بدا الرئيس السوداني عمر البشير متفائلاً باستمرار البلاد موحدة وعدم انشطارها إلى دولتين عبر استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم المقرر العام المقبل، واتفق مع شركائه في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» على تشكيل المفوضية التي تشرف على الاستفتاء، في وقت يشهد إقليم دارفور تسخيناً وتوتراً وسط تهديدات جديدة من فصائل وقعت على اتفاق سلام بالعودة إلى الحرب. وأكد البشير أمام مؤتمر للمرأة أمس أن المرأة تلعب دوراً مؤثراً وفاعلاً في قضايا التعايش السلمي والوحدة الوطنية الطوعية الاختيارية، موضحاً أنه أعلن قبل يومين حملة وطنية لجعل المواطن الجنوبي يمارس حقه في الاختيار بحرية. وقال: «إننا بصفاء النية وإخلاص العمل والجدية والابتعاد عن نزعة المشاكسة وبالحوار البناء وبروح المسؤولية قادرون على أن نحفظ للسودان وحدته التي هي مسؤولية الكل في جنوب السودان وشماله». وتلقى البرلمان أمس ترشيحات مؤسسة الرئاسة لأعضاء مفوضية استفتاء الجنوب، كما أودعت الرئاسة لدى البرلمان مشروع تعديل على قانون الانتخابات لاستيعاب الاتفاق السياسي بين حزب «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية» في شأن زيادة مقاعد الجنوب في البرلمان أكثر من 40 عضواً لتصبح حصة الإقليم 30 في المئة. وقال رئيس البرلمان احمد إبراهيم الطاهر إن دورة البرلمان الحالية ستكرس لترتيب أوضاعه وتوجيه نشاطه نحو الاستفتاء. وتابع: «سنتفرغ تماماً للاستفتاء»، موضحاً أن البرلمان لا يزال في انتظار تشكيل مجلس الوزراء الجديد، وتوقع ان يعلن خلال أو 48 ساعة حداً أقصى. ولا يزال شريكا السلام مختلفين في قضايا مرتبطة باتفاق السلام ابرزها ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها وتشكل مفوضية استفتاء مواطني أبيي بين الانضمام الى الجنوب أو الاستمرار في وضعها الحالي، وتشكيل مفوضية حقوق الانسان. وينتظر أن يناقش رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت هذه القضايا مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء يجمعهما في نيروبي اليوم. إلى ذلك، هددت «حركة تحرير السودان» برئاسة مساعد الرئيس السابق مني اركو مناوي بالعودة إلى الحرب في حال عدم تنفيذ اتفاق أبوجا للسلام في دارفور الموقع في 2005 خاصة بند الترتيبات الأمنية، واتهمت حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم الجدية في تطبيق الاتفاق. ودعا مناوي الموجود حالياً بين قواته في شمال دارفور، جنوده إلى التماسك وان تكون اياديهم على الزناد، وقال ان قضية دارفور لم تنته وان أسباب الأزمة لا تزال قائمة. وزاد: «حزب المؤتمر الوطني يعتقد انه هو الوحيد الذي يفهم والبقية لا تفهم». وتابع: «لكن الخندق الذي حُفر سيزيد كل يوم»، مشيرا الى ان الخرطوم تروج أن حركته انتهت لكنها موجودة وجاهزة. وأطلق مناوي اسم «الثالوث الشيطاني» على ثلاث جهات تسببت في ازمة دارفور وحددها بحزب المؤتمر الوطني وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي و «حركة العدل والمساواة». وقال «إنهم متفقون على قطع رأس كل من يتحدث عن الليبرالية والديموقراطية ويختلفون حول الرئاسة فقط». على صعيد آخر، أبدت الخرطوم أمس ارتياحها ازاء تراجع الرئاسة الأوغندية عن قرارها عدم توجيه الدعوة الى الرئيس السوداني عمر البشير لحضور مؤتمر قمة الاتحاد الافريقي التي تعقد في كمبالا الشهر المقبل، ورأت أن اوغندا اتخذت القرار المناسب وانقذت علاقات البلدين من التدهور والقطيعة. المصدر: الحياة 9/6/2010