تظل منطقة تماس ابيى او ما يجمع بين المسيرية ودينكا نقوق منطقة مثيرة للدهشة كونها تجمع اضدادا لا يمكن لبشر ان يجمعها مهما اوتى من قوة ولكن قدرة الله التى وضعت قبيلتين غير مندمجتين فى مناخين مختلفين تمام الاختلاف لينتج مزيجا عجيبا دعنا نتسقط اخبار الشبلين اليافعين وقتها الناظر بابو نمر على الجلة والناظر دينق مجوك اللذين كانا مطلع الأربعينات صبيين يافعين ولكنهما كانا صديقين يأكلان سويا ويشربان سويا وينامان سويا كما يفعل معظم الانداد فى عمريهما فهما اما فى مضارب قبيلة الدينكا او مضارب قبيلة المسيرية دون ان يعكر صفو علاقتهما معكر يقول الاستاذ صديق سرير البخيت رئيس المؤتمر الوطنى بمنطقة المنورة ان العلاقة التى ربطت بين الراحلين كانت صمام الامان بالنسبة لقبيلتيهما على مر العصور وذلك الارث الذى ما زال ممتدا لم يشبه الا تدخل بعض الساسة بطريقة لا تشبه ميراث القبيلتين وهو ما اوقع بعض المشاكل ولكنه يؤكد ان العلاقة بين القبيلتين تتجاوز كل المنغصات كونها تنبنى على مصالح مشتركة قوية منذ امد بعيد الناظر مختار بابو نمر ناظر المسيرية قال :نحن فى مناطق التماس علاقتنا مع اخواننا الدينكا ترتبط بمصالح واضحة اقتصاديا واجتماعيا والناحية الاجتماعية تعضدت بالمصاهرة والصداقة الممتدة ام الناحية الاقتصادية فهى واضحة فى حفاظ القبيلتين على قطعان ابقارها فى ترحالها السنوى فأبقار المسيرية لا يمكن ان تبقى شمالا فى فترة نشوقها حتى (لو قمنا بتقييدها) وذلك لان هذا هو موسمها للاتجاه الى الجنوب والعكس صحيح مع ابقار اخواننا الدينكا ويواصل الناظر مختار الان وقبل اقل من اسبوع والتصريحات السياسية تملأ اركان الدنيا حدث ان تسربت ابقار من ابقار المسيرية جنوبا فذهبت وقابلت حاكم المقاطعة المعنية فساعدنى فى العثور عليها واعادتها الى اهلها بصورة طبيعية جدا ودون اى مصاعب كون ان هذا العرف مستمر منذ مئات السنين ولا احد يستطيع ان يغيره منطقة التماس الاخرى هى جبال النوبة او ما يعرف جغرافيا بشمال وجنوب كردفان وهذه تكاد تنتفى فيها المشاكل بعد التنسيق التام الذى حدث بين مولانا احمد هرون والى جنوب كردفان واخيه القائد عبد العزيز الحلو ما دفع بخطى التنمية والاعمار بالولاية الى الامام خاصة وان حاضرة الحركة ابان الحرب واعنى منطقة كاودا صارت الان منطقة تماذج ووحدة زارها قبل اقل من اسبوع الرئيس الجنوب افريقى السابق ثامو امبيكى فاعجب بالمنطقة واطلق مقولته الرائعة (هذه المنطقة تعجبنى ..فى اشارة الى كاودا وواصل وهذا الفتى يعجبنى ...فى اشارة الى مولانا احمد هرون ) وهذا الاستقرار فى جنوب كردفان انعكس ايجابا على شمالها ما جعل سيرة شمال وجنوب كردفان لا تاتى الا فى سياق الحديث عن جغرافيا المنطقة او تاريخها البعيد والقريب المنطقة التى تعتبر الاهم بالنسبة الى ما اكتنفها من مصاعب فى الاونة الاخيرة هى منطقة النيل الازرق ولكن الفريق مالك عقار لم يترك مساحة لتكهنات المتكهنين فبدأ حديثه بان (انفصال الجنوب يعنى نهاية السودان ) بما يقطع ان السيد الفريق قد اوضح موقفه وهو ما يتسق مع رأى مواطني النيل الأزرق الذين يعرفون تماما ان عملهم على دعم مواقف الانفصاليين تعنى دعوتهم لتجزئة حتى النيل الازرق كولاية فمملكة فازوغلى التاريخية مثلا لا يمكن ان ترضى العمل على تفتيت الدولة التى حافظت عليها ردحا من الزمان عندما اقامت الدولة الاسلامية التى عوضت المسلمين عن سقوط الاندلس وذلك ليس حديثا انشائيا بل ما هو مكتوب على نحاس مملكة فازوغلى الشهير الذى لم يخرج من مملكته الا عند زيارة السيد الرئيس عمر حسن احمد البشير بقى ان نقول ان مناطق التماس فى السودان هى التى تعضد وحدة البلاد لانها عملت منذ الازل على توحيد ابناء الوطن الواحد على اسم واحد هو السودان. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 22/8/2010م