لن تكون الانتخابات حرة ونزيهة في ظل هذه الظروف، ونعلن مقاطعتنا لها ونعلن مشاركتنا، ونعلن مقاطعتنا مرة أخرى ومشاركتنا مرة ثانية، ومقاطعتنا ثالثة؟! أن هذا الملتقي لا يسهم في حل قضية الاستفتاء ولن نذهب إليه ولن نلبي دعوة الرئيس البشير . هذا جانب من المواقف التي ظل يقفها زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي في الانتخابات نموذجاً أول ودعوة البشير للقوي السياسية لإقامة ملتقي جامع أمس الأول نموذجاً ثان. الدعوة التي قدمها البشير لقوى السياسة بشأن تثبيت موقف بشان قضية الاستفتاء أمر وجد الرفض من حزب الأمة والشعبي والشعبية فهي التي قاطعها ذلك الملتقي متدثرة بحجج رأتها مقنعة ومنطقية. الغريب في الأمر أن المهدي لم يكتف بالمقاطعة التي وفرت له الحصانة من مخرجات ذلك الملتقي بيد أنه رفعها من نفسه وقدم احتجاجاً على تعيين مولانا محمد عثمان الميرغني رئيساً لآلية دعم الوحدة وبين أنه غير راض على هذا التعيين وواصل المهدي مجاهداته وقد ذكرت بعض وكالات الأنباء المحلية الصادرة بالخرطوم أمس قولها عن أن المهدي سيضع أمام البشير رؤية بشأن الاستفتاء ودارفور وذلك خلال اللقاء المرتقب بينهما خلال الأيام المقبلة. وفي الأنباء قطع نائب رئيس المكتب السياسي بحزب الامة الدكتور محمد مهدي حسين بضرورة إقناع المؤتمر الوطني بالمشاركة في المؤتمر الجامع للقضايا الوطنية الذي ينظمه التحالف وأعتبر أن المشاركة ضماناً لتنفيذ القرارات التي يخرج بها المؤتمر، ونبه حسين في تصريح صحفي أمس الأول إلى أن هذا الجانب سيكون احد محاور لقاء المهدي بالبشير ونفي أن تكون مقاطعتهم للقاء التفاكري للرئيس أن تكون مقاطعة سلبية وبرر أنها ضمان لمشاركة شاملة لكل القوى السياسية وعبر عن أمله في أن يتفهم الوطني القضايا المطروحة بمعزل عن التعاطي معها من باب المناورات والخصومة السياسية والتنافس السياسي بيد أن المراقبين يرون أن الرؤية التي قدمها المهدي تعد تناقضاً في الرؤى وتبايناً في الأفكار وذلك نظراً لموقفه الرافض للمشاركة في الملتقي الخاص بالاستفتاء وتقديم رؤيته عبر ذلكم المجمع ولكن يبدو أنه فضل تقديم رؤية منفرداً. وأكد الأستاذ حسن بيومي المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي أن هنالك خلافات كبير داخل الأحزاب الكبيرة وقال ان حزب الأمة القومي رفض المشاركة في المؤتمر الجامع بحجة عدم إدخال قضايا وطنية لا سما قضايا التحول الديمقراطي وأضاف بيومي أنهم يرون ضم جميع هذه القضايا ومناقشتها مع بعضها البعض وتكهن بيومي بقوله أن ما يدور هو عبارة عن تمثيليات فالصادق يريد أن يثبت موقفاً يحسب له ولو على حساب غيره والوطني ايضاً يريد ذلك وقال ان كل هذذ على حساب البلاد وأضاف أن موقف المهدي بشان المشاركة في مناقشة قضية الاستفتاء به تناقض واضح اذ لا معني بأن يرفض المناقشة في اجتماع الأحزاب ويقبلها منفرداً مع البشير وأوضح بيومي ان هنالك غموضاً في الرؤية والمواقف مؤكداً في الوقت نفسه خسارة الجميع اذا لم يتفقوا على رؤية موحدة بشان قضايا البلاد المصيرية التي قال عنها انها تتطلب مرونة ولا تحتمل التعصب . عليه فان تصدعات كثيرة يمر بها المزاج السياسي للبلاد تحتاج إلى رؤية عميقة من كافة زعماء القوى السياسية وموقف واضح ازاء القضايا المطروحة لاسيما قضيتي دارفور والاستفتاء فهل سيقدم المهدي رؤية واضحة أم أنه سيواصل في هذا المنهج المتذبذب. نقلاً عن صحيفة الحرة 29/8/2010م