كما لم يصدق الكثيرون ممن شاهدوا الأستاذ باقان وهو (يعرض ويبشر) مع الآخرين على أنغام فرقة الصحوة التي كانت تنشد ذلك الصباح بقاعة الصداقة (أنت سوداني وسوداني أنا) يتكرر الحال اليوم عند كل من طالع في احدي الصحف تأكيد باقان الترحيب باسم الحركة الشعبية وحكومة الجنوب بزيارات زعماء الأحزاب والقيادات السياسية لولايات جنوب السودان في إطار المسعى لدعم (خيار الوحدة الجاذبة) ..! انه نهج جديد وتطور ملحوظ في خطاب السيد أمين عام الحركة الشعبية الذي كان ما يصدر عنه قبل أيام قليلة مناف لذلك تماماً. أنه توجه وخطاب جديد لا ريب في ذلك. ولا نملك الا أن نشيد به ونمتدحه ذلك أنه يشكل صفحة جديدة في سجل الحركة الشعبية الذي كان عامراً بقفل الطريق أمام الآخر في الجنوب حزبا كان أو فكرة. فقد دفع ذلك بالكثيرين لان يجاروا بالشكوى ويصلوا بالأمر إلى المحكمة الدستورية كما فعل حزب الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطي. أن المناخ الآن وقد دخل الشريكان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) في البحث والتفاوض بشأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء وهي كثيرة يبدو جاذبا وملائماً لهذا النوع من الحراك السياسي والاجتماعي . فهناك الآن قطار السلام والوحدة الذي تحرك من الخرطوم إلى اويل في شمال بحر الغزال كما كانت بالأمس زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية – الأستاذ علي عثمان الذي كانت في معيته حزمة مشروعات تنموية وخدمية بما تبلغ قيمته مائتي مليون دولار كما أعلن في حينه وتم التوقيع على اتفاقيات تنفيذه. وهذا كله يشي ويقول بان التبشير بالوحدة كما الانفصال متاح ومسموح به. ولعل ذلك ما جعل بعض أحزاب المعارضة تفكر بالاتجاه جنوباً بغرض الدعوة للوحدة الوطنية والعمل من اجل أن تصبح واقعا عندما يقوم الاخوة الجنوبيون باستحقاق تمرين الاستفتاء الذي هو آخر استحقاقات اتفاق السلام الشامل والذي والذي من استحقاقاته ومطلوباته أيضاً ان يفتح فيه الباب لحرية الاختيار (وحدة أم انفصالا) كما المطلوب أيضا ان يجري الاستفتاء بحرية ونزاهة. والبداية في هذا كله برأينا هي هذا الجديد الذي فاجأ به السيد أمين الحركة الشعبية لتحرير السودان الساحة السياسية واعتبر جديدا في خطابه السياسي وتوجه الحركة. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 13/7/2010م