أثار اعتقال تلفون كوكو التساؤلات و الأعاصير و الغبار الكثيف فى وجه حكومة الجنوب ، وتلفون كوكو ابو جلحة المولود بمنطقة ريفي برام و الخبير الزراعي عمل موظفاً بحكومة السودان و انضم بعد ذلك للحركة الشعبية ومن ضمن الاوائل من ابناء النوبة و عمل بشكل كبير على استقطاب ابناء النوبة و إدخالهم للحركة بزعامة د. قرنق و عمل قائداً ميدانياً و مقاتلاً ضد الحكومات المركزية ،و هو آخر ابناء و رموز النوبة ومن اوائل المنضوين للحركة الشعبية و يعرف الكثير عن تاريخ و مسار الحركة و عن أسرارها و هو رجل مسلم الديانة و معروف عنه شجاعته وأمانته و عفة يده فى ما يتعلق بالامانة و كذلك عرف عنه بخلافه مع التيار الشوعي داخل الحركة و الذين خططوا لسجنه و قتله و تهميشه داخل صفوف الحركة و فى الاحراش و عمدوا الى إشعال نار الفتنة مع قائد يوسف كوة و الذى قام باعتقاله وله قاعدة كبيرة من ابناء النوبة من جنود و ضباط داخل الحركة ومن شعب جبال النوبة و هو متزوج من جنوبية و أخري نوباوية. و تلفون كوكو من قيادات جبال النوبة الذين انضموا للحركة و الجيش الشعب فى القرن الماضي للدفاع عن القضية النوبية حسب زعمه !! إلا انه و فى منتصف التسعينات اعتقل من قبل استخبارات الجيش الشعبي بتهمة محاولة الاتصال بالحكومة السودانية و تسليم الكتيبة التى كان هو على رأس قيادتها فى احدي مناطق عمليات رقم (2) جبال النوبة ،و من ثم تم ايداعه فى سجونها لمدة عشر سنوات ، لكن تم اطلاق سراحه عام 2002 اثناء جولات التفاوض بين الحركة الشعبية و الحكومة المركزية. المبعوث الشخصي و يعتبر تلفون من القيادات المؤسسة لقطاع جبال النوبة فى الجيش الشعبي و هو يحمل صفة مبعوث شخصي لرئيس حكومة الجنوب لدي جبالا نوبة ،و هى صفة سياسية و ليست عسكرية ،وقد ينوي القيام بجولة فى المنطقة برفقة اللواء دنيال كودي و اللواء خميس جلاب و اللواء سويف كوة الذى اقعده المرض طويلاً . و الزيارة نفسها تم الإعداد لها مع الرئيس سلفا كير رئيس حكومة الجنوب من الناحية اللوجستية و من ناحية البرامج و الأهداف ، و لذلك جاء قرار اعتقاله فى الثاني و العشرين من ابريل الماضي غريباً و مفاجأ لجميع الاوساط و أثار اعتقاله الجدل و التساؤلات خاصة فى الأوساط السياسية و الإعلامية و تصاعدت ردود الافعال على نطاق واسع خاصة فى الأوساط الأهلية لولاية جنوب كردفان . و التساؤلات تدور حول ماهي الجهة التى اصدرت قرار الاعتقال و هل تم دون علم قيادة الحركة أم لا ؟ و هل حسبت نتائج هذه الخطوة و انعكاساتها السالبة على الأوضاع السياسية بجنوب كردفان ؟ و فى اول رد فعل بعد فوز مرشح الحركة الفريق سلفاكير برئاسة حكومة الجنوب برزت خلافات داخل الحركة خاصة فى قيادات جبال النوبة بعد اعتقال القائد تلفون كوكو ابو جلحة القيادي البارز فى الحركة قطاع جبال النوبة مما ادي الى تحفظ قيادات جبال النوبة على الخطوة متهمة فى الوقت نفسه الحركة الشعبية بتهميش المنطقة. و كان اللواء تلفون احد ابرز القيادات العسكرية بمنطقة جبال النوبة قد دعا الحركة الشعبية فى تصريحات صحفية الى ان تضع منطقة جبال النوبة و جنوب كردفان بصفة عامة خارج حساباتها فى الفترة القادمة ، مشيراً الى ان منطقتهم ليست محافظة تتبع لجنوب السودان الأمر الذى فسره كثيرون ببروز بوادر أزمة من قبل ابناء جبال النوبة بالحركة الشعبية ،وفى ذلك التصريح قال ابو جلحة ان الحركة لم تلعب اى دور فى تقديم التنمية و الخدمات برغم ان ابناء جبال النوبة قاتلوا الى جانبها . معالجة الاخفافات وأضاف ابو جلحة ان ابناء جبال النوبة لم يحظوا بالتمثيل المناسب فى السلطة و الثروة بعكس ابناء الجنوب الذين تم تعيين 42 منهم فى مختلف الوظائف بوزارة الخارجية دون ان يكون بينهم واحد من ابناء جبال النوبة اضافة لنسبة 20% من الوظائف بالخدمة المدنية للجنوبيين ، و وجه اللواء ابو جلحة رسالة لابناء جبال النوبة يطالبهم بالتمسك بتبعيتهم لشمال السودان، داعياً لمعالجة الاخفافات فى بروتكول جنوب كردفان داخل سقف نيفاشا و الوقوف ضد خيار الانفصال لجنوب السودان الذى تدعو له تيارات داخل الحركة و تريد إنزاله ارض الواقع ، فيما طالبت القيادات السياسية و الاهلية و الشبابية بجنوب كردفان باطلاق سراح اللواء تلفون الذى تم اعتقاله مؤخراً بمطار جوبا ن مهددة بتنظيم تظاهرا و احتجاجات و تسليم مذكرات للأحزاب السياسية للضغط على الحركة لاطلاق سراح تلفون كوكو. ودعا الامين العام لحزب الامة الاصلاح والتجديد عبد الجليل الباشا فى المؤتمر الصحفي الذى عقده تجمع القيادات السياسية و الاهلية و الشبابية بجبال النوبة بدار الخريجين بالخرطوم ظهر اسم الاول الفريق سلفاكير للتدخل السريع لاطلاق سراح تلفون ، مضيفاً ان كل القوانين تنص صراحة على حماية الحريات و ان القوى السياسية ومن خلال اعلان جوبا ركزت على حماية الحريات و حق لمواطن لذلك ترفض بشدة مسالة التعامل مع هذه الأمور باعتقال ،و اعتب رالباشا ان مبررات الاعتقال غير مقنعة حتى لطفل و يعتبر رده عن المبادئ فى وقت بدأت فيه الولاية تدخل مرحلة الشوري الشعبية و حذر رئيس حزب العدالة الاصل احد القيادات السياسية بالولاية مكي علي بلايل الحركة الشعبية من انفجار براكين الغضب حال عدم اطلاق سراح تلفون كوكو مضيفاً ان اتصالاتهم مع الحركة لم تفلح فى انهاء الاعتقال ، متهماً الحركة باستدراج تلفون لاعتقاله و قطع تواصله مع قيادات الولاية. و شار بلايل ان الحركة استخدمت ابناء جبال النوبة فى عملياتها العسكرية لتحقيق اهداف الجنوب فى الانفصال ، مشيراً الى ان الحركة غير وحدوية و تعمل على الانفصال وأوضح بلايل ان الحركة تحتفظ بأبناء جبال النوبة كوقود لإشعال حروبها مع الشمال و ان الدور التنويري الذى كان يؤديه تلفون كوم فى الولاية يتعار ض مع استراتيجية الحركة بجنوب كردفان و اوضح ان قيادات داخل الحركة و المؤتمرالوطني بالولاية تستفيد من اعتقال تلفون ،و اعتبر ممثل ابناء النوبة بالباقير العمدة سومي الياس اعتقال تلفون بأنه عمل ثالوثي مبطن و استفزاز لابناء النوبة مناشداً رئيس حكومة الجنوب سلفاكير اطلاق سراحه للحاجة له فى الريف الجنوبي لدوره فى حلحلة المشاكل الاهلية التى تقارب احياناً الحرب ، فيما طالب محامو دارفور بإخضاع تلفون للمحاكمة وفقاً للقانون والدستور و اشار امين عام هيئة محاميي دارفور الصادق حسين ان استمرار اعتقال تلفون يتعارض مع الحقوق الاساسية التى كلفها الدستور للمواطنة مشيرا لانتهاك سافر لحقوق المواطنة ،دعياً لتكوين لجنة فنية لوضع تصورات برامجية لإعلاء الصوت لاطلاق سراحه . و اعرب ممثل الاتحاد العالم للمسيرية موسي مدين عن أملهم فى استجابة حكومة الجنوب لنداءات المنظمات المدنية و ضرورة اطلاق سراحه ، و ناشد سلفاكير النائب الاول بضرورة العمل على الاق سراح تلفون كوكو . ويبدو ان اعتقال تلفون أدي لتداعيات ستفضي الى ازمة تسبب البلبلة و الانقسام و ستكون لها آثار سلبية على الاستقرار و الأمن و التعايش السلمي فى المنطقة. نقلا عن السوداني 31/5/2010