وجه الدكتور قطبي المهدي أمين أمانة المنظمات بالحزب الوطني الحاكم في السودان انتقادات لاذعة لحزبي الشيوعي والمؤتمر الشعبي واصفاً إياها بأنها تعاني من مشكلة عدم المصداقية السياسية تجاه الوضع الراهن وقال د. قطبي أن أوضاع هذه الأحزاب التنظيمية جعلتها تبدو غير قادرة على التعامل بمصداقية وجدية مع القضايا الوطنية الارهنة منتقداً مقاطعتها للقاء ألتشاوري الذي أنعقد مؤخراً مع الرئيس البشير ووصف قطبي موقفها هذا بان لديها اجندتها الخاصة في هذا الصدد. والواقع انه وحتى بعيداً عن انتقادات الحزب الوطني لهذين الحزبين، فان كليهما الآن في ورطة – اذا جاز التعبير – الشعبي له ارتباط معروف بحركة العدل والمساواة التي يقودها د. خليل والذي انسدت امامه آفاق الحراك السياسي والعسكري في دارفور واصبح مجرد (ضيف) في الجماهيرية. ارتباط الشعبي يصب ضمن أجندة غير سوية ولا تحقق مصلحة وطنية للسودان، اذ أن من المعروف أن يوغندا تجري الآن عملية استضافة عسكرية كاملة لحركة د. خليل بمعاونة الشعبية، بل وردت أنباء موثقة عن قيام الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية بتدريب جنود حركة د. خليل في مسعي لإعادة إحياء الحركة وتوفير منطلقات عسكرية لها لمعاودة مهاجمة أهداف عسكرية من جديد. هذا العمل الذي يعتبر عملاً تخريبياً بكل المقاييس يتحمل حزب المؤتمر الشعبي جزء كبير منه فهو وثيق الصلة بحركة د. خليل ومن ثم وجد نفسه في (حلف) أفريقي مرتبط باستخبارات خارجية هي على الأرجح إسرائيلية، وهذا ما جعل موقفة الراهن السياسي الوطني غير واضح وسيظل الشعبي – رغماً عن انكماش تأثيره السياسي – على هذه الشاكلة السياسية غير السوية الا اذا أدرك ما هو فيه وتراجع عنه بسرعة. ويعتبر موقفه الغامض هذا من قضية إستراتيجية تهم السودانيون بمثابة تخريب لوحدة السودان وإسهام في هدم استقراره وهو أمر سوف يتأذي منه الجميع بمافي ذلك الشعبي نفسه الذي يحسب ضمن التيار الإسلامي المتمسك بقيم سودانية تحض على الوحدة والتماسك. أما الشيوعي، فان موقفه ظل سيئاً منذ أن أدرك أن الحركة الشعبية التي يرتبط بها على نحو ما متجهة باتجاه الانفصال وإنشاء دولة ويبدو أن الحزب لم يجد آذاناً صاغية وليس له (خاطر) لدي الحركة ويبدو أيضاً أنه يعاني جراحاً سياسياً سابقه مردها الاستخدام التكتيكي المؤلم الذي استخدمته فيه الحركة الشعبية في تحالف جوبا ثم موقفها المتذبذب في الاستحقاق الانتخابي الذي جري في أبريل 2010م. ان الشيوعي والشعبي في الواقع هما الآن – الحزبين الوحيدين – اللذين ليس لديهما موقفاً سياسيا واضحاً ومعلناً من أهم قضية تواجه السودان وهذه دون شك منقصة كبرى أتاحت الحق للحزب الوطني لتوجيه الانتقادات اللاذعة لها فقد تهربا من الاستحقاق الوطني في ظروف دقيقة بلا مبرر وحيث لا يجدي التبرير!!