عبر مقالتين، كتب أستاذنا القدير السيّد زهرة، في عموده السياسي الرشيق والثريّ، حول فضيحة "حليمة" التي تفجّرت مؤخرا، التي لخّصها الكاتب العزيز، في قيام بوش "بشحمه ولحمه"، باستقبالها شخصيا قبل رحيله غير المأسوف عليه، من البيت الأبيض! كاتبنا القدير كتب أيضاً أنّ "حليمة" وهي من زُعم أنّها طبيبة سودانية، ألّفت كتابها "دموع في الصحراء"، يروي -وهنا الغمندة- قصص الجرائم المروّعة في دارفور! استقبال بوش المسرحي لها، تسبّب في بيع الكتاب بكميات هائلة، لكن الحقيقة لم تلبث أن خرجت إلى العيان، حيث لم تكن "حليمة" سوى ممثلة في مسرحية أمريكية هزلية قذرة، يمثّل بطولتها مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو، المتهم باغتصاب موظفة في المحكمة الدولية!! والهدف أوضح من وضوح الشمس في رابعة النهار، وهو تقسيم السودان!! في نهاية مقالة الأمس عرض الأستاذ السيّد السؤال التالي: كم حليمة في الدول العربية؟! لم أشأ أن يغادرنا ذلك السؤال من دون أن أستأذن أستاذي الفاضل بالإجابة. عبر التاريخ، لم يتمّكن الأعداء من اختراق صفوفنا، ومن انتهاك وحدتنا، إلاّ عندما نجحوا في صنع ألف "حليمة" و"حليمة"! حيثما تولّي وجهك، ستجد "حليمة" أمامك، ستجد صورتها منقوشة على جبين قرضاي في أفغانستان، وستجدها منقوشة على جبين المالكي في العراق، وقبلهم الكثير ك "مشرّف" في باكستان، كما نُقشت على الكثير من الأسلاف والأخلاف، من قبل ومن بعد! تابعنا ومازلنا نتابع "حليمة" وهي تتاجر بقضية فلسطين، وتبيعها قطعة قطعة، ولن تتعب وأنت تبحث عنها، فلكل خيانة وسقوط، ستجد العشرات من "حليمة" يا سيّدي! وإذا كنّا تعوّدنا أن نتابع "حليمة" وهي تساند فضائح وفظائع الاحتلال الأمريكي والصهيوني، في فلسطين والعراق وأفغانستان، فقد بدأنا اليوم نشاهد "حليمة"، وهي تستقوي بدول ذات نفوذ ومطامع، لتشويه سمعة البحرين في الخارج، كأشخاص وكمنظمات حقوقية، أصبحت لا يهمّها سمعة البحرين ووحدتها، حتى أعملت فيها ألف مشرط وخنجر، وباتت تتلّذذ بابتزاز الدولة، وتحريض الناس على النظام، وأهدافها في ذلك لا يخطئها ذو لب! "حليمة" يا سيّدي، هي المرادف الشرعي للجواسيس، وأصحاب الطابور الخامس، الذين يعيشون بيننا، لكنهم مستعدون لأن يبيعوا الوطن بمن فيه، بحفنة رخيصة ومعدودة من الدراهم، لأنهم أصحاب ضمائر رخيصة، لا تحرّكها نخوة ولا غيرة! قطع الله دابر كل أشباه أولئك، وحفظ الله البحرين وبلاد الإسلام من كل طامع. أين المحاسبة؟ وصلتني الحادثة التالية من مصدر موثوق، وهي تحتاج إلى تحقيق ومحاسبة. في حادثة غريبة اعتدى مرشح نيابي (نائب حالي) على أحد العاملين الآسيويين (هندي الجنسية)، بالضرب وكسرَ هاتفه النقال، لأنه حاول إزالة إحدى إعلاناته المخالفة لقوانين الإعلانات، بناء على أوامر وزارة شئون البلديات والزراعة التي أرادت تطبيق القانون، حيث علق هذا المرشح، إعلانات صغيرة الحجم داخل الأحياء السكنية، وعلى الأسوار من دون الحصول على إذن من البلدية، ولم يكتف هذا المرشح بهذا التصرف المغرور، بل تحدى أن يرفع العامل شكوى بحقه لأنه لن يستطيع أخذ حقه! "عشنا وشفنا.. وياما بنشوف"!! المصدر: اخبار الخليج 22/9/2010