حذر نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه امس، من ان الاستفتاء حول مصير منطقة ابيي النفطية في وسط السودان والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب، لن يحصل من دون اتفاق سياسي مسبق بين طرفي الحرب الاهلية السابقين. وقال طه في مؤتمر صحافي في الخرطوم «لن يكون ممكنا تنظيم الاستفتاء في ابيي من دون اتفاق سياسي حول الرهانات التي لا تزال بحاجة الى تسوية». من جهة اخرى، أكد طه، الذي زار مقر الاممالمتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي، انه يمكن تنظيم الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان في الموعد المحدد على الرغم من الخلافات السياسية بين الشماليين والجنوبيين والتأخير اللوجستي المتكرر. إلى ذلك اعلن المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن وجود اجندة خارجية تعمل على تفتيت السودان، واوضح ان السودان الجديد الذي يتحدث عنه البعض بعد الانفصال لن يتحقق في الحلم، داعيا الجنوبيين بالشمال والجنوب للتصويت لصالح الوحدة. وقال أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي ان الشمال سيحفظ الحقوق الكاملة لأبناء الجنوب في حال تصويت الجنوبيين للانفصال وذلك حتى يتم ترتيب أوضاعهم مطالبا الحركة الشعبية لمعاملة الشماليين بالمثل. واضاف ان حديث الحركة الشعبية للجنوبيين بالشمال بأنهم سيتمتعون بكامل الحقوق والمواطنة حتى في حالة تصويتهم للانفصال مجاف للواقع والمنطق ورحب بالحديث عن الحريات الاربع بين الدولتين الجارتين مطالبا بالواقعية في ترسيم الحدود والعمل على بناء علاقة حميمة بين الشمال والجنوب ، ودعا الاحزاب الشمالية الى موقف وطني واضح حول قضية السودان . واكد المهدي هناك اجندة خارجية تعمل على تفتيت السودان وتقسيمه. اننا ندعو للوحدة لحفظ السودان موحدا كما ورثناه»، مشيرا الى ان السودان الجديد الذي يتحدث عنه البعض بعد الانفصال لن يتحقق في الحلم ان الانقاذ بذلت اكثر من غيرها من الحكومات للحفاظ على وحدة السودان» مؤكدا ان الاتفاقية الشاملة جاءت بغرض اقناع الجنوبيين بأن سودان اليوم افضل من السودان السابق. الى ذلك، اعلن الحزب الحاكم في بيان عن أمله فى أن ينجح اجتماع شريكي اتفاق السلام الشامل حول منطقة «ابيي»، الذي تستضيفه أديس أبابا برعاية أميركية، في إيجاد التفاهم وتحقيق سلام عادل لأهل المنطقة وألا يكون على حسابهم. ودعا إلى إزالة ما وصفه بالكثير من المظالم التي وقعت على قبائل «المسيرية» وممارسات لجنة ابيي. في الاثناء، يجري ائتلاف متمردي اتحاد قوى المقاومة التشادية «محادثات» منذ عشرة ايام مع السلطات السودانية تتناول موضوع «وجوده المسلح على الاراضي» السودانية، وقال الناطق باسم الائتلاف عبد الرحمن كلام الله « اننا نجري محادثات مكثفة منذ عشرة ايام مع السودانيين»، مشيرا الى ان الائتلاف يضم ثماني مجموعات متمردة. واضاف المتحدث في اتصال هاتفي من ليبرفيل ان « طرحوا مشكلة وجودنا المسلح على الاراضي السودانية منذ عودة الدفء الى العلاقات بين تشاد والسودان، قائلا لن نعارض تحسين العلاقات بين البلدين. وطالب ائتلاف المتمردين في بيان اصدره امس جميع مناصريه بالحفاظ على هدوئهم بانتظار حل مقبول لجميع الاطراف.