انتهت ندوة (الانفصال وجدل الجنسية المزدوجة) التي نظمها المركز السوداني للخدمات الصحفية نهار أمي وشهدت أروقتها مشادات كلامية بين اثنين من المشاركين فيها. وجاء انسحاب نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي بالحركة الشعبية اتيم قرنق بعد دخوله في مشادات كلامية مع القيادي السابق بالحركة غازي سليمان المحامي بعد اتهام الثاني للحركة الشعبية بمفارقة الدعوة الوحدوية لقائدها ومؤسسها د. جون قرنق وتبنيها للخيار الانفصالي والذي يمثل عملاً عدائياً ومخالفاً للدستور، الأمر الذي دعا قرنق للانسحاب من القاعة. إسرائيل عربية وكان نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق قد استهل الحديث في الندوة برسمه لسيناريوهات متعددة لدولة الشمال حال انفصال الجنوب ومن بينها تحول دولة الشمال لعنصرية والتي وصفها ب((إسرائيل العربية)) وسيتم وقتها دعوة الأممالمتحدة لتوفير الحماية للجنوبيين وأضاف)) وستكون – أي الشمال – دولة فاشلة من أول يوم ((انا دولة الجنوب فستكون . حسب رأيه. دولة مدنية غير عنصرية يتمتع فيها الشماليون في الجنوب بحق المواطنة. مواطنة مشتركة:- وشدد على أهمية قضايا ما بعد الاستفتاء باعتبارها مؤثرة في حالة الانفصال سيما للجنوبيين بالشمال الذين يمثلون فئة العمال والموظفين والجنود، مشيراً الى أن الفئة الأهم والتي تمثل النسبة الأكبر هي ((النازحون)) الذين يتخوفون من تجدد اندلاع الحرب بالجنوب، أما الشماليين الموجودين بالجنوب فتعتبر الفئة الأهم فيها ((الرعاة)). وأوضح قرنق أن انفصال الجنوب وتحول الشمال لدولة عنصرية سيلم الرعاة بتغيير اقتصادهم، وأقترح تطبيق مبدأ المواطنة المشتركة بدون منح جنسية مشتركة حيث أن رؤيتهم في حال انفصال الجنوب تتمثل في استمرار العلاقات الاقتصادية والاجتماعية اذا كانت هناك مواطنة مشتركة، ولكنه شدد على أن موقف الشمال من الجنوب هو الذي سيحدد شكل العلاقة. وانتقد التهديدات التي يطلقها عدد من المسئولين الحكوميين الشماليين في حال انفصال الجنوب كاتخاذ أجراء بطرد الطلاب من الجامعات، مبيناً أن أولئك الطلاب يمكن أن تقبلهم العديد من الدول كمصر أو تونس أو الجزائر كما أمتدح الخدمات التي قدمتها دولة الكويت التي شيدت أول مستشفي بجنوب السودان، وأشار إلى أن علاقات الجنوب مع الدول العربية ستكون أقوى من علاقته مع الشمال وتمني انتهاج علاقات ودية بين الشمال والجنوب في حالة الانفصال باعتباره يعزز السلام ويمكن استثماره مستقبلاً في حالة رغبة الطرفين في الوحدة مجدداً. الحدود المشكلة:- ورجح الفريق شركة الطيب عبد الرحمن مختار الانفصال باعتباره أمرا متوقعاً منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل، واوضح أن الجنسية المزدوجة تمنع للأفراد وليس للمجموعات واضاف: اذا انفصل الجنوب فان الذين صوتوا للانفصال هم من يمثلون شعب الدولة الجديدة وسيحصلون حسب اللوائح على جنسيتها)) لكنه اعتبر أن المشكلة الحقيقية تعتبر في حدود دولة الجنوب. وأضاف: اذا انفصلت تلك الدول فأين حدودها؟ هذا الوضع يتطلب حسن النية وعدم الانفصال والإدلاء بالتصريحات السالبة التي تقود لتعقيد الأمور)). وتوقع مختار أن يحظي الجنوبيون بالشمال بمعاملة جيدة نظراً للتعامل الذي يجده الأجانب في السودان من الذين لم يكونوا جزءاًَ منه في يوم من ذات الأيام وقال: ليس لمجرد الانفصال تنزع الجنسية فحتى اليهود نالوا الجنسية السودانية)). نيران غازي:- ومن جانبه وجه القيادي السابق بالحركة الشعبية غازي سليمان المحامي خلال حديثه بالندوة، وجه انتقادات شديدة للحركة الشعبية، الأمر الذي دفع نائب رئيس المجلس الوطني أتيم قرنق للانسحاب من الندوة. وأشار سليمان الى أن الحركة الشعبية وحدوية وفركها الوحدة الجاذبة عبر التنفيذ السلمي لاتفاقية السلام الشامل . دولة إسلامية:- وأشار لقيادة تيار جديد داخل الحركة الشعبية للانفصال معتبراً الدعوة للانفصال ((عملاً عدائياً وغير دستوري)) وجزم في حال انفصال الجنوب تحول الشمال ل ((دولة إسلامية مائة بالمائة ولن يكون وقتها أي مجال للعلمانية)) واردف: فإذا أردت أن تشرب كوب ماء ولم تسم الله تعالي عليه قبل تناوله فسينزع منك)) حسب قوله. نقلاً عن صحيفة السوداني 4/11/2010م