عندما ينهض شخص للرقص في مجلس حديث هامس ويغني بصوت مرتفع تتجه نحوه الأنظار في استنكار يشوبه اندهاش مؤقت يتحول لموجة سخط هائلة على الفاعل..هذا الموقف يفصل بالضبط للأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم وتصريحاته المتفلتة على طول الخط. فلم تكن تصريحاته التي يطلقها بصوته الخفيض الملغوم عن الحكومة بوصفها بالفاسدة آخر ولا أول أحاديثه المرفوضة التي قامت عندها الخرطوم ولم تقعد إلا بعد إقصائه من الحكومة وصرح وقتها د.نافع علي نافع ودعا إلى إقالة ومحاسبة باقان من منصبه بسبب وصمه للدولة والجهاز التنفيذي بالفشل والفساد واعتبر حديث الرجل في ندوة صحيفة أجراس الحرية ضد النجاح الذي صادف اجتماعات جوبا الأخيرة والتي حسمت خلافات آبيي والانتخابات واعتبر نافع حديث باقان يكشف عن أزمة أخلاقية وعدم مسئولية ودعاه للاتساق مع نفسه وتقديم استقالته وأضاف مجموعة باقان داخل الحركة والحزب الشيوعي والعنصرية الجهوية في المؤتمر الشعبي يشعرون بالخيبة بتخطي المؤتمر الوطني لمكرهم الخبيث بل يخرج منه أقوى واعتبر نافع في تصريحات صحيفة ما أثاره باقان يمثل المجموعة ويعبر عن تخالف العلمانية بقيادة الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي الذين يستندون على دعاوى التهميش وينادون بحكم علماني وفصل الدين عن الدولة . وفي الأثناء رفض نائب رئيس الحركة الشعبية رياك مشار التعليق على طلب إقالة باقان: قائلا: لم نسمع تصريحات باقان ولا ندري بأي صفة وموضع كانت صادرة وعليه فإن الفتوى في هذا الأمر سابقة لأوانها وفي السياق شدد مسئول الشباب في المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار على ضرورة إقالة أموم بقرار رئاسي واتهمه بالتسبب في عرقلة اتفاقية السلام. خرجت تلك العاصفة بتفرغ باقان للعمل السياسي وإطلاق التصريحات هنا وهناك بسبب وبلا سبب فبين الحين والآخر تتحفنا المنابر الإعلامية بتصريح ما لباقان ينتقد فيه الدولة وينادي بإنزال العقوبات بها مما يستدعي اندهاش الحركة نفسها عندما نادي بعدم رفع العقوبات على السودان و استغرب د. رياك قاي رئيس قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية أمام الكونغرس الأمريكي والتي طالب فيها بعدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وتساءل د. رياك قاي عن من يوصف بالإرهاب في ظل ما يحدث في ولاية غرب الاستوائية من انتهاك وإرهاب وقتل وتشريد للمواطنين يقوم به جيش الرب الأوغندي المعارض مشيراً أن ما يجري هناك يحدث تحت سمع وبصر حكومة الجنوب ويحصل على المأكل والمشرب إضافة لحرية التحرك. وقال د. قاي إن الحركة إذا أرادت أن تتبرأ من الإرهاب الذي يقوم به جيش الرب فعليها أن تطرد جيش الرب أو تعلن فشلها في حسمه. ولنفس السبب دعت هيئة الأحزاب السياسية لعقد لقاء سياسي تفاكري يجمع رئيس الجمهورية ونائبه الأول الفريق سلفاكير ميارديت والقوى السياسية لإجلاء الموقف حول تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم الأخيرة بواشنطن والاتفاق على وضع برنامج وطني يعزز السيادة الوطنية، ورفضت الهيئة اتهامات باقان للدولة السودانية بالفشل والتمييز العنصري والاضطهاد والعنف والإبادة الجماعية باعتبار أن هذه الاتهامات تمثل إعلان حرب ضد الدولة وتفتح الباب واسعا للانشقاقات عن الصف الوطني. واستنكر رئيس الهيئة عبود جابر في تصريحات صحفية أن يتطوع سوداني ويقدم مثل هذه الاتهامات التي تسيء للوطن أمام دوائر معادية ظلت على الدوام تعمل للنيل من وحدة السودان وشعبه وتسعى لممارسة الضغوط عليه للاستيلاء على ثرواته وموارده كما شجب سلوك بعض القوى السياسية الداعية لتقويض شرعية الدولة وإثارة الفتن، مطالبا القيادات بالكف عن التصريحات