فى الوقت الذى تستضيف فيه العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) اجتماعات الشريكين حول مستقبل أبيي، رشحت تقارير صحفية أن مجموعة من نجوم السينما الأمريكية خاصة (الهوليوود) حطت رحالها في المنطقة في زيارة استغرقت يوما واحدا، وسط مخاوف من استغلال الموقف الذى مرت به المنطقة فى العام 2008 على خلفية الاشتباكات التى وقعت بين الحركة الشعبية والمسيرية. وتشير المتابعات إلى أن وفد المؤتمر الوطني الذى سيقود المفاوضات يضم الدرديري محمد أحمد، يضم في عضويته سيد الخطيب والفريق أول صلاح عبدالله «قوش» مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية وإدريس محمد عبد القادر وحسب الرسول عامر ومهدي بابو نمر. فيما يقود وفد الحركة الشعبية كل من دينق ألور وكوال دينج مجوك وعدد من القيادات الجنوبية الأخرى، يشارك في المباحثات بجانب شريكي نيفاشا، المبعوث الأمريكي سكوت غرايشون، ومراقبون من الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية. وضم الوفد الأمريكي من نجوم هوليوود جورج كلوني وهو منتج وصاحب برنامج المشاهير «هيد لاين» بجانب الممثلة آن، والممثل جون أنتقن. وقال القيادي بالقبيلة، محمد عمر الأنصاري، إن وفدا من زعماء العشائر وأمراء المسيرية توجه بالفعل إلى أديس للحاق بوفد المؤتمر الوطني في محادثات الشريكين حول أبيي، وأشار إلى أن الوفد يتكون من ستة أشخاص برئاسة الأمير مختار بابو نمر. وذكر الأنصاري أن الوفد يحمل رسالتين، الأولى محددة للمحادثات تؤكد أن المسيرية مع مبدأ التعايش السلمي والحوار مع الدينكا نقوك بعيدا عن الحركة الشعبية، وأشار إلى أن الرسالة الثانية تحمل موافقة مشروطة من المسيرية على إجراء استفتاء لأبيي نزولا عند رغبة الدينكا نقوك، على أن يشرك المسيرية فيه إلى جانب الآخرين القاطنين في المنطقة، وأكد أن مرجعيتهم لذلك الشرط بروتوكول أبيي وممارستهم حاليا لحق إدارة أبيي مع الدينكا نقوك وتمثيلهم في حكومة المنطقة. وانتقد الأنصاري، حزمة المساعدات الأمريكية التي طرحت لصالح المسيرية على المؤتمر الوطني بنيويورك، وقال إنها خصصت لأبقار المسيرية وليست للبشر، وتساءل (أين حق المواطنة للمسيرية؟). وكان قرار احالة مشكلة أبيي للتحكيم الدولي في الاجتماع المشترك الذى ضم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في 8 يونيو من عام 2008، انتهى بما عرف ب"خارطة طريق أبيي"، حملت ثلاثة بنود أساسية هي: ترتيبات أمنية، وعودة النازحين، والترتيبات المؤقتة لإدارة المنطقة وترتيبات الحل النهائي. وتم تشكيل هيئة التحكيم الخاصة بأبيي بقرار من المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي لتقرر ما إذا كانت لجنة ترسيم الحدود في أبيي التي وضعت الحدود الحالية قد تخطت التفويض الممنوح لها. واعتبرت قبيلة المسيرية أن قرار لاهاي غير منصف حيث اقتطع جزءا كبيرا من أراضيها لصالح دينكا نقوك. وتبدأ الباحثة الأستاذة ناهد هلال حديثها ل(الرائد) مقدمة فذلكة تاريخية عن المنطقة قائلة، إن منطقة أبيى تحتل الجزء الشمالي الجنوبي من ولاية جنوب كردفان بعد أن أعيد التقسيم الإداري لولاية غرب كردفان، حيث أصبحت المحافظات الشمالية تابعة لولاية شمال كردفان وتم دمج محافظة أبيي، كيلك، الدبيب، السلام، لقاوة فى ولاية جنوب كردفان. تتبع المنطقة جيولوجياً للسلسلة المعروفة جغرافياً بأم روابة ذات الأهمية المتمثلة في توفير المياه الجوفية، إضافة للجريان السطحي الموسمي متمثل في الرقبة الزرقا وأم بيورو وبحر العرب الذى يمثل اطولها واكثرها جرياناً مما يجعله مصدراً رئيساً للمياه السطحية التي تعول الإنسان والحيوان فى المنطقة خاصة خلال الصيف. وقالت هلال ازدادت المنطقة أهمية بوجود حقول البترول ما ادى لوجود التنافس الأمريكي على المنطقة والمنظمات الكنسية الغربية التى تسعى لتصعيد الصراع بين المسيرية والدينكا على أساس عرقي وديني بغض النظر عن