وهل يرضي ذلك الحركة؟ خاص/ سودان سفاري يمكن القول ان الظروف الامنية والغذائية بل والسياسية التي يشهدها الجنوب السوداني حالياً- وهو مقبل علي استفتاء تقرير المصير بعد ست اشهر – هي أسوأ ظروف يمكن اجراء استفتاء فيها ولم تخف مصادر سياسية بالحركة الشعبية أن تتسبب هذه الظروف في تاجيل الاستفتاء أو عرقلته أو علي الاقل الوقوف لمحاولة معالجة هذه القضايا ليتم الاستفتاء في مناخ أفضل. فالتمرد العسكري الوليد الذي يقوده الجنرال (جورج أطور) تصعب الاستهانة به فهو يزداد اتساعاً بل قد يمتد ليشكل تهديداً مباشراً لقيادة الحركة لأن الجنرال المتمرد ليس مجرد ضابط متمرد وانما هو أحد الذين بذلوا الغالي والنفيس في صفوف الحركة وجيشها الشعبي ويعتبر نفسه صاحب حق أصيل والسوأ من ذلك أن لديه مؤيدين وجنود من الجيش الشعبي فلو مات أو قتل فلربما ينتقل الأمر الي مرؤوسيه ومؤيديه. ومن المهم أن نشير الي أن هذا التمرد يحمل في طياته معاني ودلالات هامة فهو عبارة عن اشارة واضحة من عموم الصامتين داخل الحركة علي عدم رضاؤهم عن التوجه العام الذي تتجه به الحركة نحو فصل الجنوب والطريقة التي تدار بها الامور بحيث قد تقودهم الي ظلمة حاكمة أو مصير سئ. كما ان من المهم أن نشير هنا الي أن المجاعة ونقص الغذاء والصراعات القبلية المتذايدة هي أيضاً تشير الي أن الجنوب غير متجانس سياسياً ولا متفق علي قرار مصيري واحد بل ان الحركة نفسها وأنها اذا تركت لادارة الجنوب فسوف تعيش صراعات داخلية مهلكة تحيل المنطقه الي موقد مشتعل. هذا الواقع الذي لا تزال الحركة الشعبية عاجزة عن معالجته ولن تكفيها الفترة المتبقية لمعالجته بالفعل قد يقود الي عرقلة الاستفتاء وما من شك أن كل ذلك مرده الي (سؤ النية) الذي اتسمت بها تصرفات الحركة الشعبية منذ بداية اتفاق السلام فهي ابتزت الشمال ابتزازاً سياسياً ومالياً غير مسبوق وضللت الجميع بحديثها عن الوحدة الجاذبة والتفسير الخاطئ لهذه الوحدة الجاذبة كونه فقط عمل تنموي ومادي وكانت الحركة ترمي من وراء ذلك ضرب عصفورين بحجر الحصول علي أكبر قدر من المكاسب المادية والسياسية وفي الوقت نفسه الحصول علي دولة مستقله تكون لهم فيها السلطه كاملة. ولعل الامر المؤسف في كل ذلك أن الحركة تلاعبت بما مقداره (8 مليار دولار) هي مجموع ما حصلت عليه من عائدات النفط طوال الأعوام الخمس الماضية ولكنها أخفته في حسابات قادتها بالخارج وحولته الي مصالحهم الخاصة تاركة الجنوب كما هو حتي يعتقد المواطنون في الجنوب أن الشمال لم يفعل لهم أي شئ ومن عليهم أن يحصلوا علي دولتهم الخاصة. علي ذلك يمكن القول أن سؤ النية هذا الذي أورث الحركة الدافع المؤسف الذي يعيشه الجنوب حالياً فيا تري هل سيتم التمكن من اجراء الاستفتاء في هذه الظروف وهل ستكون نتيجة الاستفتاء لصالح ما تتمناه وتشتهيه الحركة ذلك مالم يعد بوسع الحركة الاجابة عليه بالايجاب ومن المؤكد أن هنالك ما يحول دون قدرتها الاجابة وهنالك ايضاً من المفاجات ما ينتظرها علي الافق العريض.