تشهد الساحة السياسية هذه الأيام حراكا مكثفا من القوي لإعادة تشكيل وتهيئة قواعدها وكوادرها في إطار الاستعداد لخوض الانتخابات المقبلة والفوز بأكبر نصيب ممكن من مقاعد المجلس الوطني ومقاعد المجالس التشريعية في الولايات. وللانتخابات دور مقدر في بسط مساحات العدالة لكل القوي السياسية حتي تستطيع فعلا أن تدلي ببرامجها المختلفة وقيام الانتخابات ضروري لقيام الاستفتاء استحقاقات دستوريات ولا يجب أن يجري أحدهما دون الأخر لهذا نجد أن العديد من الأوراق والورش والندوات التي قامت بها العديد من المراكز لا يخرج إطارها من ضرورة الانتخابات وضرورة تنبيه المواطنين لأهمية المرحلة المقبلة لخوض انتخابات نزيهة وشفافة تشارك فيها كل القوي السياسية ومن هذه الفعاليات الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع المركز الاستشاري للبحوث والتنمية وتطبيقاتها العملية, والتي حدث فيها العديد من الباحثين من بينهم البروفيسور عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس مفوضية الانتخابات والذي أكد ضرورة قيام انتخابات حرة ونزيهة تكفل حقوق الناخبين والمرشحين بجانب إقامة نظام ديمقراطي تعددي يحترم التنوع الثقافي . ويواصل بروفيسور عبد الله حديثه ويقول ان السودان شهد ثلاث تجارب ديمقراطية كانت أفضل تجربة للتعددية الحزبية في ذلك الوقت. ونبه الرجل إلي أن السودان مقبل علي انتخابات ذات ستة مستويات ثلاثة منها انتخابات تنفيذية (رئيس الجمهورية, ورئيس حكومة الجنوب, الولاة) وتكون بالأغلبية البسيطة 50+1, وثلاث انتخابات تشريعية (المجلس الوطني, مجلس ولايات الجنوب, مجلس ولايات الشمال). ويري بروفيسور عبد الله أن هنالك تعقيدا كبيرا في انتخابات المجالس التشريعية حيث أن في المجلس الوطني 250 مقعدا يأتي انتخابها من الدوائر الجغرافية لولايات السودان وهي توزع علي حسب التعداد وهنالك 25% من مقاعد المجلس الوطني من نصيب المرأة و15% من نصيب الأحزاب, ويشدد نائب رئيس المفوضية علي دورهم في عملية التثقيف والتدريب للناخبين والجمهور والإعلاميين, ويشير لقيام عشرات الورش في الشمال والجنوب. من جهة أخري يري د. مندور المهدي (القيادي بالمؤتمر الوطني) أن الانتخابات القادمة معقدة وتأتي في ظل توتر سياسي, ويلفت د. مندور إلي أن اتفاقيات السلام بها تلك الاتفاقات لم تنجح في التحول الكامل من حركات مسلحة لأحزاب سياسية, وأشار إلي حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي. وتساءل د. مندور عن مستقبل هذه الاتفاقيات في ظل الانتخابات القائمة وفي ظل قسمة السلطة الآن والقائمة علي كثير من المسائل وأكد أهمية قيام الانتخابات لأنها بدء استحقاق دستوري وهذه واحدة من القضايا الرئيسة والمسالة الثانية أن هنالك أحزابا ليست مشاركة في السلطة مثل المؤتمر الشعبي وحزب الأمة وغيرها وهذه الأحزاب تبحث عن كيكة تقاسم السلطة في المرحلة القادمة ولذلك نحن نحتاج إلي النظر بحكمة للانتخابات المقبلة وأكد أنه لا قام للاستفتاء من غير قيام الانتخابات . وفي ذات السياق قال د. فاروق احمد ادم (القيادي البرلماني) إن الهدف من قيام الانتخابات هو إرساء قواعد ثابتة لحكومة دينامكية, انه لابد من قيام الانتخابات وإنها ليس مفتاح التحول للديمقراطية, فهنالك انتخابات فاشلة. ويذهب د. فاروق إلي أن هنالك عدة مطبات أمام الانتخابات القادمة, وتتمثل في مشاركة المرأة في الانتخابات, انتشار السلاح في بعض المناطق, ونقص التدريب, واختتم حديثه بقوله: الانتخابات ضرورة لابد منها فهي توفر دفعة حقيقية للتماسك الوطني.