أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    شاهد بالفيديو.. "جيش واحد شعب واحد" تظاهرة ليلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور    لأهلي في الجزيرة    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    تامر حسني يمازح باسم سمرة فى أول يوم من تصوير فيلم "ري ستارت"    وزير الخارجية : لا نمانع عودة مباحثات جدة وملتزمون بذلك    شاهد بالصورة والفيديو.. المودل آية أفرو تكشف ساقيها بشكل كامل وتستعرض جمالها ونظافة جسمها خلال جلسة "باديكير"    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    قرار بانهاء تكليف مفوض العون الانساني    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر يطلع على الخطة التاشيرية للموسم الزراعي بولاية القضارف    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    معظمهم نساء وأطفال 35 ألف قتيل : منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة    عقار يؤكد سعي الحكومة وحرصها على إيصال المساعدات الإنسانية    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: متمسكون بمطالب أهل دارفور العادلة
نشر في سودان سفاري يوم 03 - 08 - 2010

اكثر من سبع سنوات وأزمة السودان في اقليم دارفور مازالت تراوح مكانها، كلما انسد باب وانتشر الامل لدى النازحين والمشردين بالعودة الى ديارهم والاقامة فيها دون خوف انفتحت آلاف الابواب،"انجمينا، ابوجا، الدوحة " ثلاث محطات رئيسية في مفاوضات دارفور بغرض الوصول لسلام عادل وشامل ولكن الى الآن لاجديد.. حاكم دارفور الاسبق ورئيس حركة التحرير والعدالة يملؤه الامل ويحيط به التفاؤل في ان يجد حلا نهائيا وجذريا لمشكلة الاقليم.. جلسنا اليه في مقر اقامته بفندق الشيراتون لاجراء حوار شامل لكل القضايا التي تخص دارفور، بعضها اجاب عليه ببرود وبعضها اخرجه قليلا عن هدوئه وهذه هي حصيلتنا:
*في تصريحك الاخير بعد التوقيع على الترتيبات الانية اشرت الى ان سلام دارفور سيتحقق قبل نهاية العام..على ماذا اعتمدت في هذا الحديث؟
- حقيقة اعتمدت على بدء الحوارات العملية التي تمت داخل بعض اللجان وايضا على الروح السائدة الآن في منبر الدوحة للتفاوض، بالطبع انا آمل ان يتم سلام عادل في دارفور ويتحقق هذا السلام بنهاية العام لأن السودان بأكمله مواجه بتحد اكبر في يناير من العام القادم عندما يكون هناك تقرير مصير جنوب السودان، حيث ان انظار المجتمع الدولي والاقليمي ومجهوداته ستتوجه نحو الجنوب لذا من الافضل ان ينجز سلام دارفور قبل نهاية العام. قطعنا شوطا مقدرا في بعض اللجان ومنها لجنة الثروة وفي يقيني اننا اذا استمررنا على هذا المنوال سنتمكن من الوصول الى مراحل متقدمة قريبا.
*على ذكر لجنة الثروة..رئيس لجنة الثروة صرح بأن الوفد الحكومي المناظر لهم باللجنة غير مفوض، هل ينطبق هذا على بقية اللجان الاخرى؟
- صحيح ان هذا يحدث في بعض القضايا،هذه طبيعة العمل التفاوضي الوفود يتم تفويضها في مواضيع واطر محددة ولا اعتقد بان الوفد التفاوضي بإمكانه ان يقرر في مسألة مساهمة الحكومة في صندوق إعادة إعمار دارفور، خاصة اننا نتطلع الى ان تتحقق اعادة الاعمار عن طريق مساهمة مقدرة من السلطة المركزية، في ذلك اقول ربما الوفد غير مفوض في ان يبت في مثل هذه القضايا.. ولكن اذا نظرنا الى ملف الثروة نجد ان هناك بعض المكتسبات، وكما ذكرت ان جهدا مقدرا قد بذل من كلا الطرفين ولو ان القضايا التي تبقت رغم بساطتها فانها مهمة لأنها تتعلق برصد الاموال التي من شأنها ان تعيد اعمار دارفور.
