قاطعت الحركة الشعبية الاجتماع التفاكري الذى دعا اليه الرئيس البشير مع سبق الاصرار ، لكن الفريق مالك عقار القيادي بالحركة الشعبية شارك فى اللقاء مع سبق الإصرار ايضاً ..هذه واحدة.. و عندما كانت المعركة الانتخابية على أشدها و المناظر تشد الناس الى فلم الآكشن اصدر قطاع الشمال بالحركة قراراً بمقاطعة الانتخابات ، لكن عقار والي النيل الازرق و القيادي بالقطاع رفض المقاطعة و طالب المقاطعين بالشرب من البحر ..هذه ثانية.. فى الوقت الذى اتجهت فيه كل الأصوات الجنوبية الى تهيئة الرأي العام الجنوبي و حشد التأييد العالمي لانفصال الجنوب ..فى ذات الوقت كان السيد عقار يحدث الناس عن مزايا الوحدة و مخاطر الانفصال و وصل به الامر الى القول ان الانفصال يعني نهاية ما يعرف سياسياً ب(السودان) ..هذه ثالثة.. عقار ليس مجرد قيادي بالحركة الشعبية بل هو احد نواب رئيسها و هو رجل سياسي ومقاتل من الطراز الذ يضيف كثيرا بوجوده فى اى تنظيم سياسي ،ويخصم كثيرا من ذهابه و ربما لهذا اكان رئيس الحركة الشعبية حريص عليه بوقوفه الى جانبه حين خاض الانتخابات ضد رغبة قطاع الشمال. بداية ظهوره كانت عادية فقد ظهر اول مرة ايام الحرب من خلال منظمة (فازوغلي الخيرية الطوعية) لخدمة ابناء النيل الارزق و كانت رئاستها فى العاصمة الكينية نيروبي و نشاط عقار من خلالها كان واضحاً.. و هو من مواليد النيل الازرق ريفي باو ،وله ثلاث زوجات أحداهن تنتمي لقبيلة جنوبية عضوة فى الحركة الشعبية وله عدة ابناء داخل السودان وخارجه،و اشتغل كمعلم لفترة وجيزة ثم عمل باحدي الشركات الزراعية و انضم للحركة الشعبية فى العام 1987 و التى أهلته فى كثيرمن المجالات وكان ناطقاً باسمها فى النيل الأزرق و امسك بملف المنطقة فى مفاوضات نيفاشا و هو من المقربين الى الراحل جون قرنق . وله علاقة وطيدة بقادة الحركة وقد ساهم فى فى خدمة اهدافها ، كما انها ساهمت فى خدمة قضية النيل الارزق من خلال اضافتها للمفاوضات.. لكن يبدو آن الأوان حان ليفارق الرفقاء بعضهما لبعض ..بعد ان تعارضت الاجندة الاستراتيجية فالحركة الشعبية مدفوعة دفعاً قوياً بواسطة الجناح الانفصالي ..لصناعة دولة جديدة فى مطلع يناير القادم . و الفريق عقار و من خلفه اهل النيل الازرق لا يشاركون اهل الجنوب اشواقهم بقيام دولتهم الخاصة، ولو ما نخاف الكضب فأهل جبال النوبة و جنوب كردفان كذلك . وبهذا فان التحالفات التكتيكية و زمالة النضال ستضيع فى غمرة التحولات الإستراتيجية القادمة ، وذلك لغاب الخيارات الوسطية ، فعقار لا خيار ثالث له ، اما مع الشمال او الجنوب هذا بافتراض ان الاستفتاء (س) يثمر عن انفصال. المعارضة تقول: ان المؤتمر الوطني كحيف سياسي لا يمكن الاطمئنان اليه ، فهو يقع تحت قبضة الجناح الاقصائي الذى يستهدف الحكم المنفرد للسودان، و يزداد عدم الاطمئنان عن من عارضون وذاقوا باس الحرب معه ، ثم صالحوه وذاقوا (ثعلبية) التعامل السياسي معه . حقائق الأرض تقول ان الدخول فى منظومة دولة جنوبية جديدة (تحمل جينات الفشل) هو مغامرة لا يمكن ان يسوق اىق ائد صادق اهله كما و ان مؤشرات العنصرية القبلية فى الدولة الجديدة تبدو واضحة الملامح . الفريق عقار لا يملك سوي هذين الخيارين المرين.زو أمر ما فيهما انه لابد من أحدهما.. هامش: امام اشارة المرور الضوئية وقفت سيدة بسيارتها عندما كانت الاشارة خضراء ، ثم تحولت الى صفراء فحمراء فخضراء مرة اخري و لم تتحرك السيدة.. جاءها رجل المرور متعجباً : سيدتي .. نأسف هذه هى كل الألوان التى لدينا. نقلا عن التيار 25/8/2010