لم يكتف الدكتور خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة الدارفوريين المتمردة بالتعنت ورفض التفاوض مستعصماً بطرابلس عسى ولعل أن يجد منطلقاً جديداً له هناك، ولكنه – وامعاناً في رفض هذا التفاوض – أورد شروطاً مسبقة لتفاوض كان قد بدأه منذ فبراير الماضي وتحديداً في 23 فبراير، حيث تم التوقيع على الاتفاق الاطاري في الدوحة.اشتراطات خليل تضمنت تغيير منبر التفاوض! والوسطاء معاً!! أي أن خليل يعمل على التحلُّل حتى من الاتفاق الاطاري ويريد أن يتحكم في منبر التفاوض وطبيعة الوسطاء. والمفارقة هنا أن خليل لم يقل ذلك حين جاء الى الدوحة في المرة الأولى، فقد أتى للدوحة وهو على قناعة – على الأقل في ذلك الحين – بأن المهم جوهر وموضوع التفاوض وليس فقط الوسطاء والمقر وركز خليل وقتها على اطلاق الأسرى والمحتجزين وبدأ عازماً على الوصول الى اتفاق. لهذا لم يكن هنالك من شئ يدعو لأن يغير خليل رأيه فالاتفاق الاطاري موجود والقضايا الواردة فيه موجودة تحمل توقيع الطرفين مضافاً له الوسطاء والدولة الراعية والموضوعات الواردة في الاتفاق الاطاري هي الموضوعات التي سيجري التفاوض حولها ولن يتسنى الاتيان بموضوعات جديدة وهذا يعني أن د. خليل إنما يكابر فقط ويبحث عن بداية عسكرية جديدة. ومن المهم هنا أن نؤكد وفقاً لمتابعتنا لمسيرة الرجل أنه مغامر من الدرجة الأولى وصار مدمناً للهجمات العسكرية واراقة الدماء ويستخدم الاطفال والصبية في هذه الهجمات على طريقة المرتزقة وقد عاث فساداً في معسكرات اللاجئين في تشاد حيث يقتاد الاطفال عنوة الى الحرب ترهيباً وترغيباً وبلغت القسوة بخليل أنه مؤخراً وفي قرية تدعي (ساعونة) تقع ما بين شمال وجنوب دارفور أمر جنوده بأن يطلقوا النار اطلاقاً عشوائياً فزعت له القرية وطاش ذهن ساكينها ففروا بالمئات (حوالي 500 أسرة) فيهم العجزة والنساء وأطفال في أحضان أمهاتهم كان مشهدهم وهم يشقون طريقهم بصعوبة وسط الرمال الحارقة والوهاد الحجرية الشاقة أمراً محزناً. وقد تساءل عدد من أعيان المنطقة عن طبيعة الدور الذي يؤديه خليل هل هو لصالح أهله في دارفور أم لصالح جهات أخرى؟! هذه الخلفية والطبيعة السياسية الموتورة المتعطشة للدماء والسادية لدى خليل هي التي تجعله دائماً باحثاً عن المعارك والدماء ولا تروق له المفاوضات لأنه لن يحصد منها شئ حيث لا سند شعبي ولا جماهيري للرجل في دارفور وهو يعمل هذه الحقيقة، كما أنه لا يملك أطروحات واقعية جادة ويدرك أن رفقائه الذين يفاوضونه يعرفون عنه وعن تاريخه السياسي الكثير لذا يتحاشى هذه المواجهة فيعمل على جعل التفاوض صعباً فارضاً شروطاً لا يمكن لعاقل أن يصدقها! ان الرجل – رغم ظروفه البالغة السوء يعبث ويلعب بلا مسؤولية ولا وازع وطني!!