أن تلك المظمات قادرة على تحويل تلك المواد لأسلحة نووية إن تمكنت من الحصول على المواد. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته هذه القمة وقمم سابقة كما مجهودات منظمات دولية، إلا أن مختصين في هذا المجال يشيرون إلى تباطؤ في جهود الحكومات المختلفة في تنفيذ تعهداتها على الرغم من قيام 14 دولة بذلك. كما يلفت هؤلاء إلى وجود ثغرات أمنية في عدد من المنشآت النووية في العالم. وتشير دراسات عديدة في هذا المجال، صادرة موخراً، أن العالم يحتوي على كمية كافية من اليورانيوم والبلوتونيوم المخصب لصنع ما يعادل مئتي ألف قنبلة نووية بحجم قنبلة هيروشيما، التي أسقطتها الولاياتالمتحدة على تلك المدينة اليابانية في الحرب العالمية الثانية. وستعقد على هامش القمة،لقاءات عديدة ثنائية بين الرئيس الأميركي وعدة رؤساء من بينهم الفرنسي فرنسوا هولاند، حيث يتوقع أن يناقش مع نظيره الأميركي ملفات شرق أوسطية عدة من بيها ملف الإرهاب والمباحثات السورية، كما يلتقي أوباما بنظيره الصيني، ويشار إلى مشاركة كل من السعودية ومصر والجزائر والإمارات والأردن والمغرب وإسرائيل وتركيا وباكستان في القمة. ولم توجه الدعوة لإيران، بحسب مسؤولين في البيت الأبيض، لأنه وعند عقد الاجتماع الأول عام 2010، تمت دعوة الدول "التي تساهم إيجابياً في ترسيخ الأمن النووي العالمي حتى لو أختلفت تلك الدول فيما بينها في نظرتها وأيديولوجياتها، وإيران لم تكن من الدول المساهمة في ترسيخ الأمن النووي العالمي عند عقد المؤتمر الأول عام 2010". ويبدو من البديهي هنا، الإشارة إلى القوة النووية الإسرائيلية التي يصمت عنها أي علان خارج عن البيت الأبيض، وما تشكله دولة الاحتلال من تهديد على أمن المنطقة أجمع ليس بسبب ممارساتها فحسب، بل كذلك ترسانتها. ويبقى منوطاً بالرئيس/ة الأميركي الجديد أن يقرر ما إذا كان يريد عقد قمم مشابهة أم إبقاء المهام في هذا الصدد للمنظمات الدولية ولجانها ومجلس الأمن. المصدر: العربي الجديد 31/3/2016م