من هو المالك الحقيقي للمنطقة، إذ يعتبر البترول أحد أهم أسس الصراع الحديث بين اطراف حكومة السودان "حكومة الشمال" وحكومة الجنوب من جهة ومصدر آخر للتنافس الدولي خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترى ايلولة السبق فى اكتشاف البترول في السودان، حينما بدأت شركة شفرون الأمريكية التنقيب عن اكتشاف النفط في هذه المنطقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي. وتحد هذه المنطقة من الناحية الشرقية بولاية الوحدة وجنوباً بولاية شمال بحر الغزال وغرباً بولاية جنوب دارفور، فتبدو المنطقة اشبه بمثلث يلمس ثلاث ولايات تحف حقول النفط فى هذا الجزء من السودان. ويتبع هذا التدرج تدرجا طبوغرافيا وسكانيا، حيث يسكن في الجزء الشمالي عدد كبير من القبائل مثل عرب المسيرية الحمر العجايرة الذين يتوغلون الى الجنوب، ويمثل عرب المسيرية الحمر والدينكا الغالبية العظمى لسكان المنطقة. يوجد في منطقة أبيي خليط من السكان حيث يقطن في الجزء الشمالي في منطقة المجلد والميرم والدبب قبيلة المسيرية الحمر، إذ تتكون جغرافياً من أراضي السافنا الغنية نسبياً والمستنقعات فى الجنوب، وكان لهذا الموقع تأثيراً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً على تعامل المسيرية الحمر مع معطيات موقعهم البيئي ومن هذه التأثيرات اتخاذهم اساليب بقاء مختلفة فيها الحياة الرعوية والزراعية وأشارت إلى أن المسيرية الحمر تميزوا بأن لديهم معرفة متقدمة بالحكمة والواقعية السياسية والاجتماعية والثقافية فى التعايش مع جيرانهم من الجنوب وهم الدينكا، حيث نظمت قبيلة المسيرية بكل مرونة المعاهدات القبلية وحقوق الرعي والزراعة وفض النزاعات مع كل الكيانات القبلية التى تداخلت معها. ويطالب عدد من أعيان المسيرية بضرورة توطين الحل في الداخل باعتبار أنه يحفظ حقوق الجميع في الحياة والتعايش السلمي القائم على تبادل المنافع. فى الوقت الذى تستضيف فيه العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) اجتماعات الشريكين حول مستقبل أبيي، رشحت تقارير صحفية أن مجموعة من نجوم السينما الأمريكية خاصة (الهوليوود) حطت رحالها في المنطقة في زيارة استغرقت يوما واحدا، وسط مخاوف من استغلال الموقف الذى مرت به المنطقة فى العام 2008 على خلفية الاشتباكات التى وقعت بين الحركة الشعبية والمسيرية. وتشير المتابعات إلى أن وفد المؤتمر الوطني الذى سيقود المفاوضات يضم الدرديري محمد أحمد، يضم في عضويته سيد الخطيب والفريق أول صلاح عبدالله «قوش» مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية وإدريس محمد عبد القادر وحسب الرسول عامر ومهدي بابو نمر. فيما يقود وفد الحركة الشعبية كل من دينق ألور وكوال دينج مجوك وعدد من القيادات الجنوبية الأخرى، يشارك في المباحثات بجانب شريكي نيفاشا، المبعوث الأمريكي سكوت غرايشون، ومراقبون من الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية. وضم الوفد الأمريكي من نجوم هوليوود جورج كلوني وهو منتج وصاحب برنامج المشاهير «هيد لاين» بجانب الممثلة آن، والممثل جون أنتقن. وقال القيادي بالقبيلة، محمد عمر الأنصاري، إن وفدا من زعماء العشائر وأمراء المسيرية توجه بالفعل إلى أديس للحاق بوفد المؤتمر الوطني في محادثات الشريكين حول أبيي، وأشار إلى أن الوفد يتكون من ستة أشخاص برئاسة الأمير مختار بابو نمر. وذكر الأنصاري أن الوفد يحمل رسالتين، الأولى محددة للمحادثات تؤكد أن المسيرية مع مبدأ التعايش السلمي والحوار مع الدينكا نقوك بعيدا عن الحركة الشعبية، وأشار إلى أن الرسالة الثانية تحمل موافقة مشروطة من المسيرية على إجراء استفتاء لأبيي نزولا عند رغبة الدينكا نقوك، على أن يشرك المسيرية فيه إلى جانب الآخرين القاطنين في المنطقة، وأكد أن مرجعيتهم لذلك الشرط بروتوكول أبيي وممارستهم حاليا لحق إدارة أبيي مع الدينكا نقوك وتمثيلهم في حكومة المنطقة. وانتقد