التي تسيء للوطن وإعمال الشفافية ووضع معايير للمحاسبة الداخلية . ومن داخل الحركة أيضا تتوالى ردود الفعل الغاضبة من تجني باقان بتصريحاته عليها كما حدث مع أبناء النوبة في الحركة الذين أكدوا في بيان منهم رفضهم لتصريحات باقان بجعلهم ورقة ضغط لتمرير أجنداتهم على الوطني معتبرين ما حدث مجرد تصفية حسابات لباقان مع الوطني. ولم تسلم الأحزاب الجنوبية من لسان باقان الذي يقطر أشياء أخرى غير العسل تطال الجميع فقد شرعت الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي بقيادة د. لام أكول في وقت سابق بتحريك إجراءات قانونية في مواجهة باقان أموم على خلفية تصريحات أدلى بها للتلفزيون والتي اتهم فيها لام أكول بامتلاك قوات عسكرية في الجنوب. ووصف مصدر مطلع بحزب لام أكول تصريحات باقان بالكاذبة ،وقال إن من شأنها أن تعرض الحزب إلى المساءلة القانونية ،وأضاف بأن حزب أكول سيواجه باقان بالمادة (59) من القانون الجنائي (إشانة السمعة). واعتمد الوطني أسلوب بارد في التعاطي مع تصريحات باقان وتأتي ردود الفعل عمليه غالبا ويصحبها استنكار لفجاجة اللغة التي يستخدمها باقان لزعزعة الأوضاع في غرب البلاد كما وصفت قوات الدفاع الشعبي تصريحات باقان أموم لأحدى الصحف والتي سمى فيها الدفاع الشعبي بأنه مليشيا، بأنها تمثل استفزازاً سافراً لقواعد المجاهدين بطول وعرض البلاد. وقالت في بيان إن الأحداث التي دارت بجنوب كردفان اشتركت فيها قوات الحركة الشعبية بكامل عتادها وأسلحتها الثقيلة من دبابات ومدفعية، معتبرة الأحداث، بأنها اعتداء صريح على المواطنين العُزّل وماشيتهم. وأكدت قوات الدفاع الشعبي أنها ليست طرفاً في الصراع، واصفة الأزمة بأنها عبارة عن صراع بين قوات الحركة الشعبية التي اتهمتها بالاعتداء والمواطنين بالمنطقة. كما رفض المؤتمر الوطني تصريحات باقان أموم، حول تسليم آبيي لأمريكا كطرف ثالث، واعتبر حديثه عن التسليم لأمريكا رهن لسيادة الوطن للأجانب، لكون أمريكا ليست القوة العاقلة، ولا الدولة التي لها الدور المناسب في الحل. قَلّل الوطني من أهمية تصريحات باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية، حول عدم مشاركة الحركة الشعبية في حكومات الولايات الشمالية عقب إعلان نتيجة الانتخابات وتشكيل الحكومة المنتخبة المقبلة. وقال د. مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار رئيس الجمهورية، إن تصريحات باقان تعبر عن إحباط شديد نتيجة لاكتساح الوطني للدوائر الشمالية في الانتخابات. وأشار إلى أن مشاركة الحركة في حكومات الولايات الشمالية لا يمكن أصلاً أن تتم إلا وفق اتفاق سياسي، لأنها لم تفز في أي دائرة شمالية باستثناء منصب الوالي بالنيل الأزرق، وبعض المقاعد التشريعية. ولو وضع عداد جرد لسقطات باقان الكلامية التي تأتي بنفخة ساخنة يدلق عليها سلفاكير سطل ثلج يجمدها في الحال لن ينتهي الأمر إلا بموسوعة ضخمه تفوق سقطات بوش الابن والمضحك في تصريحات باقان أنها تنطلق عشوائية ليهذبها سلفا بهدوئه المعهود كما فعل في فترة الانتخابات وحاليا الاستفتاء .ويعزى محللون التخبط الكلامي لباقان وتهديفه خارج المرمى إلى حالة التوتر التي يعيشها بسبب كونه ليس ابن سلفاكير المدلل يقول الرشيد أبو شامة المحلل السياسي للرائد(باقان متطرف وعلاقته مع سلفاكير غير ناعمة لدرجه أن سلفا كاد أن يقصى باقان من منصبه ويضع بدلا عنه تعبان دينق ولم تتم المسألة وباقان من أولاد قرنق لذا موقعه غير قوي عند سلفا مما يصيبه بحالة توتر تجعله يلقي بتصريحات معاكسه من حين لآخر وهي غير معتمدة لأن قيادة الحركة عادة ما تقول تصريحات مضادة لها هو رجل فصيح درس في كوبا ويلقي تصريحات غير معتمدة). نقلاً عن صحيفة الرائد 6/6/2010م