صراع التيارات داخل الحركة الشعية يعود من جديد للسطح ومجموعة اولاد قرنق التي كانت تتبني مشروع السودان الجديد تجد نفسها تهدم في مشروعها وقطاع الشمال الذي يفترض ان يدافع عن المشروع حتي اخر قطرة من دمه ينقسم. وأمين القطاع الذي كان واحدا من اوفي تلاميذ يتجه عكس المشروع بينما عن ضوء في نهاية النفق المظلم وعقار يفرز عيشه ويبحث عن مشروعه الخاص في دولة الشمال القادمة. والتيار الانفصالي داخل الحركة يتنامي لدرجة انه يمرر كل ما يريده داخل اجتماع المكتب السياسي الاخير والحديث عن تأجيل الاستفتاء الذي كان واحدا من اجندة الاجتماع يواجه بالرفض وباقان وجون لوك ودينق ألور واخرون هم من يقودون رفض التأجيل. لكن صوت الرصاص الذي يأتي من ولايات الوحدة وجونقلي والصدمات التي تجري بين قوات الجيش الشعبي والمجموعات الاخري لا تبشر باستفتاء هادئ وما جري في تكوين مفوضية الاستفتاء في الجنوب لا يبشر باستفتاء حر ونزيه. وتجربة الحركة الشعبية مع الانتخابات في الجنوب خير دليل علي ما نقول والتسجيل للانتخابات استمر لعدة ايام بعد انتهاء موعده وتكرر ذات الشئ في الانتخابات فبينما كانت ولايات عديدة تعلن فوز مرشحيها في الشمال كانت صناديق الاقتراع هناك تحمل الي منازل المسؤولين. وبنادق الجيش الشعبي في الجنوب والمؤتمر الوطني لا يخشي ان يحمل مسؤولية انفصال الجنوب اذا انفصل لكنه يخشي ان تزور رغبة اهل الجنوب لان حق تقرير المصير هو الشئ الوحيد الذي اتفقت عليه كل احزابنا. لذلك فان ما تبقي من زمن يجب ان يوظف في وضع التراتيب التي تؤمن عملية اجراء الاستفتاء في جو معافي يعبر فيه المواطن الجنوبي عن رأيه بحرية ودون املاء او ضغوط من احد ومثلما ان المسؤولية تقع علي الشريكين فان الاعلام يجب ان يبقي شريكا ايجابياً. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 31/8/2010م