لوَّحت المعارضة السودانية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل، لكنها أرجأت اتخاذ قرار في هذا الشأن إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى التي توافق الأسبوع المقبل. واتهمت مفوضية الانتخابات بارتكاب «انتهاكات» في تسجيل الناخبين، مطالبة بإعادته، لكن «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم قلل من تهديد المعارضة، ودعاها إلى «أن تتقي الله في الوطن». وذكرت تقارير أمس أن هناك اتجاهاً قوياً داخل أحزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات، وكشفت توصية من سكرتارية القوى السياسية التي شاركت في ملتقى جوبا الشهر الماضي بالمقاطعة بسبب عدم توافر استحقاقات الانتخابات. وسيناقش زعماء المعارضة في اجتماع يعقد الاثنين المقبل، وهو رابع أيام عيد الأضحى المبارك، اتخاذ قرار في هذا الشأن مع انتهاء المهلة التي حددوها لتعديل القوانين المرتبطة بالتحول الديموقراطي. واتهمت قوى المعارضة في مؤتمر صحافي أمس مفوضية الانتخابات بارتكاب انتهاكات في عملية تسجيل الناخبين التي تنتهي الخميس المقبل. وقالت إن عدد المسجلين في بعض المناطق وأحياء ولاية الخرطوم أكثر من عدد ساكنيها، وطالبت بإلغاء السجل الحالي وإعادة تسجيل الناخبين. لكن «المؤتمر الوطني» الحاكم انتقد المعارضة، واعتبر تهديداتها بمقاطعة الانتخابات «ابتزازاً لن يقدم أو يؤخر». وقال مستشار الرئيس مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب مصطفى عثمان إسماعيل للصحافيين أمس، إن «على المعارضة أن تمضي وشأنها، سواء كانت تريد المقاطعة أو لا»، موضحاً أن «الحكومة ظلت تسمع حديث المقاطعة مراراً ومنذ أكثر من عام، وظل يتردد مع اقتراب موعد الانتخابات». ودعا المعارضة إلى «الاحتكام إلى مفوضية الانتخابات، باعتبارها هيئة مستقلة». وطالبها ب «التركيز على الاستعدادات والترتيبات للانتخابات بدل مهاجمتنا تارة والمفوضية تارة أخرى». وقال: «تهديدات المعارضة بالمقاطعة لن تؤخر أو تقدم شيئاً، فالعملية الانتخابية ماضية... وعلى الجميع أن يعكف على الخروج بالعملية بمستوى تفخر به البلاد واتقاء الله في السودان وترك أي نوع من الابتزازات جانباً». وكشف وساطة تقودها حكومته بين مصر والجزائر لاحتواء الأزمة الراهنة بينهما بسبب تداعيات المباراة التي جمعت منتخبيهما في الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي. وقال إن الرئيس عمر البشير أمره أمس بإجراء اتصالات مع البلدين لإزالة حال التوتر، ودعوتهما إلى غلق الباب أمام وسائل الإعلام حتى لا تسهم في تأجيج القضية. وأضاف أيضاً أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح «رحب بمبادرة الرئيس البشير وضع آلية لحل المشاكل بين الأطراف المتنازعة في اليمن عبر لجنة تضم السودان واليمن وجيبوتي والصومال وأثيوبيا». المصدر: الحياة 23/11/2009