أكد نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه إن إنفاذ عملية السلام مسئولية تتطلب المساعدة الدولية من المجتمع الدولي. وقال نائب الرئيس السوداني خلال في كلمته أمام المؤتمر الدولى حول السودان الذى دعت إليه الأممالمتحدة ، وحضره الرئيس الأمريكي باراك اوباما وعدد من رؤساء الدول والحكومات لبحث إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في موعده ، قال "سنمضى قدما في طريق السلام حتى ما بعد تنظيم الإستفتاء" ، مشيرا الي أن الاستفتاء حول مصير جنوب السودان سيعكس رغبة الجنوبيين في الوحدة. وأشار طه الي أن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل على مشارف النهاية ، مؤكداً التزام الحكومة السودانية بالوحدة والوصول لسلام شامل في السودان وفق ما تم التوقيع عليه مع الحركة الشعبية ، داعيا المجتمع الدولي لمساعدة السودان وبصورة إيجابية . ودعا طه الحركة الشعبية للالتزام من جانبها تجاه الاتفاقية ، مؤكدا أن الهدف الأساسي للاتفاقية هو تحقيق سلام دائم وشامل في شمال وجنوب السودان وفي الإقليم كله. وقال طه أن جهود مضنية تبذلها من قبل حكومة السودان للتعامل مع كل الصراعات الموجودة في الوطن علي نحو ما جرى بشرق السودان، وتطبيق ما نعقده من اتفاقيات من أجل تحسين الأمور والدفع بالتنمية وتقديم الخدمات. وطالب طه المجتمع الدولي بالمشاركة في كل ذلك على نحو إيجابي ، مشيراً الي التزام الحكومة السودانية الآن وأكثر من أي وقت مضي بما يتعلق باتفاقية السلام في دارفور ويتمثل ذلك في نبذ العنف وإيقاف عمليات إطلاق النار في كل الإقليم وتبنى طرق جديدة من أجل التعامل مع الحالة الأمنية مثلما هو في قوات الأممالمتحدة المشتركة في الإقليم التي يشارك فيها الإتحاد الإفريقي على نحو فاعل ، وأضاف "نؤمن بأن قوات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي تلعب تدورا كبيرا في الإقليم والتبشير بالسلام والتنمية". وأكد نائب الرئيس السوداني استعداد الحكومة السودانية لتنفيذ مسيرة لسلام والعمل على إنجاحها ، مشيرا الي أن الهدف الأساسي للحكومة السودانية هو التوصل الى اتفاقية تنهي عملية الصراع في كل الإقليم انطلاقاً من اتفاقيات الدوحة التي بدأت المناقشات بين الأطراف المعنية فيها. وقال نائب رئيس السوداني أن منبر الدوحة هو المنبر الوحيد للنقاش المطروح والمفاوضات المتعلقة بالأمن والسلام في دارفور، مشيرا الى أن الحكومة وضعت إستراتيجية لتحقيق السلام وفقا لمسارات ، وقال نحن نواجه الآن مسئولياتنا. وأكد طه على العمل بمثابرة لتنفيذ الاستفتاء والإيفاء ، وقال هناك الكثير من المواضيع الأخرى التي ينبغي التعامل معها فيما يتعلق بترسيم الحدود والتي من الممكن أن تكون مصدرا للقلق والتوتر مستقبلا ونحن نركز بشكل كبير على تطبيق الاتفاقية التي نعلن التزامنا الكامل بها ، وقال "لن نألوا جهدا لتطبيق التزامنا في هذا الصدد للوصول الي حل نهائي لما تنطوي عليه عملية الاستفتاء من مآلات". وقال نائب الرئيس السوداني ان بلاده ستعمل على تحويل هذه الأماني والتناديات الى واقع حقيقي ، وأضاف "لكننا لا نستطيع المضي قدما لوحدنا في هذا الطريق ولكن ينبغي المشاركة في المسئولية والتحلي بروح جديدة للدخول في مرحلة جديدة والتخلي عن الإشارات المتناقضة والاعتماد على الخطب السالبة خاصة فيما يتعلق بمحكمة الجنايات الدولية التي تعتبر مؤشر سالباً". ودعا طه ألي رفع الحظر الاقتصادي عن السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب لكي يعمل على تحقيق التنمية والسلام وقال إننا سنتعامل على نحو إيجابي مع كل ما يتعلق بالإشارات التي اشرت إليها ، مؤكدا أن السودان يدخل مرحلة حرجة. وعلي صعيد آخر أكد طه نائب الرئيس السوداني خلال لقاءه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون علي هامش قمة نيويورك ، أكد ضرورة إكمال كافة العمليات التحضيرية للإستفتاء بإعتبار أن الإستفتاء ليس هدفاً في حد ذاته ، مشيرا إلى ضرورة أن تفتضي نتائج الإستفتاء إلى الهدف الحقيقي حسبما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل. ودعا طه إلي إتاحة الإختيار الحر دون تأثير أو إملاءات لمواطني جنوب السودان ، وأضاف أنه مثلما هناك حملات للترويج لخيار الإنفصال أيضاً هناك ترويج لخيار الوحدة ولابد للحركة الشعبية أن تسمح للجميع بممارسة حملاتهم التعبوية دون مضايقات. من جانبه أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتعاون الحكومة وجهودها المبذولة في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل فضلاً عن جهودها لتسوية قضية دارفور واعدا إستمرار تعاون المنظمة الدولية مع حكومة السودان حتى يتحقق السلام في جميع ربوع السودان. وأمن كي مون علي ضرورة أن تتم عملية الإستفتاء بعد استكمال تسوية المسائل العالقة والإجراءات الخاصة بتشكيل مفوضية أبيي. وفيما يتعلق بقضية دارفور, أشاد كي مون بإستراتيجية الحكومة الجديدة بشأن معالجة الأوضاع في دارفور وشدد علي ضرورة إلحاق قادة الحركات المسلحة جميعاً بعملية المفاوضات. ومن جهة أخري وعلي هامش قمة نيويورك التقي نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ، برئيس جمهورية ملاوي ورئيس الاتحاد الإفريقي بينجو موتاريكا ، وتطرق اللقاء الى الدعم المقدر الذي ظل يقدمه الاتحاد الإفريقي لمعالجة الوضع في دارفور ودعمه المتواصل للسودان فيما يتعلق بقضية المحكمة الجنائية الدولية ورفضه القاطع لادعاءاتها. واكد رئيس الاتحاد الافريقي رئيس ملاوي استمرار دعم الاتحاد الإفريقي لحكومة السودان ، ووصف مسعى المحكمة الجنائية الدولية بانه مسعى تحركه دوافع استعمارية ولذلك ستتم مقاومته بواسطة الاتحاد الإفريقي.