*بالنسبة الى ملف السلطة، مطلب نائب الرئيس لم يذكر في تصريحات قياداتكم ضمن المطالب التي رفعت للوساطة..هل تنازلتم عن هذا المطلب الدارفوري المتفق حوله؟
- لا لا هذا غير صحيح.. نحن تقدمنا في اطار موقفنا التفاوضي لمنصب نائب الرئيس، بالاضافة الى كبير مساعدي، ومساعدين ومستشاري الرئيس، ايضا من المهم الاشارة الى ان هذه المطالب كلها من اهل دارفو وليس لاجل حركتنا فقط.. ولن نتنازل عن موقفنا في نائب الرئيس اطلاقا.
* من خلال متابعتي لمسار تفاوض الدوحة، يبدو دكتور التجاني متسرعا لتوقيع اتفاق سلام كأن القضية هي التوقيع وليس السلام نفسه لأننا نعلم ان السلام لن يعم دارفور ما لم يوقع عليه جميع الحركات؟
- انا اتسرع لتوقيع اتفاق سلام شامل، أينما وجدت اتفاق سلام شامل وعادل سأوقعه اذا كان ذلك الاسبوع القادم بعد شهر او شهرين. اعتقد بان القضية هي السلام وكيفية تحقيقه بسرعة خاصة اذا اخذنا في الاعتبار الظروف التي يمر بها اقليم دارفور وهذه الحرب ظلت مشتعلة منذ عام 2003 الى الآن وخلفت ملايين المشردين في معسكرات اللجوء والنزوح وكذلك مئات الآلاف من القتلى، هذه بالاضافة الى الضحايا الآخرين، اعتقد بانه يجب انهاء هذه الحرب لكن بالطبع يجب انهاؤها عبر اتفاق سلام عادل وشامل، العبرة في اتفاق السلام ومضامينه اكثر من ان هناك تسرعا.. بعد ابوجا ظلت هذه القضية محل تفاوض بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.
* بعودة الى السؤال.. هل توقيع حركتم فقط والحكومة على اتفاق سلام يعني نهاية الحرب في دارفور مع غياب حركات اخرى مؤثرة؟
- اذا كان الغرض من رفع السلاح هو ازالة التهميش عن دارفور، واذا ما تمكنت حركة التحرير والعدالة من ان تأتي بسلام عادل وشامل اعتقد بان على السلاح ان يسكت، بالطبع نحن نعتقد بانه من الضروري اذا اردنا اسكات صوت السلاح ان تساهم حركة العدل والمساواة وكذلك حركة تحرير السودان في هذه العملية ولكن ليس في مقدورنا ان نفرض هذا الامر على حركة العدل والمساواة ولايمكننا ان نتنازل عن مواقفنا الاخلاقية تجاه الاقليم ونقول ان حركة العدل والمساواة والحركات الاخرى لم تشترك لهذا علينا ألا نتفاوض للوصول الى سلام عادل وشامل في اقليم دارفور.
* ألا ترى انه يجب عليك وانت تتحدث عن مسؤوليتكم الاخلاقية تجاه دارفور ان تبذل مجهودا اكبر تجاه وحدة الحركات؟
- نحن الذين قدمنا رؤى واضحة لتوحيد هذه الحركات والذي حدث ان حركة التحرير والعدالة هي نتاج لتوحد عدد من الحركات "اكثر من 18فصيلا" في هذه الحركة، وقد تم طرح الوحدة على بقية الحركات بما فيها العدل والمساواة لكن الآخرين هم من رفض التوحد، هذا السؤال يوجه للآخرين.
* حركة العدل والمساواة طرحت رؤية لتوحيد الحركات "الوحدة الاندماجية"؟
رؤية الوحدة الاندماجية لم يكن دعوة للوحدة بالنسبة الى بقية الحركات وانما هو مشروع ابتلاع وقد رفضته الحركات.. ونحن هنا نوجه النداء تلو النداء للآخرين من اللحاق بالتفاوض.
*حتى هذه اللحظة لم تتمكنوا من ضم حركة تحرير السودان الوحدة، حركة العدل والمساواة الديمقراطية الى حركتكم.. الى ماذا تعزي هذا الفشل؟
- لقد اجرينا مباحثات قبل مغادرتنا الدوحة في مايو الماضي، وكذلك اتفاقات مع حركة تحرير السودان الوحدة لكنهم قرروا ألا يتوحدوا وذلك شأنهم، اما بالنسبة لحركة العدل والمساواة الديمقراطية فقد كانت هناك مشكلة داخلية وفي النهاية انضمت نسبة مقدرة منهم الى التحرير والعدالة وهم مجموعة خيرة ويساهمون معنا وأعضاء في التفاوض ومجلس الرئاسة.
