إنها ليست المرة الأولى التي يتجه فيها باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية صوب السجادة الصوفية ظناً منه أن الطرق الصوفية ترفض المشروع الإسلامي للحكم وتقبل بالعلمانية بديلاً للإسلام، لذلك قبلها قام بزيارته المشهورة للأزرق طبية الذي دائماً ما يتخذه الساسة في السودان قبلة لهم خصوصاً الإتحاديين والشيوعيين، وعندما يقوم باقان أموم بزيارة لود بدر بأم ضواً بان وهو المعروف عنه العداء السافر وغير المبرر على الإسلام الشامل الذي يستجيب لكل متطلبات الحياة وأبرزها النظام السياسي الإسلامي أو قل حقده على الإسلام السياسي كما يحلو لبعض العلمانيين أن يرددوا من مصطلحات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يفترض باقان أموم في الشعب السوداني عموماً والطرق الصوفية خصوصاً الغباء والغفلة لدرجة أن يظهر احترام الدين للصوفية ويعلن الحرب على الإسلام في الجنوب حتى على المسلمين الذين هم من بني جلدتهم ويتحدثون بألسنتهم ومحاصرتهم ومنعهم أحياناً من أداء بعض شعائرهم إلا بشق الأنفس بل يتعدى الأمر للتضييق على الجنوبيين من أعضاء المؤتمر الوطني في عداء صريح للشمال وأهل الشمال ومن وقف معهم ولو كان جنوبياً، عندما ينحني أمام الشيخ ود بدر وأمام أبو قرون يطلب منهم الصلاة من أجل السودان وحل مشكلاته، فهل هذا يعفي الحركة الشعبية من تبعة تقصيرها في الواجبات السياسية التي عليها أن تقوم بها؟ وهل يعني باقان أن مثل هذه الزيارات قد تحول ولاء الطرق الصوفية من الولاء للسودان بمكوناته الثقافية، (الدين الإسلامي واللغة العربية والهوية الثقافية) التي هي دائماً مصدر قلق وإزعاج للحركة الشعبية ودهاقنتها أم أن الطريقة القادرية يمكن أن تنقض بيعتها لعمر البشير لتبايع سلفاكير وتترك المؤتمر الوطني أو الأحزاب الشمالية لتبايع الحركة الشعبية أم أن باقان تاب إلى الله وندم على مافات ويريد أن يلبس المرقوعة ويتدروش وفي الوقت الذي كان فيه باقان يزور أم ضواً بان كانت حركته توزع بعض المنشورات في الأسواق مستغلة حشود الناس في الأسواق لشراء حاجات العيد تحرض هذه المنشورات السودانيين ضد الحكومة ومشككة في نزاهة التسجيل للتصويت في الانتخابات، في الجانب الآخر هناك عصابات «الميقة» أو«النيقرز» وهي عبارة عن مجموعة من الجنوبيين يسيرون في مجموعات منظمة مسلحة بالسلاح الأبيض تهجم بطريقة واحدة تثير الرعب والخوف في المواطنين ثم تمارس السلب والنهب في ممتلكات المواطن من ساعات ونقود وموبايلات ثم تفر، وتكررت هذه الأحداث على طول الخرطوم وعرضها ولا رادع لهم حتى الآن.. وعندما يجلس باقان أموم إلى النيل ابو قرون مطأطئ الرأس خافض البصر والآخر ينقض غزله بيده وينكر وجوب الجهاد ويكذب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم في تبوك ومؤتة وفتح مكة ثم الفتوحات الإسلامية كلها التي خرج المسلمون فيها من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض الله الواسعة يدكون حصون الشرك والكفر وينشرون الهدى والنور في ربوع المعمورة لا لمغانم وإنما لإعلاء كلمة الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور. وباقان حاسر الرأس يتبسم من حديث النيل أبو قرون الذي صادف هواه في إبطال جهاد الطلب ثم يتعامل أبو قرون مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم بعقله ومزاجه ويقول لا يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قال مثل هذا الحديث ولا يشير إلى صحته وسنده ومتنه وإنما بالأهواء والحديث صحيح من مسلم وغيره وهو مشهور عند المسلمين واحتج به عمر بن الخطاب على أبي بكر في قتال مانعي الزكاة باعتبارهم يقولون لا إله إلا اللَّه، واحتج أبو بكر على عمر بأن الزكاة حق المال رضي اللَّه عن الجميع، والذي يجب أن يعرفه باقان أموم أن أقوال النيل أبو قرون لا تجد في نفس الشعب السوداني القبول بل عندهم النيل أبو قرون متهم وله سابقة في انتقاص أعظم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهم، وتمت استتابته وأعلن رجوعه عن ذلك... أبو بكر الذي قمع التمرد وأرسل جيش أسامة بن زيد تنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم وعمر الذي غزا بلاد فارس وأطفأ نار المجوس، فالنيل مشكوك في توجهه مع الرجل، وقد شارك مع الأستاذة بدرية سليمان في صياغة القوانين الجنائية الإسلامية في عام «3891م» والتي يسميها العلمانيون قوانين سبتمبر زوراً وبهتاناً حتى لا تحظى باحترام الشعب السوداني المسلم وتآمروا عليها لإسقاطها حتى قال الصادق المهدي إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، والمهم في الأمر أن فرحة باقان أموم بحديث النيل أبو قرون في غير مكانها، والمطلوب من الطرق الصوفية أن تحدد موقفها من حديث النيل أبو قرون في الجهاد والغزو ومن الحركة الشعبية وممارساتها. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 2/12/2009م