تكدس مئات السودانيين في قاعة بالخرطوم في وقت متأخر الخميس لحضور اول مناظرة جماهيرية تجريها بلادهم بشأن استقلال الجنوب وهو حدث ديمقراطي نادر قبل أربعة اشهر من الاستفتاء على الاستقلال. ويعتقد معظم المحللين أن الجنوب سيصوت لصالح الانفصال عن الشمال الذي خاض ضده حربا أهلية متقطعة منذ عام 1955 بسبب قضايا من بينها العرق والايديولوجية والنفط. وشملت هيئة المناظرة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي والصحافي الجنوبي واني تومبي كممثلين عن مؤيدي الوحدة فيما مثل السياسي الجنوبي المعارض فاروق جاكتوث والعميد المتقاعد بجيش الشمال ساتي سوركتي مؤيدي الانفصال. وحسمت المناظرة لصالح ممثلي مؤيدي الانفصال وتهكم جمهور الشماليين والجنوبيين على ممثلي مؤيدي الوحدة وقاطعتهما اثناء الحديث. وقال نور الدين ساتي عضو المجموعة المنظمة وهو أكاديمي سوداني إن هذه النوعية من المناظرات لم تحدث من قبل في تاريخ السودان. والخلافات بين حزب المؤتمر الوطني المهيمن على الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب اللذين شكلا حكومة ائتلافية بعد توقيع اتفاق للسلام عام 2005 تهدد فرص إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد له في التاسع من كانون الثاني/ يناير. وقال ساتي إن مجموعته ستستمر وتريد اجراء مناظرة أخرى في جوبا عاصمة جنوب السودان في المرة القادمة. وقال سوركتي إنه اذا تم الضغط من أجل الوحدة فستكون وحدة سيئة ستفجر حربا من جديد. بينما قال جاكتوث إن المناظرة جاءت بعد فوات الأوان فقد سبق السيف العذل. المصدر: القدس العربي 17/9/2010