(عد الى وطنك) النداء الذى أطلقته حكومة الجنوب قبل أسبوعين تناشد فيه المواطنين لجنوبيين الموجودين فى الشمال بالعودة الى الجنوب ،و ذلك نسبة لاقتراب موعد الاستفتاء على تقرير المصير مطلع العام المقبل .. النداء الذى وجد غضباً من البعض فى الخرطوم سيما أولئك الذين ينتمون الى وحدة السودان، إضافة الى ان قانون الاستفتاء منح الحق فى ان يقوم الاستفتاء فى الشمال و حددت حكومة الجنوب مبلغ 125 مليون دولار للأسرة الواحدة التى تنوي العودة للجنوب للمشاركة فى الاستفتاء..و النداء الذى جاءت حروفه تحرك مشاعر الكثيرين و فى نفس الوقت متناسياً الواقع الذي يمكن ان يجده الذى سيذهب الى الجنوب، أدي الى ان تنشط كثير من الأسر الجنوبية فى الترتيب للعودة للجنوب و بعض منها يواجه ظروفاً قاسية وذلك لعدم وجود إمكانات مالية للسفر لكثير منهم ،و قد انتعشت حركة الرحلات البرية الى الجنوب هذه الايام ، وتكدست الكثير من تلك الأسر فى المكاتب السفرية وذلك من اجل العودة الى الاقليم ،و نفس هذا الامر ينطبق على ميناء كوستي النيلي الذى تحرك بصورة كبيرة نحو الجنوب . علي الرغم من ان حكومة الجنوب أطلقت هذا النداء الا ان هناك من يري انه جاء متأخراً بعض الشئ، وان امكانية نجاحه تبدو ضعيفة لوجود أسباب يراها البعض منطقية ، خاصة لدي الذين عادوا الى الجنوب عبر برنامج العودة الطوعية فى السابق ورجعوا الى الشمال نتيجة عدم وجود الاحتياجات التى تلبي طموحاتهم فى البقاء فى الجنوب ، رغم التطمينات بتوفير كل الخدمات الأساسية ، الا ان مواطن فى مدينة جوبا قال (للأخبار) ان جوبا لا اثر فيها للنداء الذى أطلقته حكومة الجنوب قبل أسبوعين و أشار الى ان غالب الأسر فضلت البقاء فى بعض مدن الشمال وذلك لتكلفة السفر العالية ، لجهة ان الاسر تملك عدداً كبيراً من الابناء والبنات و اضاف الرجل (مظاهر العودة نسمع بها فى الشمال ولكن فى جوبا لا تجد اى شئ جديد) وذهب الى ان هنالك من يفضل البقاء فى الشمال ، لأن الاستفتاء ستكون له عواقب فى البداية حال الانفصال ، و اغلبه سيأتي الى الجنوب ، بعد ظهور نتيجة الاستفتاء وبعد فترة بعد ان تتضح الأوضاع بصورة كافية لأن الوضع الآن تلازمه الضبابية فى كل شئ و الظروف الاقتصادية ستلعب دور كبير فى عملية العودة و البقاء فى الجنوب الى حين الاستفتاء،على حد تعبيره ، مشيراً الى ان النداء الذى أطلقته حكومة الجنوب سيواجه عقبات كثيرة و ان الفشل سيكون فى نهاية مصيره ، لان الوضع الحالي لا يمكن ان يساعد على استيعاب الكثير فى المدن الجنوبية، موضحاً ان المبلغ الذى حددته حكومة الجنوب ليتم منحه لكل من يرغب فى العودة قليل جداً مقارنة بالمنصرفات التى تحتاج إليها الاسرة الواحدة التى تنوي العودة الى الجنوب ، فضلاً عن الإقامة و الطعام ويري ان اغلبهم سيستلم المبلغ ويبقي فى الشمال ، مشيراً الى ان مقابل الحديث عن العودة الطوعية الى الجنوب هناك من يغادر الجنوب الى بعض دول الجوار القريبة فى هذه الايام مثل كينيا و يوغندا ، لافتاً الى ان الاسعار للسلع الاستهلاكية فى الجنوب فى حالة ارتفاع مستمر . الا ان منسق برنامج العودة الطوعية كورماج شول قال (للأخبار) امس ان هنالك مذكرة تفاهم بين وزارتي الشئون الإنسانية الاتحادية و حكومة الجنوب بشأن عودة طوعية التى بدأت منذ العام 2005 من الجنوب الى الشمال وأشار انه فى الفترة القريبة سيكون هناك تفعيل بشأن تلك الإجراءات بعد ان تحسنت الأوضاع تدريجياً فى الجنوب، كاشفاً عن عودة حوالي اثنين مليون ونصف المليون ضمن مشروع العودة الطوعية منذ انطلاقه على الرغم من ان الطرق كانت وعرة و هنالك بعض التوترات الأمنية فى بعض المناطق ..و يري وزير شئون القانونية بحكومة الجنوب مايكل مكواي ان برلمان الجنوب اجاز الميزانية التى ستقدمها وزارة المالية للأسر التى تنوي العودة للجنوب للمشاركة فى الاستفتاء ، كما ان الوضع فى الجنوب حالياً ليس كما يتحدث عنه و العودة طوعية و ليست إلزامية و ما يزال هناك متسع من الوقت حتى يعود من يريد الى الجنوب . نقلا عن الأخبار 22/9/2010