أعرب أسكوت غرايشون المبعوث الأمريكي للسودان عن شكره للجهود التي تبذلها الحكومة القطرية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في دارفور. وطالب غرايشون المجتمع الدولي بالضغط على زعيمي حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان – الأم – "خليل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور" لينضما إلى مفاوضات الدوحة، وتساءل غرايشون قائلا: "المتمردون يحاربون من أجل التفاوض معهم والحكومة تريد التفاوض معهم الآن فلماذا يقاتلون إذاً؟". ودعا غرايشون إلى وقف إطلاق النار في دارفور لتمهيد الطريق من أجل الوصول إلى اتفاق سلمي. جاء حديث غرايشون خلال لقاء مع الجالية السودانية في ولاية فرجينيا الأمريكية. وقال في حديثه: "أشعر بالخجل لنفسي وللمجتمع الدولي كذلك لأننا لم ننجز الكثير من القضايا وحرب دارفور أكملت سبع سنوات ولم نتوصل إلى حل لها.. هذا كثير". وأقر المبعوث الأمريكي في حديثه والذي أورده من واشنطن موقع "نيوميديانايل" بوجود خلافات بينه وبين سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. وقال: "أنا وسوزان رايس نختلف حول التكتيك الذي يجب اتباعه تجاه السودان ولكننا متحدان حول الهدف". وأكد غرايشون عدم جدوى العقوبات في مواجهة الخرطوم. وضرب مثالاً قائلا: "حظرت بطاقات الائتمان على قادة المؤتمر الوطني، فحملوا أموالهم في حقائب". وأوضح غرايشون أن هناك قانون سلام يقوم بمناقشته نواب الكونغرس.وكشف المبعوث الأمريكي للسودان عن الأسباب التي أدت لفشل مفاوضات أديس أبابا بشأن أبيي مطلع الشهر الجاري قائلا: "فشلت هذه المفاوضات لأننا ركزنا على قضية واحدة وهي أبيي، وطرفا الاتفاقية استخدماها كورقة مساومة.. لذلك قررنا مناقشة مجمل القضايا العالقة في أديس أبابا نهاية الشهر الجاري واستبعد غرايشون وقوع حرب ما بين الشمال والجنوب في الفترة القادمة. وقال: "الشمال لن يذهب للحرب لأن الجنوب ودارفور وجبال النوبة وشرق السودان سيتحدون ضده. والجنوب لن يذهب للحرب لأنه سوف يضيع فرصة الاستفتاء على حق تقرير مصيره". وكشف غرايشون عن توجيهه رسالة مكتوبة للشريكين لوقف التصريحات السالبة وعدم تسميم الأجواء قبل جولة مباحثات أديس أبابا، وجدد تأكيده على أن مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية كأفراد وجماعات لن يلفتوا من العقاب. وقال: "هذا موقفنا الذي أكد عليه الرئيس أوباما في مفاوضات نيويورك". وأعلن البرلمان العربي أن وفدا من أعضائه برئاسة رئيسة البرلمان الدكتورة هدى فتحي بن عامر بدأ أمس الأربعاء زيارة إلى الخرطوم تستغرق يومين من أجل المساعدة على حل الإشكاليات القائمة بين شمال وجنوب السودان ودعم خيار وحدة السودان وجعله جاذبا لأهل الجنوب في الاستفتاء المقرر عقده في يناير القادم. وكشف السفير السوداني بالقاهرة الفريق "عبد الرحمن سر الختم" عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوداني علي كرتي للقاهرة بعد غد السبت لمواصلة واستكمال المشاورات بين الجانبين المصري السوداني التي جرت خلال زيارة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري والوزير عمر سليمان للخرطوم يوم الخميس الماضي. وقال سر الختم في تصريحات عقب لقائه أمس أبو الغيط هناك ترتيبات لزيارة وفد رفيع المستوي من وزارة الخارجية السودانية للقاهرة أوائل الشهر المقبل في إطار التعاون المصري السوداني، لافتا إلى أن مصر تولي السودان اهتماما بالغا وتعتبرها شريكا أساسيا. وفي نهاية طريق متعرج يقع معقل قبيلة المسيرية العربية التي تخشى أن تفقد الحق في استخدام مياه النهر المجاور إذا تمت ضم منطقة أبيي المتنازع عليها إلى جنوب السودان بعد الاستفتاء المقرر إجراؤه في التاسع من يناير المقبل. وقال أمير المسيرية مختار بابو نمر في مقابلة مع وكالة فرانس برس أجريت في مكاتب أجهزة الاستخبارات في المجلد "إننا لا نريد نفطا، بل نريد مياها. لدينا خمسة ملايين رأس ماشية، أين ستجد المرعى؟". وفي المقلد، يعتبر الأمير بمثابة ملك. وفي القاعة التي يجلس فيها وضعت صور للرئيس السوداني عمر البشير ولوالد الأمير بابو نمير ما يشير إلى أهمية الولاء القبلي في هذه المنطقة. ويعتبر أبناء قبيلة المسيرية أنهم أصحاب هذه المنطقة المتنازع عليها ويقولون إنهم استقبلوا الجنوبيين من قبيلة دنكا نقوك اعتبارا من نهاية القرن التاسع عشر. ويقضي قانون الاستفتاء في أبيي بأن يشارك في الاقتراع أبناء قبيلة دنكا نقوك و"مواطنون آخرون" ولا ينص على مشاركة المسيرية صراحة. ويحذر الأمير "إن لم أتمكن من الاقتراع فلن يكون هناك استفتاء". ويتابع زعيم القبيلة المسؤولة عن غارات دامية ضد الجنوبيين إبان الحرب الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي "لا يمكن أن تتبع أبيي الجنوب". وإذا ما ألحقت أبيي بالجنوب سيفقد المسيرية مياه بحر العرب ومراعي جنوب السودان. ويقول أمير القبيلة "في هذه الحالة ستنفق مواشينا ولن يبقى لنا إلا أن نهاجر إلى الخرطوم للبحث عن عمل أو التسول ومن الأفضل لنا أن نموت على أن ننتهي هكذا". وفي سيارة متهالكة، يغادر شباب من المسيرية المجلد بحثا عن عمل في الخرطوم ويضطرون لذلك إلى القيام برحلة تستغرق 30 ساعة. ويقول محمد "ليس هناك عمل في المجلد ولا أريد أن أكون راعيا للماشية وأمضي حياتي في متابعة بقرة وفي كل الحالات ليس لدي بقرة. وتجرى مفاوضات تحت رعاية الولاياتالمتحدة لمحاولة التوصل إلى حل وسط لإنقاذ إبيي من الجحيم. ويؤكد الأمير أنه "حتى الآن (بداية موسم الجفاف) ليست لدينا مشكلات مياه أو مرعى ولذلك إذا فشلت المفاوضات لا يمكن أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث"، ويتابع شقيق الأمير صادق بابو نمر "هناك شباب يريدون أن يقاتلوا ويريدون اجتياح أبيي، لكننا لا نريد حمام دم رغم أننا نملك كمية هائلة من السلاح". المصدر: الشرق 28/10/2010