يكتنف الغموض والتضارب موقف القيادة الليبية من د.خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بعد أن رفضت تشاد استقباله أمس الأول، وفيما نفت طرابلس علي لسان مسؤول السودان في ليبيا محمد غرس الله لصحيفة «الجريدة» الكويتية، وصول خليل للأراضي الليبية، أشادت الحركة بموقف القذافي وشكرته على استضافة خليل. وفي الأثناء أجرت الحكومة أمس، اتصالات مُكثّفة مع القيادة الليبية بشأن خليل إبراهيم. وأعربت الحكومة السودانية عن أملها في أن تسعى الجماهيرية الليبية على حَمل خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بالتوجه فورًا إلى مَنبر الدوحة، لاستئناف مُباحثات السلام. وشَدّدت في ذات الوقت على عدم وجود أي اتجاه من قبلها لتغيير منبر التفاوض في أي مكان في العالم. وأكدت الحكومة على لسان معاوية عثمان خالد المتحدث الرسمي باسم الخارجية تقديرها للجهود الليبية كافة، واهتمامها بالشأن السُّوداني، ومتابعة قضاياه، وتقدر أيضاً جهودها في دعم عملية السلام بدارفور. وقال خالد إنّ السودان ينتظر خطوة ايجابية اضافية من ليبيا لدعم مسار السلام في دارفور لإقناع خليل بالتوجه لمفاوضات الدوحة، ونفى بشدة أي اتجاه من قِبل الحكومة لتغيير منبر الدوحة. وكشف عن رسائل من مسؤولين رفيعي المستوى بالخرطوم لدول الجوار تطلب من خلالها ألاّ تقوم أية دولة منها بفتح أراضيها لاستقبال خليل. وقال إن هذا الطلب توجهه الدولة لكل دول العالم حتى لا يسهم وجود خليل في اية دولة في تأجيج نيران الحرب بدارفور، التي أكد أن زمنها قد ولّى، ونوّه إلى أن خيار السلام أصبح الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في دارفور. وكشف الناطق باسم الخارجية عن اتصالات وتنسيق مشترك يجرى حالياً بين القيادات العليا في كل من الخرطوموطرابلس لتحقيق السلام في دارفور. وفي السياق كشف أحمد حسين آدم الناطق باسم حركة العدل والمساواة، عن مُشاورات مع القيادة الليبية لتحديد الخطوة المقبلة، وأكد أن ليبيا سيكون لها دورٌ كبيرٌ في حل قضايا السودان خاصةً دارفور، وقال إنّها ستقف وسيطاً محايداً لكل أطراف النزاع، وأشاد بدور القيادة الليبية في استقبال خليل إبراهيم، ووصف موقفها بالنبيل. وأضاف: نحن الآن على اتصال بالأممالمتحدة والوساطة، وحمّل جبريل باسولي الوسيط المشترك، المسؤولية الأولى وفقاً لقوانين الأممالمتحدة والأعراف التي حسمت العملية السلمية منذ العام 2004م في أن يرجع خليل إلى دارفور، وقلّل حسين من توتر العلاقة بين الحركة وتشاد، وقال إنّ ذلك لن يستمر طويلاً. إلى ذلك جدد المؤتمر الوطني، التأكيد على علاقة المؤتمر الشعبي مع الحركات المسلحة بدارفور والدور السالب الذي تقوم به لجهة زعزعة الاستقرار الأمني بالإقليم خاصةً حركة العدل والمساواة. من ناحيته قال د. أمين حسن عمر رئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام، إنّ خليل أصبح عالقاً في مواقفه غير المنطقية. وأضاف: «لا يمكن أن يَتَوَقّف الرجل عن التعاطي مع العملية السلمية، ويعتقد أن الدول التي تشجع السلام في دارفور يُمكن أن تستقبله». وشدد عمر على مضي الحكومة قُدُماً في طريق السلام حتى يَتَحَقّق عبر منبر الدوحة. وأبْدى تفاؤلاً بإمكانية تحقيق اختراق خلال الجولة المقبلة للمفاوضات ان يحقق السلام في الإقليم. وميدانيا وقعت اشتباكات بين الجيش وحركة العدل والمساواة أمس في شرق دارفور. وقال المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة ل «الرأي العام» أمس، إن متمردي حركة العدل والمساواة دخلوا قرية أم ساعونة في شرق ولاية جنوب دارفور أمس الأول واستخدموا المدنيين دروعاً بشرية وحَاصرتهم القوات السودانية خارج القرية واشتبكت مع كل من خرج منهم.