كمبالا، نجامينا - أ ف ب، رويترز - وجّه تجمّع «دول الساحل والصحراء» (سين-صاد) انتقادات إلى أداء الاتحاد الأفريقي عشية قمة كمبالا، ودعا في قمته الثانية عشرة التي اختتمت الجمعة في نجامينا إلى اعتماد هيكلية «أكثرة قوة». ويُتوقع أن تُركّز قمة كمبالا التي تستمر إلى يوم الثلثاء على تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، إضافة إلى أبرز أزمات القارة السمراء. وأعلنت بريطانيا الجمعة تأييدها نداءات تطالب بارسال مزيد من القوات الافريقية إلى الصومال لمحاربة المتمردين الإسلاميين الذين أدت هجماتهم الانتحارية في أوغندا الأحد قبل الماضي إلى مقتل 76 شخصاً كانوا يتابعون نهائي كأس العالم لكرة القدم في مقهى وناد في العاصمة كمبالا. ووضعت قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأوغندية الأزمة الصومالية على رأس جدول أعمالها، ويواجه أكثر من 30 رئيس دولة أفريقية ضغوطاً للقيام بتحرك في شأن الصومال. وكانت قمة كمبالا مقررة قبل الهجمات التي تبنتها «حركة الشباب» الصومالية والتي بررتها بأنها ثأر من مقتل مدنيين في مقديشو على يد القوات الأوغندية المشاركة في «أميصوم». وستتركز المناقشات خلال القمة حول التفويض الممنوح لقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي والبالغ قوامها 6300 جندي والمكلفة حماية الحكومة الصومالية المحصورة في مقديشو. وقال مشاركون في القمة ل «رويترز» إن القيود المفروضة على تحديد مستوى القوات عند 8100 جندي سترفع على الأرجح خلال الاجتماع. وقال هنري بيلينغهام الوزير البريطاني لشؤون افريقيا في مقابلة أجرتها معه «رويترز» على هامش القمة: «نرحب بالتأكيد بزيادة الأعداد ... قلنا نعم (لرفع القيود على عدد القوات) ... بالتأكيد». وقد تحصل أيضاً قوة الاتحاد الافريقي على تصريح بمهاجمة المتمردين. ولا تستطيع القوة القتال الآن إلا إذا تعرضت للهجوم. وحذر بيلينغهام من أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية. وكان مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب قال ل «رويترز» هذا الأسبوع إن حكومته تؤيد - بعد الهجوم الذي وقع في كمبالا - اتخاذ «إجراء قوي» ضد حركة «الشباب» وستزيد التمويل لمهمة الاتحاد الافريقي في الصومال. ولم يستبعد شن ضربات جوية بواسطة طائرات أميركية بلا طيار. ويواجه المندوبون من أنحاء القارة ضغوطاً جديدة في كواليس القمة للتعهد بارسال قوات لتعزيز القوة الافريقية في الصومال. وقال مسؤولون في الاتحاد الأفريقي ل «رويترز» إن جنوب افريقيا تتفاوض من أجل نشر قوات كبيرة. وقال الاتحاد الافريقي الجمعة إن غينيا سترسل كتيبة للانضمام إلى مهمة «أميصوم» في الصومال. وقامت اريتريا الدولة الوحيدة التي عوقبت بسبب دورها في الأزمة الصومالية، بزيارة غير متوقعة للقمة على رغم تعليق عضويتها في الاتحاد الافريقي العام الماضي بعدما طالب الاتحاد بفرض عقوبات عليها. وفرضت الأممالمتحدة في كانون الأول (ديسمبر) إجراءات عقابية ضد اريتريا متهمة إياها بتمويل وتسليح المتمردين الاسلاميين في الصومال. وقال بيلينغهام إن الضغوط الدولية ربما كان لها أثر على الدولة الواقعة على البحر الأحمر. وقال: «عقدنا اجتماعاً مع وزير الخارجية الاريتري. حضوره يوضح أنهم لا يريدون أن يصبحوا منبوذين تماماً». وقال بيلينغهام إن اريتريا قد تلعب دوراً مهماً في عملية السلام في الصومال مستشهداً على ذلك بعلاقاتها المزعومة مع المتمردين. ونفت اريتريا باستمرار أن تكون قدمت في أي وقت التمويل أو الدعم أو الأسلحة لأي جماعة متمردة في الصومال. وتعقد قمة كمبالا مباشرة بعد اختتام قمة «سين-صاد» في نجامينا مساء الجمعة. ودعت قمة دول تجمع «الساحل والصحراء» في بيانها الختامي الاتحاد الأفريقي إلى «اعتماد هيكلية أكثر قوة وأفضل تنظيما وتكون متمتعة بصلاحيات». وأضاف البيان: «منذ 11 عاماً، لم يُسجّل أي تقدم في العمل السياسي والمؤسساتي للاتحاد الأفريقي بسبب الخلافات والانقسامات». وأوضح أن قمة «سين-صاد» توجه «نداء ملحاً إلى جميع الدول الافريقية كي تحترم التزاماتها وتعمل على تشكيل حكومة للاتحاد الافريقي (...)». وتابع البيان: «يجب أن يكون الاتحاد الافريقي هيكلية حقيقية للاستيعاب لها صلاحيات أقوى من الدول في مجالات السياسة الخارجية والتجارة الدولية والدفاع المشترك تنفذها هيئات تنسيقية فعالة مع تحاشي الفوضى المؤسساتية التي تشهدها حالياً هيئاته». من ناحيته، أعلن الرئيس السنغالي عبدالله واد أن دول مجموعة الساحل والصحراء «أجرت مناقشات لاتخاذ موقف موحد تجاه تطور الولاياتالمتحدة الأفريقية (...) كلّفنا (رئيس تشاد) إدريس دبي تسليم رسالتنا إلى الاتحاد الافريقي في كمبالا».