* لكن حتى قائدهم إدريس ازرق وبقية المجموعة لم تنضم؟
- تحدثنا مع الاخ إدريس وتباحثنا معه كثيرا وفي الآخر تركنا له الخيار في ان يقرر في شأن الوحدة، ولكنه قرر ان يغادر.
* إذن ليس من افق لإكمال وحدة الحركات الدارفورية؟
- نحن نتمنى هذه الوحدة، ونرحب بالاخ ادريس ازرق وعبدالله يحيى، كما نرحب بالآخرين ايضا،هذه حركة مفتوحة لكل من يود ان يلتحق بها، لهذا نتمنى من هؤلاء الاخوة ان يعودوا واماكنهم موجودة وشاغرة.
* د.امين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي اشار الى جدية الحكومة لحل مشكلة دارفور تكمن في حضورها لمقر التفاوض فقط.. ما اختلاف موقفكم من الحكومة خاصة وانكم رفقاء سلاح وتحملون ذات القضية؟
- بالطبع بذلنا مجهودات اخرى، تحدثنا مع اهلنا في دارفور وتحدثنا مع المجتمع المدني والنازحين واللاجئين وأمّنا على طلباتهم بالسفر لمقابلة قادة الحركتين للتشاور معهم ولحثّهم للحضور للدوحة من اجل التفاوض.. بالطبع نحن لن نفرض انفسنا على الحركات الاخرى التي لاتعترف بنا اصلا، كيف نذهب الى شخص لايعترف بنا! أرجو ان تقول لي كيف لنا ان نفعل ذلك؟! ولماذا لا تأتي حركة العدل والمساواة لتقول لنا" نعم..علينا ان نتوحد وان نتفاوض من اجل نحقق مطالب اهل دارفور بهذه الكيفية".
* قضية وحدة اقليم دارفور مازالت تمثل احدى العقبات الاساسية في التفاوض..الحكومة تصر على الاستفتاء، الا جديد من جهتكم؟
- موقف الحكومة هو محاولة للإلتفاف حول القضايا، وحدة الاقليم هي مسألة أساسية وان لم يكن هناك وحدة اقليم لن يكون هناك اتفاق سلام ولاداعي ان نكرر تجربة في ابوجا، خاصة ان ابوجا جاءت بسلطة لا سلطان لها علي ولايات اقليم دارفور، واين الآن هي اتفاقية ابوجا؟!، لم يتم تنفيذ اي بند من بنود الاتفاق على الارض لأن كل السلطة في الخرطوم وبالتالي نحن موقفنا واضح من هذه القضية واكرر اذا لم تكن هناك حكومة اقليم ليس هناك داع لتوقيع سلام.. من الذي سينفذ هذه الاتفاقية واين سيتم تطبيقها.
* أليس من الأوجب ان تتم استشارة اهل دارفور اولا عبر الاستفتاء؟
- نحن لانستفتي على وحدة الاقليم لقد كان اقليما واحدا، ولكن اذا كان هناك استفتاء بالطريقة التي ذكرها مصطفى عثمان ينبغي ان يكون عبر الاقليم وليس هناك احد في دارفور يرفع مثل هذه المطالب..أرى سيناريو الجنوب يتكرر الآن في دارفور بمعنى ان مطالب اهل دارفور جميعها في اتجاه توحيد الاقليم والحكومة لاتريد هذا التوحيد لأن فيه توحيد لكلمة ابناء دارفور، وبالنسبة للمطالبين بالاستفتاء لم يتم استفتاء الجنوبيين عندما تم توحيد اقليمهم، لماذا يستفتي اهل دارفور في وحدة اقليمهم مع التأكيد انه لم يتم استفتاء اهل دارفور عندما تجزئية الاقليم الى ثلاث ولايات، ولماذا الاصرار على الاستفتاء.
