والساخر الضجور تشرشل يقول عن أمريكا.. أمريكا تفعل ما هو صواب حتماً لكن بعد ان تفعل كل ما هو خطأ في الكون!! ..والصوت الشعبي المنفعل المتخبط الآن في المسألة الجنوبية = والذي جعلوه يلتقم كذبة ان الانفصال كارثة = يقول ان الوطني كان عليه ان..!! وان..!! ومدهش ان الصوت الصارخ هذا يتوقف عند كلمة «أن» ويظل يدير عينيه بحثاً عن شيء يقوله.. «كل.. كل..كل» ما يمكن أن يخطر ببال أحد.. «اشراك العالم» لكن الوجه المنفعل يلتفت فيجد حشود الأممالمتحدة» في دارفور والخرطوم وجوبا ومجلس الأمن والجامعة العربية والافريقية والاسلامية وتلفزيونات العالم و.. »في اديس ابابا وفد الحركة وافق على اقتراح ثم عاد ونقضه بعد عشرين دقيقة في تقدم ممتاز للمهارات».. «3» الدولة لم يكن ما يسوقها الى اللهاث في بلاد العالم هو جهلها بهذا.. بل ما يسوقها هو معرفتها لهذا بالذات.. والانقاذ ان هي قالت بكل لسان ان العالم لا يرضيه الا هدم السودان لم يصدقها احد من السودانيين.. والدولة تعرف ان الوجه الساخط سوف يظل يقول.. لو ان الدولة فعلت كذا.. لو ان الدولة فعلت كذا..! الدولة فعلت..!! والسودان الآن يفهم تماماً..!! والمخطط الأجنبي يفاجأ باسوأ ما يمكن ان يفسد الآن لعبته هذه.. والعالم يفاجأ بالمجتمع السوداني يفهم ويوقن.. ثم ينقل الفهم هذا الى التعامل.. وكلام كمال عبيد كان بداية.. وبرونك قال لأمريكا «السودان تقوده مجموعة ذكية جداً وتعرف العالم جداً ومتعصبة جداً.. وخطرة جداً».. «جراحة» تعصر الرمل وبين المداهن. «الدين الكريم» نذكرهم بأن أبا بكر الصديق «أكرم لسان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم» هو الذي اشتهر عنه أنه في لحظة الحرب والمغاضبة يقول لممثل قريش ما يسكته. «حقيقة» التجمع وأهله وما يريد. «الذكاء» هذا يقف عند اليهود وحدهم، بل صحف مصرية أخذت تصرخ بالقول هذا ذاته. نحن والقراء نود الاشارة هنا اننا نتقل بهاتفنا من شركة زين الي سوداني والرقم في الايام القادمة وشكرا علي التعاون. الصارخون بريد آخر الليل أستاذ أنت والكرام الذين اتصلوا يستفسرون عن استخدامنا للفظ عاهر في حديث الأمس.. ٭ ونعجب ٭ فنحن = ونحن نكتب منذ ربع قرن = نميز تماماً مواقع الألفاظ ومتى وأين وكيف يستخدم كل لفظ. ٭ والذين صرخوا فزعين من اللفظ المستخدم بدعوى أنه يؤذي صغارهم قلنا: ٭ من يعيش في مثل أيامنا هذه ما يحمى صغاره هو استخدام للألفاظ يصبح تطعيماً ضد ما هو أسوأ. ٭ والعري والبذاء هما الهوان الذي يتنفسه زماننا هذا في شاشة وإذاعة ومطبوعة. ٭ من صرخ مفزوعاً من الاستخدام السياسي للفظ قلنا كنا بين استخدام لفظ يهدد التجمع للسنوات العشر القادمات.. وبين مراعاة عدم جرح المشاعر الرقيقة للناس. والخيار كان بين ((جراحة)) تعصر الرمل وبين المداهن. * والكلمة نستخدمها نصف بها حقيقة من يسعون ليحكموا رقاب اطفالنا النظيفين هؤلاء فكان لا بد منها. * ومن يفزعون باسم ((الدين الكريم)) نذكرهم بأن أبا بكر الصديق ((أكرم لسان بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم)) هو الذي اشتهر عنه انه لحظة الحرب والمغاضبة يقول لممثل قريش ما يسكته. * ومن يزعمون أنه كان من الممكن استخدام لفظ آخر .. نحدثهم أن بعض اللفظ لا يمكن استبداله. * وأن اللفظ هذا أن هو استبدل بشيء سقط التعبير كله. * وأن نحن فعلنا عبرت عيون القراء على الجملة ثم نسيانها، بينما استخدامنا للفظ هذا يجعل الناس يلتفتون بهذا العنف. * يلتفتون ل (حقيقة) التجمع وأهله وما يريد. * وهل نريد من الكتابة الا هذا؟ أما ما يصيبنا فنحن فيه أمام رجلين. * رجل يعلم .. فهذا قد كفانا أمره. * وآخر لا يعرف .. ويصرخ بغير علم .. ونحن قد اعتدنا علي تجاهل هذا. * وأيام حرب 1956م، لما كان الأخوان المسلمون يفعلون باليهود الأفاعيل، فوجئت سرية من الأخوان بفتيات يهوديات يخرجن عليهم عاريات وهن يطلقن النار. * وكان الظن هو أن هؤلاء البلهاء = الأخوان = سوف يغضون أبصارهم حين يرون العاريات وهكذا قتلهم. * ولم يكن ((الذكاء)) هذا يقف عند اليهود وحدهم، بل صحف مصرية أخذت تصرخ بالقول هذا ذاته. * ويبدو أن البله بورث. * لكن الأخوان يمئذ الذين يعرفون الدين جيداً أرسلوا اليهوديات الى جهنم. * وخلاص.. * والمصطرخون اليوم يريدون ما = بحكم الدين = أن نغض أبصارنا ولا نستخدم مثل اللفظ ذاته.