مع دنو الاوقات المفصلية والعصيبة من تاريخ السودان باجراء الاستحقاق المصيري لجنوب السودان يعمد البعض الى الجنوح استخدام لغة الاشعاعات ومحاولات الضغط التي لن تأتي الا بنتيجة عكسية تؤكد بؤس صنيع القائمين بامرها ويوضح قصر النظر ويمثل الرهان الخاسر والمجمتع الدولي في مقررات قمة نيويورك حول السودان يريد حث الاطراف لتفادي أي توترات قادمة وجعل الاستفتاء القائم حرا وشفافا ومقبول النتائج وان حدث الانفصال ان يكون طوعا ودون تهديد (سلسا) وان يبقى الحوار اخويا لا عدائيا .. المجمتع الدولي لم يف بالتزاماته نحو السلام واعادة ازالة اثار الحرب وهناك مراحل من الخذلان وهي السمة الغالبة منذ ازمة الجفاف والتصحر عام 1984 والتي تزامنت مع التدهور للعملة السودانية وهجرة رؤوس الاموال والاستثمارات والهجرة الجماعية الاغتراب في دول الخليج والسعودية والهجرة من الريف الى المدن الرئيسية وظل السودان يعيش فصولا من المعاناة منذ ذلك الوقت حيث انتشرت المعاناة والندرة للسلع الضرورية والصفوف الطويلة للحصول على الخبز والوقود وخلال الفترة الحزبية زادت الاوضاع سوءا خاصة بعد المجاعة والفيضانات عام 1988م حيث تفجرت ثورة الانقاذ والتي كانت صريحة بخصوص المعالجات والجرعات للخروج من الازمة الاقتصادية وقد اولت الحكومة الاهتمام الخاص للوضع الاقتصادي بالتركيز على استخراج وتصدير النفط عام 1999م عبر انبوب يبلغ طوله (1161) كيلومترا من الجنوب حيث الانتاج الى نقطة التصدير ببوتسودان وقد ساهم النفط كثيرا في تخفيف وارساء دعائم الاستقرار وازالة اثار الحرب في الشمال والجنوب وبتنفيذ اكثر من (250) مشروع تنموي كبيرة في انحاء متفرقة في البلاد وقد استطاع السودان الذي ظل قابعا طوال السنوات الماضية في (ذيلية) الدول الفاشلة والفقيرة في العالم وتحسن بكل المعايير رغم التصنيفات بانه الافشل على الاطلاق وليس الاسوأ لكن المجمتع الدولي ظل يعمل لاضعاف السودان حتى يتدخل حسب الاجندة الخاصة بالتكشيك في قدرة الدولة على القيام بواجباتها وانها فقدت السيطرة على الاطراف .. ساد اعتقاد اثناء المفاوضات التي افضت لتوقيع اتفاقية السلام 2005 بان المجمتع الدولي سوف يقوم بدوره في تثبيت الاستقرار والاسهام في الخدمات الا ان ماحدث هو ارسال 40 الف جندي للسودان لايملك القدرة على الفصل بين الخصوم او اخماد نيران ازمة و يعمل الان في الساحة العالمية لتهيئة الاجواء لازمة داخلية بدلا من قيادة حوار لازالة الشوائب والتوترات بين الشمال والجنوب في الملفات الشائكة ولقد سبق وان ذكرنا بان الاممالمتحدة لن يكون لها دور فاعل في السودان طالما فشلت خلال الفترة الانتقالية الايفاء بالالتزامات لن نستطيع فعل شئ لانقاذ الاوضاع اذا انفجرت (لاقدر الله) ويجب على الذين يراهنون على المساندة الدولية مراجعة انفسهم والانكفاء على الحلول الداخلية وتحمل المسئولية الوطنية وترك اساليب الفرقة والمخاشنة .. وقد بدأت الازمة الاقتصادية تطل برأسها من خلال الارتفاع المتسرع للعملة الوطنية امام العملات الاجنبية بسبب القلق الذي ساد الاوساط السياسية والاقتصادية وانتشار المخاوف باندلاع العنف وتباعد الوضع في المواقف وانهيار الاقتصاد السوداني مرتبط بنتائج الاحداث الجارية ان لم يحدث التوافق واختراق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في القضايا الخلافية في الامور الحيوية مثل تقسيم عائدات النفط المنتج في الجنوب والحدود .. ندعو الى ضرورة السعي منذ الان في حوار جاد من اجل امتصاص الصدمة وتعديل السلوك والنوايا بما يقود ويصون التداخل الانساني والتساكن وتبادل المنافع والمصالح المشتركة وحفظ الانجازات الاقتصادية وتفادي الازمة الاقتصادية في الشمال والجنوب معا ولن يستطيع المجمتع الدولي ايقاف الفوضى بالتأكيد . نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 3/10/2010م