* ليس صحيحا ان وحدة الاقليم متفق عليها من قبل كل اهل دارفور، عندما ادرجت وحدة الاقليم ضمن توصيات ملتقى المجتمع المدني الثاني بالدوحة رفض عدد من القيادات الدارفورية هذا الامر، بل وذهبوا الى الوسيط المشترك لنفي هذا الاتفاق؟
- نعم هناك بعض الاصوات الدارفورية التي لها رأي في مسألة الاقليم، وبالطبع علينا ان نستمع الى رأيهم، ولكن اعتقد - وهذه مسألة واضحة - بان الغالبية من اهل الاقليم يريدون وحدة الاقليم.
* المنطق يقول انه لاثبات حديثك هذا يجب اجراء استفتاء باعتباره اكثر الآليات دقة في معرفة رأي اهل دارفور؟
- اعيد تساؤلي لماذا لم تستفت الحكومة اهل دارفور عندما قسّمت الاقليم الى ثلاث ولايات وهناك مجموعات من ابناء دارفور حينها عارضوا مسألة تقسيم الاقليم، نحن فقط نطالب بالعودة للاقليم لأن هذا الصراع في كل الاقليم وليس في ولاية بعينها ونحن الآن نتفاوض من اجل ان نحل قضية اقليم دارفور على أسس الاقليم وليس على اساس الولايات.
* بعودة الى الماضي قليلا.. نجد ان هناك اتهامات تخص الفترة الى كنت فيها حاكما على اقليم دارفور 1988بأنها اكثر الفترات اضطرابا، بل ويؤرخ لها البعض ببداية قضية تسليح القبائل وانتشار السلاح بكثافة في دارفور؟
- الذين يقولون مثل هذا الحديث ينظرون الى النصف الفارغ من الكوب فقط، حقيقة لم يبدأ انتشار السلاح في دارفور في الثمانينيات وانما بدأ قبل ذلك في السبعينيات تحديدا عندما بدأت حركات المعارضة التشادية تتخذ من اقليم دارفور مقرا لها، وبدأت الحركة التشادية وشهدنا كذلك كيف ان هنالك جيوشا بدأت تدخل، وهناك صراعات حدثت بين القوات التشادية ومعارضيها في دارفور، ولابد من الاشارة الى ان دارفور وتشاد تقتسمان مجموعة كبيرة من القبائل، وهذه القبائل التشادية التي لها امتداد في دارفور تمردت ضد الحكومة التشادية واتخذت من دارفور مقرا لها وبدأت توزع السلاح ايضا بين ابناء الاقليم، ثم جاء دور النهب المسلح وكان جزءا من عصابات النهب أجنبية، بالاضافة الى المحلية، وهذه قضية معروفة، ثم جاءت الحرب الليبية التشادية.
* السؤال عن دوركم عندما كنت حاكما على الاقليم وانتشر تسليح القبائل؟
- لقد ورثت حربا بين الفور وبعض القبائل العربية، واقمنا مؤتمرا للصلح بين المتنازعين، وكنا سنحتفل يوم الاثنين "مطلع يوليو 1989"، ولكن قام الانقلاب في 30 يونيو فأقاموا الاحتفال في ذات المواعيد وذكروا انهم هم من أتوا بالسلام في الاقليم، وكان بالامكان ان يطول هذا السلام ولكن بعض التدخلات المركزية السالبة أدت الى انتشار السلاح في دارفور، واصبح السلاح في اي فرد الآن، وقد تجد شخصا واحدا يمتلك اكثر من خمس قطع سلاح، وانتشار السلاح بصورة كثيفة بدأ بمساهمة من الحكومة الحالية، خاصة عند قيام الدفاع الشعبي، وتم تدريب الكثيرين مما سهّل انتشار السلاح في كل السودان.
*هناك اتهامات طرحت في الملتقى المدني الدارفوي تشكك في طبيعة دورك في الصراع وكيفية وصولك لهذا المنصب والاجندة التي تخدمها، ولم تتم الاجابة عليها بوضوح.. ما حقيقة ترؤسك لحركة التحرير والعدالة؟
- عندما نقول انه طرحت أسئلة كأن هنالك اكثر من شخص ذكر ذلك وجاءني واعتذر على ماقاله.
* لكن بعد نهاية الجلسة دار حديث بين عدد من مؤيدي هذا الرأي مما لا يجعله اتهاما من شخص واحد؟
- هذا السؤال يوجه للحركات التي جاءت بي الى حركة التحرير والعدالة، واذكر ان احد القادة شرح هذا الامر، لكن اقول لك انني لا اعتقد بان هناك أحدا يمكن ان يفرض هؤلاء الاخوة شخصا غير مرغوب فيه.
