تكتسب زيارة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسئول ملف دارفور لولاية شمال دارفور أمس الاول للوقوف علي احداث التي شهدتها منطقة تبرا اهمية خاصة في اتجاه محاصرة الفتنة واخمادها ومنع أي تهديد محتمل لامن واستقرار دارفور. وتجئ الزيارة للوقوف علي الاحداث ميدانيا ومعرفه ملابساتها والمتطورطين فيها وتقديمهم للمحاكمة ومنع تكرار ذلك ويشكل الهجوم الذي شنته عصابه علي سوق في منطقة تبرا بادارته طويلة التابعة لمحلية الفاشر والذي أسفر عن سقوط 49 من الضحايا وأدي الي تشريد نحو 4 الاف نازح فروا من المنطقة الي طويلة واستقرار بالغرب من معسكر القوات الرواندية التابعة لبعثة اليوناميد يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في دارفور ويفتح الباب امام الفوضي وعمليات للنهب والثأر من جديد. وتهدف الزيارة بجانب اخماد الفتنة في مهدها الي ازالة العوائق والعقبات التي تهدد جهود التسوية السلمية في الاقليم في اعقاب اجازة الحكومة للاستراتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور التي وضعت خارطة طريق ومعالم واضحة خاطبت اسباب الازمة في سبيل الوصول الي سلام مستدام بجانب الاستعداد لدخول جولة التفاوض المقبلة في الدوحة بروح جديدة بعديا عن ضغوط الواقع وتعقيداته الامر الذي يتيح الفرصة للجميع للنظر للمستقبل واستشعار المسئولية وتلمس الحلول خاصة أن مشكلة دارفور تعد احدي القضايا الرئيسية التي تقف امام حركة الدولة والمجتمع وطبق د. غازي الذي رافقه للمنطقة وفد امن رفيع بجانب والي شمال دارفور محمد يوسف كبر ومعتمد الفاشر مبدأ ليس من رأي كمن سمع حيث وقف بنفسه علي الاوضاع ولم ينتظر تقارير الاجهزة المعنية واستمع الي اسر الضحايا والاشخاص الذين شهدوا الاحداث لمعرفة اسباب الحادث وقدم د. غازي تطمينات واضحة لأسر الضحايا ولكل اهل دارفور تتعلق بحرص الحكومة علي توفير الامن والعدالة وردع المتفلتين ايا كانوا وتقديمهم للمحاكمة خاصة انه تم تكوين لجنة تحقيق في الاحداث. وكان واضحا من خلال الزيارة ملامح مدرسة د. غازي في التعاطي مع تداعيات ازمة دارفور وذلك من خلال محاصرة الخصوم المتلفتين والعصابات وهو يدرك الظروف والمعطيات التي تلازم عملية السلام وتعقيداتها وتحديدتها في مساراتها المختلفة وتقاطعاتها الكثيرة والمتعددة. وتجول مسئول ملف سلام دارفور في اوساط تجمعات النازحين من النساء والاطفال مقدما التعازي لذوي الضحايا واستمع الي افاداتهم واولوياتهم واحتياجاتهم الاساسية وقد بدأ الدكتور غازي مسلحا بعزيمة الدولة واستراتيجيتها لانهاء الازمة وارادة الشعب السوداني الذي ينشد السلام والاستقرار حيث وعد ان اوصل مساعدات للمتضررين وطرح علي نازحي تبرا ومعسكر ابو شوك اولويات الحكومة المتمثلة في توفير الامن والتنمية والتصالحات واعادة النازحين الي مناطقهم طواعية مع توفير عوامل الاستقرار لهم مؤكدا علي ان الانسان هو محور اساسي لعودة الحياة في دارفور واعدا باتاحة الفرصة للنازحين للاسهام في جهود التسوية السلمية عبر التفاوض وعكست احاديث النازحين في تبرا حجم العداوات والمرارات في نفوس ابناء دارفور التي تحتاج الي التحرك نحو اعادة الثقة وبعث قيم المجتمع الدارفوري وحكمته في التعايش والتصالح وتفويت الفرصة علي الشيطان من الايقاع بينهم وكان معسكر ابو شوط بالفاشر هو المحطة الثانية لزيارة مسئول ملف دارفور حيث تم تكريمه من قبل النازحين يعد ان تفقد عددا من المرافق بالمعسكر وخاطب احتفالا جماهيريا حاشدا نظمه النازحون بالمعسكر قالوا انه تكريم لحكومة شمال دارفور بحسب خالد شيخ الدين مدير المعسكر الذي ذكر ان النازحين تقدموا له بمذكرة يطالبون فيها بتكريم حكومة الولاية علي جهودهم في أمن واستقرار المعسكر وتوفير الخدمات ووجه النازحون في المعسكر رسالة للعالم بأنهم لا يشكلون مهددا امنيا للولاية وطالبوا الحكومة وعبد الواحد رئيس حركة تحرير السودان وخليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بالاسراع في انهاء مشكلة دارفور عبر الجلوس للتفاوض كما طالبوا بحفظ حقوقهم في التسوية السلمية واعادة اعمار القري التي تضررت من الحرب, كما اعلنوا وقوفهم ومساندتهم لاستراتيجية الحكومة لسلام دارفور ولم يسجل بالمعسكر منذ العام 2004م حتي العام 2010م سوي أربعة حوادث جنائية الامر الذي بدل علي توفر الامن بالمعسكر , كما تفوق عدد من طلابه في امتحانات الشهادة السودانية. وقد أكدت زيارة الدكتور غازي لولاية شمال دارفور علي اهمية محاصرة الفتنة وبعث الامل في تحقيق السلام والاستقرار. نقلا عن صحيفة الخرطوم السودانية 19/9/2010م