فى خطابه الذي ألقاه أمام النواب الآفرو أمريكيين بالكونغرس الأمريكي قدم الفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب شكره للدكتورة سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة فى مجلس الأمن فى خطابه الذى ألقاه أمامه قائلاً: أريد ان اقدم تقديري ايضاً لأختي دكتورة سوزان رايس للعمل الضخم الذى قامت به من اجل جنوب السودان و سوف تتذكره لها الأجيال جيلاً بعد جيل. فماذا الذى فعلته الدكتور سوزان رايس لجنوب السودان بأنها علاقة مشبوهة ،و لديهم فى ذلك ما يستندون اليه منذ ان كانت المرأة الآفرو أمريكية مساعدة لوزرة الخارجية (مادلين أولبرايت) للشئون الافريقي فى عهد بيل كلنتون. الشبهة تطالها فى مساعدتها شركة دين كورب للفوز بعقد مبدئي بلغت قيمته 40 مليون دولار للقيام بمهمة تدريب الجيش الشعبي بصورة احترافية ،و العقد دفعت قيمته وزارة الخارجية الأمريكية و ليس وزارة الدفاع كما هو متعارف عليه . و ايضاً ينسب اليها مساعدتها رجل الأعمال الأمريكي فيليب هالبيرج و هو مصرفي متقاعد لشراء 400 الف فدان من الأراضي فى جنوب السودان بمبلغ لم يفصح عنه لمصلحة شركته التى تسمي (جيرش) و المساحة التى تم شراؤها هى مساحة اكبر من مساحة امارة دبي . الشبهة كانت فى تعاونها مع الحركة الشعبية من وراء حكومة الوحدة الوطنية التى هى شريكة فيها، وبعلم او دون علم الجهات السياسية التى تنتمي إليها ،و عمل معها. كانت وحدها تشكل مركز ضغط داخل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ضد حكومة الخرطوم ، فما هو الهدف الذى كانت تسعي وراءه ؟ فى لقاء نيويورك الأخير تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية عن (حوافز وعقوبات) للخرطوم فى حال تنفيذها بند الاستفتاء. سوزان رايس وحدها كانت تري ان العقوبات هى اللغة التى يجب التعامل بها مع الخرطوم ،لأن تجاربها مع نظام الخرطوم أنه نظام سياسي (قابل للضغط) ،ولم تبخل برأيها هذا على الصحافة الأمريكية. الجنرال اسكوت غرايشون المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي كتب تقاريراً مختلفة عن رؤية رايس قال في احدها( هناك تقدم فى الأوضاع الإنسانية فى دارفور ،وتقدم فى تنفيذ اتفاق السلام ، كلا التقدمين يسيران ببطء شديد.. لكنهما جديران بانتظار نتائجهما). فى جلسة مناقشة تقرير مع أوباما حدثت مشادة (علنية) بين رايس و غرايشن بشأن تقاريره المتساهلة مع الخرطوم وعدم اقتراحه مزيداً من الضغوط عليها.. حسب رأى رايس .. المشادة العلنية تلك نقلتها مجلة السياسة الخارجية الأمريكية . بعدها طفق اوباما يبحث عن وظيفة اخري لمندوبه وقالت الصحافة الأمريكية انها ربما تكون (سفيراً للولايات المتحدة فى كينيا) . وانكسر الرجل وقال فى لقاء صحفي (أنا اقبل بكل تكليف يأتي من الرئيس) ..كان جلياً ان مواقف رايس هى التى تسود. من الواضح ان رايس لا تمثل نفسها فى الإدارة الأمريكية و لا تمثل مصالح أمريكا نفسها..والا فما الذى يمثله غرايشون إذن ؟ و انما تمثل مجموعة محددة من مراكز الضغط. ولم يثبت قول رايس و تعهده القادة الحركة الشعبية ب (تسليم دولة كاملة الاستقلال فى يناير) ..لكنه ثبت قرائنياً من خلال مثابرتها. نقلا عن التيار 28/9/2010