ظل حديث مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي فى الحكومة حديث المنابر و المنتديات فى الفترة ما قبل و بعد الانتخابات ، وتكاد لا تخلو صحيفة من صحف الخرطوم من اخبار عن الو زارت التى ستمنح للحزب،وعن اللجنة المشتركة بين المؤتمر الوطني و الحزب ،و ما توصلت اليه من اتفاقات .و فتح الباب امام هذه التكهنات وجود رئيس الحزب مولانا محمد عثمان خارج البلاد ،و هو الشخص الوحيد الذى بيده القول الفصل فى هذا الأمر ، و عضد من ذلك بيان المكتب الاعلامي قبل 48 ساعة من اعلان تشكيل الحكومة بأن ملف المشاركة برمته أحيل لرئيس الحزب . هذا الموقف جعل المراقبين يرجحون مشاركة الحزب فى الحكومة لجهة ان البيان لم يستبعد المشاركة و جعل الباب موارباً ، حسب قيادات نافذة فى الحزب تحدثت ل(الاخبار) يوجد هناك تياران احدهما يدعم الخطوة و الآخر يرفضها جملة و تفصلاً ،و هذا الاخير ذهب الى أبعد من ذلك باتهام الداعين للمشاركة بأنهم يهرولون نحو السلطة لتحقيق غايات شخصية تتعارض مع مواقف الحزب المعلنة. و مشاركة الاتحادي فى الحكومة تصطدم بعقبة الشرط الذى وضعه المؤتمر الوطني امام مشاركة اكافة الاحزاب و هو الاعتراف بنتائج الانتخابات ،وان اتجه الحزب لهذه الخطوة فسيقسط سقوطاً مريعاً امام جماهيره ،خاصة بعد البيان الغاضب الذى اصدره رئيس الحزب الميرغني فى 19ابريل الماضي قبل سفره بلحظات الى القاهرة و اعلن فيه رفض الحزب (جملة وتفصيلاً) لنتائج الانتخابات و ان ما اسفرت عنه ليس تعبيراً حقيقياً عن ارادة الشعب السوداني ،ويطالب باعادة الانتخابات كاملة على كافة مستويات الحكم .و للخروج من المأزق السياسي الراهن الذى دخلت فيه البلاد نتيجة لهذه الانتخابات بممارستها الفاسدة و نتائجها المرفوضة ، و دعا بيان الميرغني لحوار وطني جامع بين القوى السياسية الوطنية ييفضي الى اتفاق حول القضايا المصيرية التى تواجه البلاد . وفى اليوم الثاني خرجت بعض صحف الخرطوم بعناوين على شاكلة( الميرغني يرفض نتائج الانتخابات و يغادر البلاد غاضباً) . و العارفون ببواطن الأمور فى أروقة الحزب و المقربون للميرغني يؤكدون انه ما زال غاضباً من النتيجة خاصة وان المعاقل التاريخية لحزبه ضربت فى مقتل من قبل الوطني الذى جرده من مراكز ثقله بالشرق و نهر النيل و الشمالية ،و كانت عبارة الميرغني الشهيرة عقب اعلان النتيجة (أين ذهبت جماهيرنا فى كسلا ،هل ابتلعها القاش) و واصل بذات السخرية ضحكاً (لكنني اعرف القاش لم يفض بعد) .. تطورات الأحداث بشكل درامي مع كثرة التصريحات فى الصحف عن مشاركة الاتحادي الاصل فى الحكومة ،و فتح الباب واسعاً امام تلك التكهنات الوصول المفاجئ للميرغني عشية التشكيل الوزاري ، لكن خلا الطاقم الوزاري من ممثلين للحزب ،ورد على ذلك وزير الاعلام د. كمال عبيد فى حديث لبرنامج (مؤتمر اذاعي) أمس الاول بأن قرار الحزب بالمشاركة جاء بعد فوات الأوان، وانهم متفقون مع الاتحادي مع مبدأ المشاركة ولكن اختلفوا فى الإجراءات ، وقال: للأسف جاءنا الطلب متأخراً عقب الفراغ من التشكيل الوزاري .و بحسب مصدر تحدث لصحيفة الرأى العام امس فان خطاب المشاركة سلمه القيادي بالاتحادي أحمد عمر سعد، الذى رفض التعليق ذات الصحيفة حول صحة المعلومة. ويقول عضو القطاع السياسي و اللجنة التنفيذية و رئيس لجنة الانتخابات للإتحادي الاصل د. بخاري الجعلي انه بصورة شخصية ليس لديه علم بأن حزبه سلم مذكرة للمؤتمر الوطني للمشاركة ،وانه سمع ذلك من الصحف وسمع ايضاً ان الوطني طلب من حزبه اقتراح اسماء ليختار منها ،كما سمع عن وزارات خصصت لحزبه و رفضه لها ،و يشير الى ان كل ذلك حدث قبل التشكيل الوزاري و ليس بعد فوات الاوان كما يردد البعض ، فى اشارة الى حديث كمال عبيد واعتبر كل ما ذكره بخصوص مشاركة حزبه فى الحكومة شهادة سماعية و منقوله لا يعتمد عليها فى تقدير الأمور . ويقول الجعلي فى حديث ل(الاخبار) امس انه ظل يكرر بأن الأمر من المشاركة لم تتم مناقشته فى القطاع السياسي او اللجنة التنفيذية للحزب ،ويستدرك قائلاً: اما اذا كان قد نوقش على مستوي آخر وأعني بذلك القيادة فإنني لم ابلغ رسمياً به ،وبالتالي لا استطيع ان أنفيه او أؤكده. ويؤكد الجعلي تمسك حزبه بموقفه من النتائج بأنها انطوت على تزوير و تدليس و عدم صدقيتها ويضيف ان رئيس الحزب مولانا الميرغني تساء ل أمس الأول فى سنكات ومئات الآلاف تستقبله فى كسلا ونهر النيل ما يؤكد ان موقف الحزب ثابت من نتائج الانتخابات و لن تتغير . ويشدد على ان حزبه هو الوحيد الذى جعل شعاره الوحدة فى مقدمة أهدافه فى الانتخابات ، و قال :اذا افترضنا جدلاً ان الحزب قد رأي المشاركة فى اية حكومة فلا شك تلك رؤية مبنية و منطلقة من ذلك الشعار ،وهو ان تتولي الأمور فى السودان فى هذه المرحلة الحرجة و تاريخه حكومة ذات اطابع قومي، لأن ما يواجهه السودان من قضايا يتطلب من الاتحادي ان يسمو على كل الخلافات اذا كان من شأن ذلك ان ينقذ السودان من التفت . نقلا عن الأخبار السودانية 20/6/2010