الدوحة-فيصل حضرة-الخرطوم-فتحي العرضي-القاهرة-محمد جمال عرفة-وكالات: أكد مجلس الأمن الدولي دعمه الكامل للجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل شامل وجامع للنزاع في إقليم دارفور، وإذ يأخذ بعين الاعتبار اتفاق السلام هناك، والحاجة إلى إتمام العملية السياسية، وإنهاء أعمال العنف والتجاوزات في دارفور. وأكد ضرورة التوصل لحل سياسي دائم في دارفور وإلى استتباب الأمن فيها، وإذ يحث جميع الأطراف التي تمعن في إحجامها عن الانخراط في عملية السلام على الانضمام إلى مفاوضات الدوحة دون شروط مسبقة أو مزيد من التأخير. وأشاد بجهود العملية المختلطة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور، وكبير الوسطاء المشترك بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وفريق التنفيذ الرفيع المستوى التابع للاتحاد الإفريقي المعنى بالسودان وقادة المنطقة. كما رحب بتحسن التعاون بين العملية المختلطة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور وفريق الخبراء وتبادل المعلومات فيما بينهما. وأقر مجلس الأمن بأن الوضع في السودان لا يزال يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين في المنطقة. من ناحية أخرى أقر مجلس الأمن تمديد ولاية فريق لجنة الخبراء بشأن السودان لمدة عام كامل. ورحبت واشنطن بقرار تمديد عمل اللجنة التي تشكلت عام 2005 بموجب القرار 1591. وجددت الحكومة السودانية التزامها بأهمية أن يكون منبر الدوحة هو المنبر الوحيد لحل أزمة دارفور، ولن يكون هناك أي منبر آخر في أي دولة من الدول. وألمح وزير الدولة بوزارة الخارجية كمال حسن إلى ما أسماه بالضغوط التي تمارس على رافضي السلام بدارفور ورؤساء الحركات المسلحة، مبيناً أن الإستراتيجية الجديدة للحل بدارفور ستتجاوز كل من لا يعمل على استكمال السلام لدارفور وهي إستراتيجية أمنت عليها كافة دول الجوار. وأضاف: "نعم هناك ضغوط مع عبد الواحد وخليل، وإن لم يستجيبوا فلن ترهن الحكومة إحلال السلام بأشخاص وسيتم تجاوزهما". وفي الدوحة، عزلت حركة التحرير والعدالة نائب الرئيس للشؤون السياسية محجوب حسين من منصبه، وتجري الحركة مشاورات داخل مؤسساتها لاختيار من يخلفه. وقالت مصادر مطلعة إن الإعفاء جاء لتجاوز محجوب حسين للخط العام للحركة والمؤسسية، وبرؤية الحركة تجاه مفاوضات سلام دارفور في الدوحة، أوضحت المصادر أن القرار أصدرته لجنة تحقيق داخلية الأسبوع الأول من أكتوبر وأدانته لإدلائه بتصريحات سالبة شكك فيها بوحدة الحركة وتنبأ بانشقاقات مزعومة فضلا عن اتصالات أجراها مع أطراف أخرى دون علم الحركة بحثا عن مكاسب شخصية. وأوضحت المصادر أن قرار لجنة التحقيق جاء "حفاظا على وحدة الحركة وحرصا على الانضباط" هذا وقد غادر حسين الدوحة إلى لندن بعد يوم من مغادرة المبعوث الليبي محمد غرس الله. من جانبه، نفى أحمد البدوي إسماعيل رئيس مجلس التحرير الثوري ما تردد بإعفاء المجلس رئيس الحركة دكتور تجاني سيسي من منصبه عليه وقال: "ما نسب إلي ليس صحيحا وأنا الآن بجوبا فكيف يتثنى لي عقد جلسة للمجلس من دون أعضاء؟" وأكد أن حركة التحرير والعدالة تمثل وحدة أبناء دارفور ونتاج عن مخاض عسير لا يمكن التلاعب بها. ووجه إسماعيل نائبه لعقد اجتماع طارئ لمناقشة ما نسب إلى المجلس من أخبار مدسوسة. من جانبه، التقى المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري نظيره السوداني الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين الذي يزور القاهرة حاليا. وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع بالمنطقة والمتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين البلدين. وأكد الدكتور ربيع عبد العاطي، مستشار وزير الإعلام السوداني والقيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن الخرطوم لا تخطط لأي حرب مع الجنوب، في حالة الانفصال، بيد أنه قال إنها "لو فرضت علينا سنخوضها"، مشدداً على رفض الحكومة إجراء الاستفتاء ما لم يتم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وضمان أن يكون الاستفتاء حقيقياً ونزيهاً. وقال: "لو جاء يوم التاسع من يناير المقبل ولم يجر الاستفتاء؛ فلن تقوم القيامة".