× المسئول السوداني الرفيع كان يقف على قدميه في حفل العشاء الضخم الذي يقام على شرف وفد مصري رفيع ثم يحمل طبقاً ضخماً من الأسماك ويقدمها لرئيس الوفد المصري وهو يقول في مرح : تفضلوا.. تفضلوا.. أنه من سمك جبل أولياء!! × والذين فهموا معنى الجملة من الجانب السوداني دفنوا وجوههم تحت المائدة يكتمون الضحك العنيف × والذين فهموا المعنى من الجانب المصري ابتلعوا ريقهم في حرج × وكثير من الضيوف الذين شهدوا الحفل الذي أقيم لوفد سري مصري – زار السودان بعد زيارة الوفد المصري الشهيرة – كانوا يعرفون الحكاية × والحكاية هي أن المخابرات السودانية كانت تلاحظ أن صياد سمك عجوز كان يلقي بشباكه صباح كل يوم في منطقة الغليان في خزان جبل أولياء – حيث لا يوجد السمك عادة – ثم يجذبها عند المغيب دون أسماك ويذهب × ليجدوا أن شبكة الصياد كانت تحمل أجهزة كاملة لرصد كل ما يخص تدفق مياه النيل هناك. × دعوة المسئول السوداني للجانب المصري لتناول سمك جبل أولياء كانت فقرة في الأسلوب السوداني الجديد. × مثلها كانت القوات المسلحة تتجه إلى غابة عدولة في الأسبوع الماضي لطحن باقي قوات خليل إبراهيم × والمهمة تنجز أمس الأول ولا يبقى إلا أربعون عربة لاندكروزر تتجه في الثاني من يونيو هذا إلى شرق جبل مرة.. ثم جبال تيقا × قبلها بأسبوع كانت شبكة تابعة لخليل إبراهيم في الخرطوم تقدم رشوة مقدارها (ثلاثة ملايين من الدولارات) لأحد مديري أجهزة الأمن السودانية حتى يدير عيونه بعيداً عن شخصية ممن أداروا شبكة سوق الفاشر. × والرجل يرفض.. ويشدد الرقابة على المتهم × لكن الشبكة تتمكن من جعل حلقوم آخر يبتلع السنارة!! × في الأيام ذاتها كانت الداخلية تنظر إلى الأسلوب الجديد الذي تتخذه القوات المسلحة مع العاملين فيها × القوات المسلحة – التي لا تسمح لشيء بالتسرب – تقدم عدداً من المسئولين فيها المحاسبة وتحيل عدداً منهم للتقاعد بعد أخطاء ميدانية (القوات المسلحة ومنذ أيام الهجوم الشهير على الفاشر تلتفت إلى الثقوب في جسمها باعتبارها العدو الأول..) × والداخلية تشرع في التحقيق في حادثة جامعة الدلنج الأسبوع الأسبق.. حين ذهب بعض أفراد من تمرد خليل للانغماس وسط مظاهرة طلاب الجامعة ثم إطلاق النار على الشرطة وذلك حتى يرغمون الشرطة على إطلاق النار على الطلاب. × والمؤامرة تنجح × لكن المؤامرة تكشف لأن المجتمع المغلق للجامعة – حيث كل أحد يسوق كل أحد – يجعل جذب الخيوط سهلاً × ومثلها الداخلية تذهب للتحقيق في المسألة الطبية الآن – وتجد شيئاً مشابهاً تماماً. × وإلى درجة أن ملاحظة ما تربط بين تعيين عدد من الأطباء مؤخراً – وبين اتجاه عدد من طلاب (طب النيلين) للاشتراك في المظاهرة وبين ظواهر أخرى لتجد أن نوعاً من الحرب الاجتماعية ينطلق الآن × ليصبح الأمر مؤشراً إلى يأس خليل إبراهيم من العمل العسكري × لكن اليأس – ينتقل من الغرب إلى الجنوب والمشهد – مشهد اليأس – سوف تحمله الأيام القادمة × والحركة الشعبية سوف تطلق مبادرة في الأيام القادمة (للوحدة) والمبادرة تدعو إلى قبول كامل للوحدة لكن بعد جلسات مع الوطني للحديث والحوار حول : فصل الدين عن الدولة.. وجرائم الحدود.. وإلغاء النص الذي ينص على أن الشريعة هي المصدر الأصل للتشريع و.. و.. × والوطني حين يرفع حواجبه ليقول إن هذه البنود قد جرى الحديث حولها ورفضها قبل خمس سنوات تقول الحركة : نحن قلنا أقبلوها؟؟ افهموا.. × لكن ما يفاجئ الحركة هو أن الوطني يفهم ما هو أبعد بعداً من ذلك × الوطني يفهم أن أمريكا تتدخل بقوة الآن من أجل (الوحدة). × ولسبب قاهر جداً وقوى جداً نحدث عنه غداً. × ما لم تلطمنا موجة أخرى نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 6/6/2010م