* تم اختيارك على رأس الحركة لتكون رمزا "فوراويا" بديلا لعبد الواحد ابن القبيلة المتعنت؟
- طبعا هذا غير صحيح، انا كنت حاكما لإقليم دارفور واعتقد بان عبدالواحد حينها كان طالبا بالوسطي او الثانوي، فكيف اكون بديلا له، عبدالواحد الآن موجود ولا يقبل ان يكون هناك بديل له، وبالتالي دائما اقول مثل هذه الاسئلة توجه الى اخوتي قادة الفصائل السابقين الذين توحدوا في حركة التحرير والعدالة، لماذا قرروا ان يختاروا التجاني السيسي رئيسا لهم.
* حتى الوساطة كانت تحتاج الى رمز من الفور؟
- كانت لنا حوجة لوحدة الحركات وكان لا يمكن ان تبدأ مفاوضات السلام بدون وحدة هذه الحركات، وكان من رأيي حتى أن تتوحد هذه الفصائل مع حركة العدل والمساواة، لكن أعتقد بان التكتيك الذي اتبعته حركة العدل والمساواة كان مخيفا بالنسبة للقادة الآخرين، خاصة عندما طرحوا مسألة الوحدة الاندماجية كان ذلك معضلة كبيرة جدا لاخوتنا قادة الفصائل وبالتالي قرروا أن يتوحدوا معا في حركة التحرير والعدالة.
* انت تترأس حركة مسلحة دون الاستناد الى خلفية عسكرية..؟
- أحد قادة الحركات ذكر ان التيجاني لايعرف كيف يفكك البندقية، طبعا هذه معايير مختلة لقيادة الحركات اذا تحدثنا بعض القادة السياسيين في العالم وقادة حركات التحرر نجد ان هناك بعضهم لم يكن في الميدان لكنهم قادوا حركاتهم الى بر الامان، لأنه ليس من المهم ان يكون رئيس الحركة خلفيته عسكرية لأن في حركة التحرير والعدالة اكثر من 18فصيلا واغلبية قيادتها هم الذين اسسوا حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، ونحن نعلم ان هنالك بعض القادة الذين كانوا بالخارج منذ ان قامت حرب دارفور من 2003 حتى 2007 لم يكونوا هناك في الميدان وجاءوا وتسلموا القيادة، وآخرون بدأوا في الميدان والآن يعيشون في أوروبا وفي مناطق اخرى.
* نقصد تحديدا كيفية ادارتك لحركة مسلحة بلا خلفية تساعدك على تفهم مطلوبات ونفسيات المحاربين؟
- لقد كنت حاكما لإقليم دارفور وكانت الشرطة والقوات المسلحة تحت قيادتي، انا الحاكم الوحيد الذي اصدر مجلس وزراء حكومة السودان قرارا بأن تتبع القوات والمسلحة وقوات الشرطة في اقليم دارفور لإدارة الحاكم وكانت تسمى حينها قوات مشتركة، لهذا اقول انني كنت قائدا للفرقة السادسة مشاة، بالاضافة الى الشرطة، تعاملت من قبل وترأست لجانا وقد كنت حاكما لفترة الاقليم كنت فيها مضطربا فلماذا كل هذا الامر، اضيف ايضا ان بعض الاخوة الذين قاموا بالثورة لم يكونوا عسكريين كانوا شبابا وقادة سياسيين، بعضهم تحول الى عسكريين وقادوا عمليات.
* تستخدم مصطلح الوفد السوداني في احاديثك الاعلامية، بالرغم من اننا لم نسمع من قادة الجنوب المطالبين بتقرير المصير مثل هكذا عبارة.. هل هذا نزوع انفصالي مبكر؟
- أقول الوفد الحكومي والوفد السوداني وكل ذلك، وليس بالضرورة ان يكون ذلك ايحاء، اذا كنت مائلا الى تقرير المصير سأقوله ولا اعتقد بانني سأتخذ الطريق الملتوي لأقول ذلك بكل صراحة، انا لا اخشى احدا، اذا وصلت الى هذه القناعة سأقولها بكل وضوح.
المصدر: الشرق القطرية 31/7/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.