تعديل موعد بداية التسجيل للانتخابات بولاية الخرطوم ليبدأ في الحادية عشر بدلاً عن الثامنة صباحاً يعطي الفرصة الكافية لربات المنازل للقيام بالتسجيل في وقت مناسب بعد الفراغ من مهام الأسر'ن كما أن تمديد الزمن من الخامسة إلى الثامنة مساء يتيح وقتاً كافياً للعاملين في الدولة والأعمال الخاصة لتسجيل اسماؤهم باطمئنان بدلاً من الهرولة خاصة بالمواصلات العامة للحاق بمراكز التسجيل، وهذا القرار الذي اتخذته المفوضية القومية للانتخابات أمس الأول يؤكد أنها جهاز يتابع بدقة سير عمليات التسجيل وتكييفها بما لا يخل بالمبادئ الأساسية وبما يتواءم مع نجاحها، ويؤكد القرار أيضاً أن المفوضية ابوابها مفتوحة للاستماع الى ملاحظات جميع القوى السياسية وتنفيذ الصحيح منها دون جمود أو (قولبة)، ومن هنا كان ايضاً تأكيد أحمد العجب، كبير ضباط الانتخابات بولاية الخرطوم ل(الأيام) بأن لجنة الانتخابات على اتصال مع الأحزاب بالولاية لمعالجة الملاحظات التي تبديها تلك الأحزاب في عمليات التسجيل. إن الانتخابات العامة في أي زمان ومكان من العالم تشهد تحرشات واضطرابات مصدرها أساساً عندما يعجز الخصم عن مجاراة منافسه، ولهذا لم يكن مستغرباً ان تقوم بعض القوى السياسية بالجريف غرب بانتزاع خيمة المؤتمر الوطني من أمام مركز التسجيل، وقد انتهى الموضوع بسلام مما يؤكد أن منسوبي المؤتمر الوطني محكومون بتوجيهات مشددة بعدم التجاوب مع الاستفزازات، وفي هذا الصدد هدد القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين، بحسب (الحرة) باستنفار جماهير المعارضة والخروج الى الشارع ومصادمة النظام، لأن مقدمات التسجيل تنذر بالتزوير بينما ارتضينا الدخول في الانتخابات بشرط نزاهتها، كما قال، وقد جاء الرد حاسماً من فتحي شيلان أمين إعلام المؤتمر الوطني بأن المؤتمر لا يمانع من تكوين آلية مشتركة لمراقبة الانتخابات، وفي هذا الصدد أفسح مسؤول الدوائر الانتخابية مختار الأصم الباب واسعاً أمام الأحزاب بعد اجتماع مع قيادات للقوى السياسية أن من حق الأحزاب إنشاء سجلاً موازناً لعدد الناخبين. اذا كان طابع الانتخابات في العالم كله أوردنا هوة الكم الهائل من الشكاوي والاتهامات، فقد ظهرت ايضاً ايجابيات في المعركة الحالية عندما طالب السودانيون المغتربون في أمريكا (مهنياً أو سياسياً) بزيادة مراكز التسجل وعدم حصرها في العاصمة واشنطن ونيويورك، وهذا يتطابع مع رغبة بعض المواطنين في بعض دوائر الداخل، وكل هذا يحكمه قانون ولوائح المفوضية القومية للانتخابات.. ولا شك أننا سنسمع الكثير من المغتربين في دول المهجر بشأن التسجيل والاقتراع ايجاباً وسلباً. لقد أبدت بعض القوى السياسية استعداداً واهتماماً كبيراً بالتسجيل ومنها الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي قام بانشاء آلية ضخمة لادارة العملية بمركزه الرئيسي في نادي الخريجين بأم درمان ومركزه العام بالرياض، وربطها بشبكة الكترونية مع لجان القواعد في أنحاء العاصمة،وتلاحظ أن المؤتمر الوطني قام بتمليك لجان المراقبة والتعبئة بجميع مراكز التسجيل آليات اتصال حديثة ومتطورة تربطهم مباشرة مع اللجان الوسيطة والعليا لاتخاذ القرار الفوري بدلا من انتظار الاجتماعات، وفي التقدير أن الأحزاب الأخرى لو جنحت لهذا الاسلوب لوفرت الكثير من الوقت وذلك بدلاً من الأساليب التقليدية للاتصالات في الانتخابات السابقة. ومن الايجابيات البارزة تعهد الحركة الشعبية لرئيس المفوضية القومية للانتخابات ابيل آلير بأن الحركة ستعالج تجاوزات التسجيل في الجنوب كما يرحب بالانتخابات المقبلة وجاء هذا التأكيد على لسان سلفاكير، كما كان من أبرز الأصوات ايضا ما صدر عن الحركة الشعبية في ختام اجتماع مكتبها السياسي بجوبا وهي تناشد القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بتكثيف حملات التعبئة لانجاح عمليات التسجيل وصولاً الى تحقيق ارادة الشعب السوداني ولتحقيق التداول السلمي للسلطة. نقلاً عن صحيفة الرائد السودانية 16/11/2009م