منذ اندلاع الأزمة في دارفور في العام 2004م والتي خلفت وراءها عددا غير قليل من الموتى والجرحى والنازحين الذين ضاقت بهم المعسكرات على سعتها , وقد ابتلعت هذه المعسكرات الألوف من البشر الفارين من جحيم الحرب بكل متناقضات هذا الكم الهائل من البشر وقد عملت الحكومة علي تفريغ هذه المعسكرات لما تشكله من تهديدا للأمن للوجود الكبير للحركات وموالين لها داخل هذه المعسكرات وبغية قطع الطريق أمام المنظمات الأجنبية التي ظلت تستثمر في الأزمة لسنوات مستغلة حالة العوز والتردي الخدمي الذي يعاني منها النازحون , وقد باءت جهود الدولة المتتالية لإحداث اختراق فعلي لجهة إعادة توطين النازحين بعد أن مهدت الطريق أمام عودة النازحين الي قراهم بعد أن تم إعادة البناء والتأهيل لمعظم القرى التي أصابها الدمار نتيجة للحرب المشتعلة هنالك . قلنا إن جهود الحكومة لم تكلل بالنجاح المرجو نسبة لأن العدد الذي فضل العودة على حياة المعسكرات تعرض للهجوم من الحركات المتمردة وهو فعل قصد به تخويف النازحين من العودة حتى لا يتم تجفيف المعسكرات وبالتالي معالجة آثار الأزمة وإنهاء شبح التدويل الذي ظل يخيم علي الأزمة من تفجرها . المنظمات الدولية والتي ظلت بدورها تعمل علي إطالة عمر الأزمة في دارفور بتغذية أسباب الصراع بغية تحقيق أغراضها والتي لم تكن بعيدة عن النشاط الاستخباراتي تحت غطاء تقديم العون الإنساني للمتضررين من الحرب في دارفور وحتى قامت الحكومة بعملية إحلال كبيرة للمنظمات الوطنية بدل عن المنظمات الأجنبية مما قطع الطريق أمام النشاط الهدام الذي ظلت تقوم به تلك المنظمات , وبالرغم من الهجمة الشرسة التي قادتها الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الا أن السودان لم يتراجع عن قراره كما ظلت المنظمات الوطنية تقوم بدور كبير في تقديم العون الإنساني للنازحين . شيخ المعسكرات بجنوب دارفور معسكر كلمة ظل يشكل صداع مزمن للسلطات هنالك وما أن تتطاير في الفضاء المعلوماتي أخبار كارثة إلا والمراقب يبحث عن معسكر كلمة في أتون تلك الأزمة فقد كان المعسكر مسرحاً لعدد من الصراعات التي راح ضحيتها عدد من النازحين وقد كان معظمها تقوم به الحركات المسلحة لجهة لفت انظار العالم عندما تفشل في تحقيق نصر عسكري علي الحكومة فتوجه سلاحها الي النازحين الذين تتمشدق باسمهم أمام العالم وتدعي تمثيلهم وتتحدث باسمهم. نقلا عن الرائد18/8/2010