الأنصاري، حزمة المساعدات الأمريكية التي طرحت لصالح المسيرية على المؤتمر الوطني بنيويورك، وقال إنها خصصت لأبقار المسيرية وليست للبشر، وتساءل (أين حق المواطنة للمسيرية؟). وكان قرار احالة مشكلة أبيي للتحكيم الدولي في الاجتماع المشترك الذى ضم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في 8 يونيو من عام 2008، انتهى بما عرف ب"خارطة طريق أبيي"، حملت ثلاثة بنود أساسية هي: ترتيبات أمنية، وعودة النازحين، والترتيبات المؤقتة لإدارة المنطقة وترتيبات الحل النهائي. وتم تشكيل هيئة التحكيم الخاصة بأبيي بقرار من المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي لتقرر ما إذا كانت لجنة ترسيم الحدود في أبيي التي وضعت الحدود الحالية قد تخطت التفويض الممنوح لها. واعتبرت قبيلة المسيرية أن قرار لاهاي غير منصف حيث اقتطع جزءا كبيرا من أراضيها لصالح دينكا نقوك. وتبدأ الباحثة الأستاذة ناهد هلال حديثها ل(الرائد) مقدمة فذلكة تاريخية عن المنطقة قائلة، إن منطقة أبيى تحتل الجزء الشمالي الجنوبي من ولاية جنوب كردفان بعد أن أعيد التقسيم الإداري لولاية غرب كردفان، حيث أصبحت المحافظات الشمالية تابعة لولاية شمال كردفان وتم دمج محافظة أبيي، كيلك، الدبيب، السلام، لقاوة فى ولاية جنوب كردفان. تتبع المنطقة جيولوجياً للسلسلة المعروفة جغرافياً بأم روابة ذات الأهمية المتمثلة في توفير المياه الجوفية، إضافة للجريان السطحي الموسمي متمثل في الرقبة الزرقا وأم بيورو وبحر العرب الذى يمثل اطولها واكثرها جرياناً مما يجعله مصدراً رئيساً للمياه السطحية التي تعول الإنسان والحيوان فى المنطقة خاصة خلال الصيف. وقالت هلال ازدادت المنطقة أهمية بوجود حقول البترول ما ادى لوجود التنافس الأمريكي على المنطقة والمنظمات الكنسية الغربية التى تسعى لتصعيد الصراع بين المسيرية والدينكا على أساس عرقي وديني بغض النظر عن من هو المالك الحقيقي للمنطقة، إذ يعتبر البترول أحد أهم أسس الصراع الحديث بين اطراف حكومة السودان "حكومة الشمال" وحكومة الجنوب من جهة ومصدر آخر للتنافس الدولي خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترى ايلولة السبق فى اكتشاف البترول في السودان، حينما بدأت شركة شفرون الأمريكية التنقيب عن اكتشاف النفط في هذه المنطقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي. وتحد هذه المنطقة من الناحية الشرقية بولاية الوحدة وجنوباً بولاية شمال بحر الغزال وغرباً بولاية جنوب دارفور، فتبدو المنطقة اشبه بمثلث يلمس ثلاث ولايات تحف حقول النفط فى هذا الجزء من السودان. ويتبع هذا التدرج تدرجا طبوغرافيا وسكانيا، حيث يسكن في الجزء الشمالي عدد كبير من القبائل مثل عرب المسيرية الحمر العجايرة الذين يتوغلون الى الجنوب، ويمثل عرب المسيرية الحمر والدينكا الغالبية العظمى لسكان المنطقة. يوجد في منطقة أبيي خليط من السكان حيث يقطن في الجزء الشمالي في منطقة المجلد والميرم والدبب قبيلة المسيرية الحمر، إذ تتكون جغرافياً من أراضي السافنا الغنية نسبياً والمستنقعات فى الجنوب، وكان لهذا الموقع تأثيراً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً على تعامل المسيرية الحمر مع معطيات موقعهم البيئي ومن هذه التأثيرات اتخاذهم اساليب بقاء مختلفة فيها الحياة الرعوية والزراعية وأشارت إلى أن المسيرية الحمر تميزوا بأن لديهم معرفة متقدمة بالحكمة والواقعية السياسية والاجتماعية والثقافية فى التعايش مع جيرانهم من الجنوب وهم الدينكا، حيث نظمت قبيلة المسيرية بكل مرونة المعاهدات القبلية وحقوق الرعي والزراعة وفض النزاعات مع كل الكيانات القبلية التى تداخلت معها. ويطالب عدد من أعيان المسيرية بضرورة توطين الحل في الداخل باعتبار أنه يحفظ حقوق الجميع في الحياة والتعايش السلمي القائم على تبادل المنافع. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 6/10/2010م