عادت حالة التباين في مواقف القوى السياسية بشأن الاستجابة للقاء قادة الاحزاب بالرئيس عمر البشير مساء اليوم الخميس ببيت الضيافة، والذي دعا له المؤتمر الوطني لبحث استفتاء الجنوب. وسبق ان أجل اللقاء الشهر الماضي استجابة لمطالب المعارضة بإشراكها في التحضيرات. واكدت احزاب مؤتمر جوبا مقاطعتها وواصلت تحضيراتها لتنظيم ملتقى مواز، بينما افاد الاتحادي الديمقراطي الاصل بتلبيته الدعوة، بيد ان مصادر موثوقة في المؤتمر الوطني اكدت ل»الصحافة» قيام لقاء البشير رغم اعلان بعض القوى المقاطعة. وفي هذه الاثناء يستبق المؤتمر الوطني اللقاء بعقد مؤتمر صحفي ظهر اليوم يتحدث فيه نائب الرئيس الحزب نافع علي نافع والمسؤول السياسي ابراهيم غندور حول قضية الاستفتاء وتداعيات الوحدة والانفصال. وسارع رئيس لجنة الجنوب في الحزب الاتحادي حسن عبدالقادر هلال الى اصدار بيان امس قال فيه ان الحزب يرى ان أية تغييرات في اتفاقية نيفاشا لن تكون إلا باتفاق الشريكين حسب الدستور الانتقالي لعام 2005م . وابلغ هلال «الصحافة» ان حزبه سيشارك في اللقاء بوفد كبير لابلاغ رأيه من خلال الاجتماع وقال ان ذلك افضل من الخيارات الأخرى لان المقاطعة لا تتيح للمقاطع ان يوضح موقفه. وزاد (من الافضل ان تشارك وتطرح رأيك في اللقاء). من جانبه، اكدت مساعدة الامين العام لحزب الامة القومي، مريم الصادق المهدي، عدم مشاركة حزبها في «اجتماع صوري احتفالي» وقالت ان اللقاء المزمع اقامته لم يستوف المطلوبات اللازمة لعقده واضافت ل «الصحافة» انه يجئ في ظل استقطاب حاد يمنعه من الخروج بنتيجة ايجابية. ووصفت مريم اللقاء بأنه نوع من المناورات التي يجب الابتعاد عنها في قضية مصيرية تواجه البلاد، ونفت مشاركة الحزب بمستوى تمثيل اقل من رئاسة الحزب لطرح موقفه من القضية المطروحة، وقالت «الحزب لن يشارك جملة واحدة»، وكشفت ان رئيس الحزب الصادق المهدي سيتقدم بخطاب واف حول موقف الحزب من الملتقى لمؤسسة الرئاسة والاحزاب السياسية . من جانبه، اعترض المؤتمر الشعبي على تسمية رئاسة الجمهورية لقيادات الحزب التي ستشارك في الملتقى، ورأى الحزب في خطاب من المسؤول السياسي كمال عمر عبدالسلام لوزير رئاسة الجمهورية انه كان من الأوفق أن تلتقي مجموعة أولية من القوى السياسية لاجراء التحضيرات اللاّزمة، «لأن الاستفتاء إجراء يستدعي الحرية لبسط الخيار والحوار والجدال بين مذهبيه ليتيسّر لمن يُستفتى من الناس كافّة وزن التقديرات والاتجاهات المُتاحة والحكم فيها كما يرى». واشترط المؤتمر الشعبي ان تبحث قضية الحريات الأساسية اولا واستدراك قضية دارفور «التي تثاقل سير علاجها واستفحلت آثارها السالبة». وكونت قوى تحالف جوبا اربع لجان للتحضير للمؤتمر القومي الذي تعد له لمناقشة الازمة بالبلاد. وقال القيادي بالتحالف صديق يوسف ل «الصحافة» ان اجتماع امس شكل اربع لجان للتحضير الشامل للمؤتمر الوطني الذي ستطلقه قوى تحالف جوبا واشار الى ان اللجان تختص بالوحدة ودارفور والتحول الديمقراطي والقضايا الاقتصادية والحالة المعيشية، وذكر ان الاجتماع كون سكرتارية للاشراف على تلك اللجان، التي ستشرع في اعمالها الاسبوع المقبل. وكانت احزاب المعارضة طالبت بتضمين قضايا التحول الديمقراطي والحالة المعيشية في اجندة اللقاء مع الرئيس، لكن المؤتمر الوطني اصر على ان يبحث الملتقى قضية الاستفتاء وحدها. نقلاً عن صحيفة الصحافة 19/8/2010م