يبدأ البركان السياسي داخل الأحزاب و الكتل السياسية من خلال تراكم خلافات بسيطة منصهرة فى باطن الجسد الحزبي ،وفى حالات أخري نطلق الرماد البركاني السياسي الحار ذو اللون الاحمر مع حبيبات أكبر حجماً من الرماد من قمة الحزب كما تنطلق قطع من الصخر الملتهب وتتفجر عالياً فى الهواء تكون عنيفة جداً و تعصف بالحزب نتيجة لعدم حسم الأسباب المسببة لتلك الخلافات التى هى بمثابة الحمم التى تنفجر و عصف بالجسم السياسي ،ويبدو ان هذا ما يحدث فى الحركة الشعبية (قطاع الشمال) الثورة البركانية السياسية كانت قد تشكلت و بنيت فى قاع المحيط نتيجة تراكمات سياسية بركانية متكررة عبر شقوق الخلافات الداخلية .وانفجر بركان قطاع الشمال بعد تصريحات خلافية و كما يقول المثل ( الحرب أولها كلام) وفى هذا السياق قالت قيادات نسوية بالحركة الشعبية قطاع الشمال ان القطاع فى راهنه الحاضر كسيح و قاعد بسبب ممارسات لا تمت الى الديمقراطية بصلة و درج على ممارساتها - بحسب القيادات النسوية - مسئول قطاع الشمال عرمان و أبانت القيادية (مها طارق الطيب) التى انشقت عن الحركة الشعبية ان عرمان عجز عن ادار ةالقطاع فأثار خلافات و مشاكل عميقة يصعب حلها مع قادة عديدين فى القطاع، و لجأ الى اسلوب التخويف و الارهاب و تعرضت بعض مكاتب القطاع بغرب مدينة ام درمان لهجمات مسلحة من قبل افراد مجهولين ، و قالت انه هجوم مدبر من قيادات القطاع لإرهاب الناشطين ضد عرمان ، و تقول قيادات قطاع الشمال ان رئاسة القطاع تحسم خلافاتها فى الشمال على طريقة الجيش الشعبي فى الجنوب ،و بنفس الممارسات و هو الأمر الذى ذهب اليه طارق شمس الدين المحلل السياسي فى تصريح ل(الحقيقة) ان ما يجري من حسم للصراعات فى قطاع الشمال منقول حرفياً من ما يمارسه الجيش الشعبي فى جنوب السودان ،و تمارسه الآن استخبارات الحركة ضد لام أكول ، واضاف شمس الدين ان عرمان بدا يائساً من امكانية اصلاح القطاع كما انه برع فى تضليل قيادات الحركة ،و لكن لسوء حظه فان قادة الحركة بدأوا يدركون الآن خاصة بعد النجاح المضطرد الذى بدا يحققه قطاع الشمال الخاص بحركة لام اكول ( التغيير الديمقراطي) ان الازمة الحقيقية فى القطاع تبدأ وتنتهي بمسئول قطاع الشمال عرمان نفسه ، غير ان قيادات فى الحركة تري بعدم امكانية ان يحل شخص آخر محله ،وفى هذا الاتجاه يقول دينق كوشك القيادي البارز بالحركة الشعبية (قطاع الجنوب) ان المشكلة تتمثل فى صعوبة اقصاء عرمان من القطاع لصعوبة اسناد منصب تنظيمي آخر له فى الحركة حيث لا مجال لإلحاقه بقطاع الجنوب ، كما يصعب إبعاده من المنصب دون أن يؤثر ذلك بصورة مباشرة على أداء القطاع لأنه لن يترك من يحل محله يعمل و سوف يؤجج النزاع وربما يزداد الشرخ فيقضي على القطاع نهائياً . و يردد الكثيرون داخل قطاع الشمال انه فى مرحلة الموات و يعزو البعض ذلك لازدياد الشعور بقرب وقوع الانفصال ،وفى سياق قريب من هذا يقول جعفر حسين القيادي بقطاع الشمال للحقيقة ، ان القطاع أصلاً مات حسب اعتقاده ولم تتبق منه سوي هياكل ، ويقول انه من الصعب اصلاحه فى ظل تزايد شعور اعضائه بأن الحركة تتطلع الى انشاء دولة مستقلة و تتركهم لاحقاً يواجهون مصيراً مظلماً . يقول حسن :سواء استطاعت الحركة بعملية جراحية مؤلمة اعادة اصلاح القطاع أو فشلت فى ذلك فان الأمر الذي لا جدال فيه هو ان القطاع قد خرج من اللعبة السياسية على الأقل الآن و صار من العسير على قيادة الحركة التعويل عليه . ويقول حسين ان رئيس القطاع عرمان يشعر بحصار من قوي عديدة و علاقات متوترة حتى بعض قادة الحركة و يصعب عليه البحث عن مخرج ، إلا ان الحركة الشعبية فندت كافة الادعاءات التى روج لها البعض حول بروز خلافات كبيرة بقطاع الشمال على خلفية سحب الحركة عرمان بعد ترشيحه لرئاسة الجمهورية . وقال الدكتور محمد يوسف احمد المصطفي القيادي بقطاع الشمال ان القطاع يعيش حالياً افضل حالاته التنظيمية ولا يوجد اى تأثير سلبي عليه، نافياً ان يكون رئ\يس الحركة الشعبية سلفاكير اصدر قراراً يمنع استمرار العمل بالقطاع الشمالي . وكانت هناك انباء تسربت مفادها ان الفريق سلفا اصدر قراراً أوقف بموجبه العمل بالقطاع و حل القطاع بكامله، و أكد محمد يوسف ان قرار المقاطعة للإنتخابات بالقطاع للولايات الشمالية و سحب عرمان من السباق الرئاسي جاء من المكتب السياسي للحركة بمبررات وجدت قبولاً داخل التنظيم التى أدت الى سحب ترشيح عرمان . ومن جانبه قال الدكتور رياك مشار نائب رئيس الحركة ان الفريق كير وجّه قطاع الشمال بالاستمرار فى كافة الولايات الشمالية ،وكشفت لادو جيمس من مكتب رئيس حكومة الجنوب ان الفريق سلفاكير عقد اجتماعاً ناقش فيه مشاركة الحركة الشعبية فى الولايات الشمالية بمنصب وزير واحد فى كل حكومة ولاية على ان يشارك الوطني بوزير واحد فى الحكومات الولائية فى الجنوب ، وأنه سيتم الاتفاق على ان يشارك المؤتمر الوطني بمنصب وزير واحد فى حكومة جنوب السودان فى مقابل منح قطاع الشمال بالحركة وزيراً واحدا فى الحكومة القومية ، على ان تكون مشاركة الحركة الشعبية فى الحكومة الاتحادية 30% +1 . نقلا عن الحقيقة 15/6/2010